أبدى نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي دهشتهم من اعتراف
مصطفى الجندي، عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، على قائمة "في حب
مصر"، الموالية لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، بتأجير منزله بواشنطن للمرشح الرئاسي للحزب الجمهوري دونالد
ترامب.
وأرجعوا السر في دهشتهم إلى أن الجندي معروف بأنه "النائب أبو جلابية"، أو "نائب الغلابة"، ويقدم نفسه دوما على أنه نصير الفلاحين، وليس معروفا عنه امتلاك ملايين الدولارات، على الإطلاق.
ومن جهته، دافع الجندي عن نفسه بالقول إنه كان ولا يزال متحدثا باسم المواطنين البسطاء؛ "لأنني أحدهم، وأي عقارات أو أنشطة تعود للعائلة ومجهودها الممتد من 30 سنة، فليس هناك ثراء سريع أو تربح غير شرعي في الأمر"، بحسب قوله.
وحول الموقع الإخباري، الذي يبث من المقر، قال إنه ضد الإخوان، وليس ضد المسلمين.
ودافع عن ترامب بالقول متسائلا: "هل هيلاري كلينتون هي الطاهرة الشريفة؟".
وأشار إلى أن ترامب قال: سأتعامل مع مصر والسيسي، مستطردا بأن هيلاري كلينتون قالت في المقابل إنها ضد ثورة 30 يونيو، وضد مصر، ومع الإخوان.
نشطاء: هذه حقيقة "نائب الغلابة"
ومن جهته، أبدى "أدمن صفحة "أنا آسف يا ريس"، كريم حسين، دهشته، في تدوينة بصفحته بموقع "فيسبوك"، الاثنين، من أن الجندي ظل "يطلع طول الخمس سنين اللي فاتوا بجلابية في كل البرامج، والمنديل القطن اللي بيتغسل، علشان يتقال إنه صوت الفلاح الغلبان المهدور حقه المجني عليه من نظام مبارك".
وأضاف حسين: "المهم أن مصطفي الجندي ده بقي يا سيدي ما خلاش برنامج ولا قناة ولا حتى جريدة ولا حتى MBC 2، إلا لما كان بيطلع عليها يعيط ويتاجر ويتكلم عن الفلاح الغلبان اللي مش لاقي يأكل.. اللي عايش بالعيش الحاف والمش".
واستطرد: "نائب الغلابة أبو جلابية مقطعة عنده فيلا كبيرة في أمريكا علي فدادين وبحيرات.. مؤجرها لمين؟ مؤجرها لدونالد ترامب العدو المتطرف للمسلمين والعرب لإدارة حملته الانتخابية بـ2.8 مليون دولار".
وأردف: "نائب الغلابة طلع ملياردير، واللي بيتاجر بالوطنية طلع عميل متورط مع دونالد ترامب".
واختتم تدوينته بالقول: "النائب ده بقي عمل إيه للفلاح الغلبان اللي بيتاجر بآلامه غير أنها كانت سلّم وصلته لحصانة وكرسي مجلس الشعب؟.. عرفتوا ليه زمان قالوا: "أوعوا تخدعكم المظاهر، ولا المتاجرة بالفقراء والغلابة"؟
الجندي يقر بملكية المقر
ومن جهته، نفى الجندي ما ذكرته "الغارديان"، في تقريرها، من أنباء عن علاقة تربطه بالحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري الأمريكي.
وقال الجندي، في اتصال هاتفي مع برنامج "العاشرة مساء"، عبر قناة "دريم" مساء الأحد، إن لديه مركبتين ببحيرة ناصر، و4 "فلوكات" في نهر النيل، وفندق فيه 23 غرفة، ومكاتب خارجية للتسويق للسياحة في مصر.
وأشار إلى أن منزله يتم تأجيره بمدد لأطراف مختلفة، وأن المستأجر الحالي صديق شخصي له، ولم يكن بينهما أي اتفاقيات مسبقة لاستخدام المنزل مقرا انتخابيا.
وقال: "بالتأكيد لن يستمر هذا الأمر حال اكتشفت تأثيره بأي شكل على سمعتي كنائب، ووطنيتي كفرد من الشعب المصري"، على حد قوله.
وزعم أنه أجر المنزل الذي يملكه بالولايات المتحدة بسبب توقف السياحة في مصر، وأنه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالمرشح الرئاسي دونالد بترامب، وأن الشركة المؤجرة "تم اختيار رئيسها مديرا لحملة ترامب".
وتساءل الجندي، في مداخلة هاتفية أخرى لبرنامج "القاهرة اليوم"، عبر قناة أوربت: "لماذا جريدة الغارديان هي من قامت بتسليط الضوء على ذلك الموضوع، ولم تقم به الواشنطن بوست".
واستدرك: "لأن الأمريكيين لم يجدوا شيئا، فهذا هو شغل القطريين والإخوان، فنحن بنتحارب حرب رهيبة، والكتائب الإلكترونية تحارب الجميع".
وأشار إلى أنه كان يمتلك بعض المكاتب التسويقية لشركته السياحية في عدد من دول العالم، وأنه اضطر لتأجير هذا المكتب بسبب ركود السياحة في مصر، مشيرا إلى أن المنزل المذكور لا تتعدى مساحته 300 متر، وفق وصفه.
ماذا قالت "الغارديان" عنه؟
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية ذكرت أن مصطفى الجندي يملك المبنى الذي يتخذه بانون مقرا لموقعه الإخباري "بريتبارت" المحافظ، الذي يقع في مواجهة المحكمة العليا في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبنى الذي يطلق عليه "سفارة بريتبارت" تبلغ قيمته نحو 2.4 مليون دولار، ويتخذه بانون أيضا مقرا لإقامته، بالإضافة إلى تخصيص قسم منه للموقع الإخباري.
وذكرت "الغارديان" أن بيانات مكتب الضرائب في العاصمة الأمريكية تشير إلى أن ملكية المبنى تعود للجندي، الذي قالت إنه عضو سابق في البرلمان المصري، ورجل أعمال.
وأضافت أن الموقع الإخباري "بريتبارت"، الذي كان يعد من أبرز الداعمين للمرشح الجمهوري، حتى قبل تعيين مديره رئيسا للحملة الانتخابية، نشر في وقت سابق تقارير تشيد بالجندي.
ووصف أحد هذه التقارير التي نشرها "بريتبارت" الجندي بـ"رجل الدولة"، دون أن يشير إلى أن رجل الأعمال المصري يملك المبنى الذي يضم مكاتب التحرير، وفق "الغارديان".
وكشفت الصحيفة عن هذه المعلومات في سياق تقرير مطول تناول تسجيل بانون عنوانه للتصويت في الانتخابات بمنزل مهجور بولاية فلوريدا، التي تعدّ إحدى الولايات الحاسمة بالانتخابات.