أطلق الكاتب والروائي
المصري يوسف زيدان، تصريحات جديدة مثيرة للجدل، الاثنين، اعتبر فيها أن إسرائيل ليست العدو الأول لمصر، واصفا إياها بأنها "عدو عاقل، لكنها عدو رسمي تقليدي بالنسبة لمصر، باعتبار الحروب التي نشأت بينهما"، بحسب قوله.
وادعى أنه منذ توقيع اتفاقية السلام "لم نجد أي عمل عدائي من إسرائيل"، وفق زعمه.
جاءت تلك التصريحات في حوار مع صحيفة "المصري اليوم"، الصادرة الاثنين، في وقت يتعرض فيه المسجد الأقصى لانتهاكات متصاعدة، ويعاني فيه الفلسطينيون بقطاع غزة المحتل، من غارات إسرائيلية دموية، استخدمت فيها إسرائيل أحدث مقاتلاتها من الطائرات "إف 35".
قلب الجزيرة "سُراق إبل"
وأعاد زيدان في حواره تكرار مزاعمه بأن قلب الجزيرة قبل الإسلام لم يكن يسكنه إلا عدد قليل، يتقاتلون فيما بينهم، وينظر إليهم باعتبارهم "سُراق إبل"، مشددا على أن هذه حقيقة تاريخية معروفة، وهي التصريحات التي كانت قد أحدثت غضبا في
السعودية ودول الخليج قبل أيام.
لكنه أضاف: "هذا لا يعيب مواطني السعودية اليوم، بالعكس فالمملكة ثاني أكثر بلد عربي قارئ لمؤلفاتي، بعد مصر، وأعتز كثيرا بأهلنا هناك".
وأشار إلى أن كلامه يخص قبائل "قلب الجزيرة" قبل ظهور الإسلام، وهي منطقة لم يخرج منها عالم واحد من علماء اللغة العربية في تراثنا القديم، وفق قوله.
ورأى أن الضجة المثارة ضده حول هذا الكلام في بعض دول الخليج، خصوصا السعودية، تزيد عن الحد المنطقي المعقول بالنسبة إلى عبارة وردت في سياق الكلام، وقد تكون ناشئة عن سوء فهم أو سوء قصد.
وتابع أنه قال في المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية "تويزا" بمدينة طنجة، شمال المغرب، الأسبوع الماضي، إن اليمن أصل العرب، وبعد انهيار سد مأرب في نحو سنة 1000 قبل الميلاد، انتقلت قبائل عربية إلى منطقة الشام والعراق، وعاشوا هناك.
وأبدى اندهاشه من المطالبات بمنعه من دخول دول الخليج، معلقا: "اندهشت لهذا الأمر كثيرا، فما معنى عدم دخولي أو منعي، فهل أجرمت في شيء؟ فأنا لست مجرما لمنعي من دخول دول الخليج، لكن إذا تم منعي فعلا، فالله الغني".
سبقت السيسي.. ومناقشة الإسرائيليين عقلانية
وحول تشكيكه في إسلامية القدس، والمسجد الأقصى، قال: "أنا مندهش تماما لأن أفكاري وأطروحاتي تتم مناقشتها في إسرائيل بشكل عقلاني، وفي بلادي يتم الرد عليها بشكل همجي وغير عقلاني بالمرة"، بحسب قوله.
وأشار إلى أنه طرح هذا الموضوع قبل أن يظهر السيسي على الساحة السياسية، وأن "سنة اليهوديات" تقليد متبع، وأنه منذ عدة سنوات يعقد الصالونات والندوات العامة، ويخير المتابعين بين موضوعات عدة، وطرح عليهم في عام 2012 إما جعله عاما للتصوف أو لليهوديات أو للتراث العلمي العربي، فكانت أغلب الآراء ترجح اليهوديات نظرا لالتباس الكثير من المفاهيم، بحسب قوله.
ونفى أن يكون قيامه بطرح أفكار مثيرة للجدل مثل أن "الحسين" لم يدفن في مصر، وأن المسجد الأقصى ليس الموجود في القدس، هو من أجل "الاستعراض"، متسائلا: "ما الذي يدعوني للاستعراض إذا كانت كتبي هي الأعلى مبيعا في الوطن العربي؟".
30 يونيو "تمرد على حاكم فاشل"
وعن ثورة يناير قال: "هي لحظة مجيدة في حياة مصر، و30 يونيو لحظة تصويب لمسار، أخطأ المصريون فخرجوا لتصويب المسار، وبالمناسبة 30 يونيو ليست انقلابا بل تمرد على حاكم فاشل"، وفق وصفه.
ويأتي حكم زيدان على الرئيس محمد مرسي بأنه فاشل، على الرغم من أنه لم يحكم مصر سوى عام واحد يمثل ربع مدته الدستورية، في وقت يطلق فيه تصريحات يرى فيها مراقبون تزلفا من جانبه لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وفي سياق متصل، شدد زيدان على مصرية جزيرتي "تيران وصنافير"، قبل الحكم القضائي وبعده، وأن موقف الحكومة تسأل فيه الحكومة.
وأخيرا، حول وصفه للتعليم في مصر بالـ"كارثي"، قال: "وضع التعليم في مصر كارثي فعلا لاعتماده على التلقين، ومحو كل مكوناته من ذهن الطالب عقب أداء الامتحان، وتخلف المناهج عما هو معمول به في العالم".
ودعا إلى تطوير المناهج، والتفهيم، وليس التلقين، وتحديد الرؤية العامة من خلال وسيلة أساسية مثل التعليم، قائلا: "أرى أن ضعف التثقيف العام علاجه أن نهتم بعمليات التثقيف".