أثار فرار عدد هائل من عناصر
تنظيم الدولة من مدينة سرت الليبية نحو كل من
الجزائر والنيجر تحت طائل الضربات الأمريكية مخاوف الجزائر، وأسدى قائد أركان
الجيش الجزائري، الفريق قايد صالح، الثلاثاء، تعليمات صارمة لوحدات الجيش للتصدي لأي محاولة لاختراق التراب الجزائري.
وقال الفريق قايد صالح باجتماع مع قيادة وأركان الناحية العسكرية الثانية بوهران، غرب الجزائر، الثلاثاء، إن "الجيش متفرغ لمواصلة مشواره التطويري والنهوض بعوامل وموجبات الرفع الدائم من جاهزيته، واستعداده لتحمل مسؤولياته الوطنية في كافة الظروف والأحوال".
وبات "الإرهاب الخارجي" مثار قلق السلطات العليا بالجزائر، خاصة إثر فرار عدد هائل من عناصر تنظيم الدولة من مدينة سرت الليبية نحو كل من الجزائر والنيجر، خلال الأيام الماضية.
وقال محمد خلفاوي، الضابط السابق بالجيش الجزائري، في تصريح لـ"
عربي21"، الثلاثاء، إن وحدات الجيش "حققت بالأشهر الأخيرة إنجازات واضحة بالنسبة لمحاربة الإرهاب"، لكنه دعا إلى "مزيد من اليقظة بوضع مترد على الحدود ومحاولات تسلل إرهابيين عبر الحدود الجنوبية والشرقية".
وكان الجيش الجزائري كثف تواجده عبر الشريط الحدودي مع
ليبيا، منذ العام 2014، ورفع تعداده هناك تحسبا لمواجهة تسلل مجموعات ليبية مقاتلة، لكن هدفه حاليا صار مركزا على صد تهديدات تنظيم الدولة على الحدود.
وأفاد الفريق أحمد قايد صالح، "أن القيادة العليا (للجيش) تعمل على أن يفي الجيش الوطني الشعبي بكافة مهامه الدستورية، وعلى أن يتولى بكل صرامة واقتدار تطهير أرض الجزائر الطيبة والمباركة من نجاسة الإرهاب". وقال أيضا "إن الجيش الوطني الشعبي الحارس الأمين والوفي لرسالة الشهداء، مرفقا بكافة الأسلاك الأمنية، سيّظل دوما قلعة الجزائر وحصنها المنيع وضامن أمنها واستقلالها، وحافظ وحدتها الترابية والشعبية وتماسكها المجتمعي".
وشدد قايد صالح على "أن الجيش لن يهدأ له بال حتّى يقضي قضاء مبرما ونهائيا على جرثومة الإرهاب... وهي مهمة سامية ونبيلة بل ومقدسة تليق بوطن شامخ اسمه الجزائر".
وبعد أكثر من 15 سنة، قضاها الجيش الجزائري بمواجهة المسلحين، أشار قائد أركان الجيش بخطاب لافت إلى "التراجع الكبير للنشاط الإرهابي في بلادنا وانكفائه شبه التام، وعجز ما تبقى من الإرهابيين على القيام بأدنى الأعمال الإجرامية، على الرغم من تنامي الظاهرة الإرهابية في محيطنا القريب والبعيد".
وتشيد الجزائر سياجا لمنع تدفق العناصر المتطرفة وتعزيز الأمن الحدودي مع ليبيا.
وأوردت تقارير أمنية جزائرية أن "الجيش رفع حالة التأهب ضد الإرهاب على الحدود مع ليبيا شرقا وأيضا مالي جنوبا إلى درجة واحدة قبل الحرب".
وسادت مخاوف بالجزائر من احتمال ضعف الأجهزة الأمنية بمحاربة الإرهاب، وبسبب شساعة الحدود الصحراوية مع ليبيا ومالي إثر ظهور "خطر خارجي" يتمثل بتنظيم الدولة على الحدود مع ليبيا، لكن الفريق قايد صالح، نفى ذلك اليوم، وقال إن الجيش الجزائري لن يهدأ حتى يقضي على الظاهرة.
وقال رمضان حملات، الخبير الجزائري بالشؤون الأمنية في تصريح لـ"
عربي21"، الثلاثاء، "إن خطاب الفريق قايد صالح يحمل رسائل مشفرة إلى السياسيين الجزائريين المتخوفين من قدرة الجيش على مواصلة محاربة المسلحين، وأيضا ردا على تقارير دولية أشارت إلى ما أسمته، تقصير الجزائر بمكافحة الإرهاب".
وكان تقرير للخارجية الأمريكية حول الوضع الأمني في الجزائر، شهر تموز/يوليو، رسم لوحة سوداء عن مستقبل الجزائر على الصعيد الأمني فضلا عن إطلاق تحذيرات للأمريكيين بتوخي الحيطة واليقظة لدى سفرهم إلى الجزائر.
وأعلن الجيش الجزائري عن مقتل 145 مسلحا خلال السداسي الأول من العام الجاري 2016، كما تم القبض على 55 مسلحا، لكنه لم يشر إلى عدد المسلحين الذين مازالوا ينشطون.