نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية، تقريرا عن ما وصفته بـ"التناقض" في دعاية
تنظيم الدولة، التي تروج لرأفتها بالحيوانات والصغار من جهة، مقابل الافتخار بالمجازر التي ترتكبها من جهة أخرى.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن تنظيم الدولة نشر مؤخرا تقريرا في مجلته "دابق" المسؤولة عن نشر دعايته؛ تحدثت فيه على لسان أحد عناصرها، هو "
أبو الحارث الثغري"، عن جانب الحنان والرأفة الذي يخفيه عناصرها.
وجاء في التقرير تحت عنوان "تأملوا في خلق الله"، أنه عند مداعبة الثغري لهرة، وحمايتها من البرد؛ فقد بقي هذا الأخير يتأمل في خلق الله وقدرته على القيام بالمعجزات.
وأضافت الصحيفة أن "هذا العدد الأخير الذي يحاول إظهار التعاطف والحب لهذا المخلوق الصغير؛ لا تربطه أية صلة بما ينشر في باقي صفحات هذه المجلة الدعائية، التي غالبا ما تمجد إنجازات تنظيم الدولة الإجرامية".
وبينت أن "تنظيم الدولة يتخذ نمطا جديدا في دعايته، يروج إلى تواجد جانب من الرأفة بين مقاتليه، ويستغل في ذلك حيوانات مثل
القطط والكلاب الصغيرة، كما أنه يعول في ذلك على هوس مستعملي الإنترنت وشغفهم بالقطط والكلاب".
وأوردت الصحيفة قول الثغري الذي ظهر في الصورة محتضنا قطة، إنها "كانت لحظات تأمل لا مثيل لها، وهي نعمة من الله".
وأضاف الثغري الذي انتقل من القتال في صفوف جبهة النصرة إلى الانضمام لتنظيم الدولة، أنه "ينصب العداء لكل الملحدين في الغرب، والمتغطرسين الرافضين لحكم الله".
وقالت الصحيفة إن الثغري "يحاول في التقرير إظهار أنه يؤمن بأن حب الأبوين لأطفالهما هو نوع من الرحمة، ويتظاهر بحبه للأطفال، في الوقت الذي يرتكب فيه مجازر ضدهم".
وأضافت أن "ما ينسبه هذا الإرهابي لنفسه ولجماعته؛ بعيد كل البعد عن الواقع، وأبرز دليل عن ذلك؛ هو عدم شفقة إرهابيي نيس مؤخرا على أطفال مثل "ينيس" البالغ من العمر أربع سنوات، وغيره من ضحايا الأطفال في ذلك اليوم".
وكان هجوم شنه تنظيم الدولة قبل حوالي شهر، استهدف مدينة نيس جنوبي فرنسا، وأسفر عن مقتل 84 شخصا، وإصابة أكثر من 350 آخرين.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن "الثغري أوهم قراء تقرير
مجلة دابق بأنه مسلم جيد؛ من خلال حديثه عن أن "الله يعطي المخلوقات الصغيرة البراءة في عينيها، وابتسامة لطيفة، وضحكة تفجر العديد من مشاعر السعادة في قلوب والديه"، وقالت إنه "يقول ذلك كما لو أن أولئك الذين يبايعون تنظيم الدولة؛ يفكرون في كل هذا عند ارتكابهم مجازر في حق الإنسانية، دون تمييز بين الكبار والأطفال".
وأضافت أن "من المفارقات الأخرى التي ظهرت في هذا التقرير؛ هو استشهاد الثغري بآيات قرآنية تحرم القتل، في حين أن تنظيم الدولة ارتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية".
وتابعت: "يجمع كافة الخبراء في المجال الديني؛ أن هذه المنظمة الإجرامية التي تطلق على نفسها اسم
الدولة الإسلامية؛ ليس لها أية صلة بالمبادئ الأساسية للإسلام، أو الديانات الأخرى التي تدعو إلى المحبة".
ونقلت عن "العلماء عبدالعزيز حماوي، وخافيير روسون، ومنير بن جلون، وغيرهم من الخبراء في مجال الدين الإسلامي؛ تأكيدهم لها أن "الإسلام هو دين السلام، وتنظيم الدولة ليس له أي صلة لا من قريب لا من بعيد بتعاليم الدين الإسلامي".
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن حادثة قتل الكاهن جاك آميل (86 عاما) التي نفذها تنظيم الدولة في 26 تموز/ يوليو، داخل كنيسة بلدة "سان إتيان لو روفراي" شمال فرنسا؛ هي أبرز مثال على غياب "روح الرأفة" التي يروج لها "جهاديو" هذا التنظيم في دعايتهم، مستعينين بالقطط.