نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، تقول فيه إن 6 ملايين بالغ في إنجلترا وويلز تعرضوا لاعتداءات نفسية، أو جسدية، أو جنسية خلال طفولتهم، بحسب التقديرات الرسمية الأولى التي تم نشرها أمس.
ويشير التقرير إلى أن هناك ما يقارب من نصف مليون امرأة بالغة تعرضن للاغتصاب خلال طفولتهن، جنبا إلى جنب أكثر من 100 ألف رجل.
وتذكر الصحيفة أن الأرقام تتضمن أكثر من 330 ألف امرأة ورجل كانوا ضحايا
الاغتصاب، أو محاولة الاغتصاب، قبل أن يبلغوا سن التاسعة، بحسب
دراسة للجريمة في إنجلترا وويلز صدرت عن المكتب الوطني للإحصاء، مشيرة إلى أن هذه كانت المرة الأولى التي تتضمن فيها الدراسة سؤالا عن
الاعتداءات القديمة، وأظهرت أن ربع الضحايا كانوا أقل من عمر السادسة.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن الدراسة أظهرت أن المهنيين من الطبقة الوسطى كانوا الأكثر احتمالا بأن يبلغوا عن وقوع الاعتداءات الجنسية، أو يشهدوا على العنف البيتي، لافتا إلى أن التبليغ عن العنف الجسدي والنفسي لدى
الأطفال كان أكثر قليلا بين البالغين من الطبقة العاملة عن نظرائهم من الطبقة المتوسطة.
وتلفت الصحيفة إلى أن ضحايا الاعتداءات الجنسية الخطيرة، مثل الاغتصاب، كانوا في الغالب ضحايا لأعضاء من العائلة أو الأصدقاء والمعارف، مع وجود نسبة أقل قالوا إن الاعتداء عليهم وقع من غرباء.
وينوه التقرير إلى أن الدراسة أظهرت أن 3 من 4 ضحايا لم يبلغوا أحدا عن الاعتداءات الجنسية عليهم في وقت حصولها، وقال معظمهم إنهم كانوا محرجين من التبليغ عنها، مشيرا إلى أن هذه الأرقام هي التقديرات الرسمية الأولى التي تعكس مدى حجم الاعتداءات التي حصلت في إنجلترا وويلز، وهي مبنية على استطلاع شارك فيه 20 ألف بالغ بين سن 16 إلى 59 ألفا.
وتنقل الصحيفة عن الطبيبة النفسية إلي هانسون، قولها: "لم نعترف بعد مجتمعيا بهذه المستويات من الاعتداءات الجنسية، ولا نتحدث عن الاعتداءات الجنسية على نصف مليون امرأة في أثناء طفولتهن، حيث كن ضحايا للاغتصاب، أو محاولة الاغتصاب، نحتاج للاعتراف بذلك، كي نتصدى للمشكلة بشكل مباشر".
وبحسب التقرير، فإن هانسون حذرت من أن هناك عواقب سلبية على المدى الطويل، وتقول إن "الاعتداء على الأطفال عامل رئيسي خفي لعدد من المشكلات الاجتماعية، بما في ذلك المخدرات، وإيذاء النفس، والتفكير بالانتحار، والصحة العقلية، بالإضافة إلى مشكلات القلق".
وتبين الصحيفة أن رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي، حذرت في شهر آذار/ مارس الماضي من أن الاعتداء الجنسي على الأطفال "منسوج بشكل سري في بنية" المجتمع البريطاني، وأن الشعب لم يدرك إلى الآن حجم المشكلة.
ويكشف التقرير عن أن الإحصائيات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء تظهر تراجعا منتظما في التبليغ عن اعتداءات جنسية منذ سبعينيات القرن الماضي، لافتا إلى أن الدراسة بينت أن 9% من البالغين من الفئة العمرية من 55 إلى 59 عاما، قالوا إنه تم الاعتداء عليهم عندما كانوا أطفالا، في الوقت الذي وصل فيه هذا الرقم إلى 3% من الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاما.
وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤول عن أرقام الجريمة في المكتب الوطني للإحصاء جون فلاتلي، قوله إن ذلك لا يختلف كثيرا عن التراجع في نسبة الجريمة بشكل عام، لكنه استدرك قائلا إن ضحايا الاعتداء الجدد قد لا يكونون مستعدين بعد للحديث عن تجربتهم.
وبحسب التقرير، فإن الأرقام تظهر أن احتمال تعرض البالغين المثليين من الجنسين وثنائيي الميول الجنسية لاعتداءات جنسية عندما كانوا أطفالا هو أكثر من غيرهم بثلاث مرات.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدثة باسم الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال إن "إدخال الاعتداءات القديمة في إحصائيات المكتب الوطني للإحصاء يؤكد لأول مرة الحقيقة المخيفة بأن عددا كبيرا من البالغين كان قد اعتدي عليهم عندما كانوا أطفالا، كما تشكل الدراسة خطوة مهمة نحو قياس المستوى الحقيقي للاعتداء على الأطفال".