نفى سفير
السعودية في القاهرة، أحمد عبدالعزيز قطان، صحة واقعة تعرض أحد السعوديين للضرب في
مطار القاهرة، مؤكدا عدم صحة القصة التي رواها الداعية السعودي حمود الشمري، والتي وصفتها السفارة السعودية لدى القاهرة، بأنها "شائعة مكتملة الأركان".
جاء ذلك في عشرين تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لكل من السفير والسفارة، أمس الجمعة.
وفي المقابل، كذّب نشطاء سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحات السفير والسفارة للواقعة، وقال أحدهم إنه شاهد على حدوثها بالفعل.
وكان الشمري، أكد، عبر صفحته على موقع "تويتر"، الخميس، أن مواطنا سعوديا تعرض للضرب الوحشي أمام زوجته وأبنائه بمطار القاهرة الدولي، من قبل سبعة عناصر أمن
مصريين، لدى إتمامه إجراءات المغادرة، بعد مشاجرته مع مواطن مصري.
وأشعل ذلك ثورة غضب بين السعوديين، وصلت إلى حد المطالبة بقطع العلاقات مع مصر.
وأطلق نشطاء سعوديون وسما على "تويتر" بعنوان ("#ضرب_سعودي_في_مطار_القاهرة"، امتلأ بانتقادات واسعة وغضب عارم تجاه الواقعة.
السفارة السعودية: شائعة مكتملة الأركان
لكن السفارة السعودية ردت على المغردين الجمعة، نافية القصة، نفيا قاطعا، بإحدى عشرة تغريدة.
وأكدت "عدم صحة الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول واقعة الاعتداء بالضرب على مواطن سعودي، من قِبَل سبعة من رجال الأمن المصريين في مطار القاهرة الدولي، مساء الخميس 1 سبتمبر 2016 م".
وأشارت إلى أن تأكيدها هذا "يأتي من خلال تواصلها مع السلطات المصرية المختصة، ومن خلال المستشار القانوني للسفارة، الذي توجه للمطار فور تداول هذا الخبر، وتبين له عدم صحة هذه الواقعة جملة وتفصيلا"، بحسب التغريدات.
وأعربت السفارة عن استغرابها الشديد من تداول "هذه الشائعة"، مؤكدة "كذب" الواقعة جملة وتفصيلا.
وطرحت السفارة تساؤلات في تغريداتها وقالت: "هل يعقل أن يتعرض مواطن للاعتداء من قبل 7 من أفراد الشرطه بمطار القاهرة دون أن يكون هناك شهود على الواقعة؟ وهل يعقل أن تحدث واقعة مثل هذه دون أن تسجلها كاميرات المطار أو أي من كاميرات الركاب الموجودين إن كان بصورة أم بمقطع فيديو؟".
وتابعت: "هل يعقل أن الشخص الذي تم الادعاء بأنه تعرض للضرب الوحشي أمام زوجته أن يصمت عن حقه، فلا يتقدم بشكوى حتى الآن؟".
وأشارت السفارة إلى أن الاجابة عن هذه التساؤلات كفيلة بالتأكد تماما أننا أمام شائعة مكتملة الأركان، وأنها تأتي ضمن سلسلة من الشائعات والأكاذيب البائسة التي يطلقها من يتعمدون بين فترة وأخرى التشويش، وخلق بلبلة، والإساءة للعلاقات المتميزة بين القاهرة والرياض، بحسب تغريدات السفارة.
وأوضحت السفارة أيضا أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية حيال من تسبب في نشر وترويج تلك الشائعة، التي تسببت في إثارة الرأي العام، على حد وصفها، مؤكدة أنها لا تتوانى في الوقوف بجوار المواطنين السعوديين، والدفاع عنهم، والتفاعل مع كل قضاياهم بشكل فاعل، وفق تعبيرها.
قطان.. تسع تغريدات
وتعزيزا لتكذيب السفارة، رد السفير السعودي في القاهرة، أحمد عبدالعزيز قطان، على الواقعة، بتسع تغريدات أخرى، في حسابه على موقع "تويتر"، شدد فيها على عدم صحتها، ومتوعدا باتخاذ إجراءات قانونية، حيال نشر معلومات خاطئة تسببت في إثارة الرأي العام، وفق وصفه.
وفي البداية قال قطان: "تفخر السفارة السعودية بما تقوم به تجاه المواطنين السعوديين، والدفاع عنهم، والتفاعل مع كل قضاياهم بشكل فعّال".
وأضاف أن القصة "التي اختلقها حمود الشمري؛ لا أساس لها من الصحة، وذكرتني بقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
وأضاف: "تعليقات المواطنين السعوديين وغيرهم ذكرتني بقضية أحمد الجيزاوي، حيث قام الإعلام المصري بانتقاد ما حدث دون معرفة الحقيقة من مصادرها".
وشدد على أنه كان يجب على الجميع أن ينتظر حتى تتضح الحقائق كاملة، مضيفا القول: "حسبي الله ونعم الوكيل".
وأردف: "سأتخذ جميع الإجراءات القانونية حيال نشر معلومات خاطئة تسببت في إثارة الرأي العام"، على حد قوله.
وتابع: "إذا كان هناك اعتداء على مواطن سعودي فأين هو؟ ولماذا لم يشتك؟ وما هو اسمه حتى تتضح الحقيقة؟".
واختتم تغريداته، مؤكدا أنه تم التواصل مع السلطات المختصة، وأنه تأكد من عدم صحة هذه الرواية المختلقة، وأنه سيتم إشعار الجهات السعودية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك، حسبما قال.
نشطاء يكذبون التكذيب.. وأحدهم شاهد الواقعة
مسعود محمد القوبع، كتب في حسابه على "تويتر": "استحالة أن يكون الشيخ حمود كذابا، فهذا مواطن غيور على أبناء وطنه، ووقع هذا الشيء أمام ناظره، وأنتم تحاولون لملمة الموضوع ونفيه".
وقال حساب باسم"العاقل الأريب": "أنت سفيرنا أم سفير السيسي؟ عارفين أن التعليمات جاءتك من فوق عشان تكذب الخبر، وكمان تبي تحاسب الشهود عشان قالوا اللي شافوه".
وعلق عمر التويجري: "سواء كان الشمري صادقا أم عكس ذلك.. مصر حاليا تعيش أتعس عهد لها.. لا أنصح أي مواطن بالسفر لها أبدا".
وقال سلمان الغامدي: "أتفهم دبلوماسيتك درءا للتأزم.. لكن الرجل ليس له مصلحة، كما أنه من الصعوبة اختلاق حادثة بمكان عام فضلا عن أنه ليس بمستغرب".
أما عبدالله الشهراني فقال: "رحم الله الملك عبدالله.. وحمود قد يكون أصدق من السفير؛ لأن السفير يصرح، ولم تظهر التحقيقات، وحمود يقول: شفت.. فرق".
وخاطب عبدالله الهذلي السفير السعودي بالقول: "إذا كان فيك خير دافع عن البلاد من كلاب السيسي، واترك تهديد المواطنين بالتحقيق يا سفير".
وقال عبدالعزيز السهو: "سعادة السفير: مع احترامي لك.. ما مصلحة الأخ حمود الشمري في اختلاق شائعة أو كذبة، كما تزعم.. تثبت أنت، ولا تخرج ببيان إلا بعد تأن وتحفظ".
ومن جهته، أشار صالح البسام، إلى أن تعامل جوازات مطار القاهرة مع الخليجيين سيئ، ودائما يحاولون ابتزاز المسافر بطرق مختلفة، على حد وصفه.
وقال محمد الشرمي: "شكرا معالي السفير على التوضيح، واستشهادك بآية من القرآن.. السوال: في حال ظهور فيديو لحادثة المواطن السعودي هل تحاسب على خنوعك وخيانتك؟"، بحسب تساؤله.
أما خالد دراج فتساءل: "أين الأخ حمود الشمري.. لم يعقب أو يرد على إيضاح السفير.. لا مجال هنا للمواربة.. إما أن يقدم ما يثبت، أو يتحمل تبعات تغريداته".
وشكر محمد إبراهيم الملحم، السفير، وقال: "حبذا وضع إثباتكم لكذب الرجل، فاتهام المعين بالكذب مسألة قانونية أشد من وصفه للواقعة دون أسماء".
وأضاف: "أنا شخصيا لا أثبت ولا أنفي كما أني لا أزكي الشمري، ولا سواه، ولكن يهمني جدا أن يكون ردكم الكريم مؤسسا على قاعدة قانونية صلبة".
وقال دحمي: "ههه.. أنت خائف من الإعلام المصري يشرشحك.. أنا ما أدري ليش الحكومة حاطة واحد جبان".
وقال أبو لين: "أشم ريحة كذب من سعادتك، ولكن مصير الحق يظهر، ولو بعد حين".
وأضاف: "أتمنى من الشخص المُعتدى عليه أن يقوم برواية ما حدث له".
وقال عبدالخليل السهيمي: "من لم يستنكر هجوم وعداء الإعلام المصري على المملكة كيف لنا أن نصدقه؟ لن نصدقك".
وقال عبدالعزيز عبدالرحمن: "يا أحمد قطان.. بعد نفيك حصول الاعتداء على المواطن.. تأكد لديّ أن الحادثة صحيحة".
وقال مروان الروقي: "أشك في صدق السفير.. قطان معروف بميوله من قبل الانقلاب.. والأيام كفيلة بكشف الحقيقة".
أما سـامي الثبـيتي فقال: "يرجى التواصل معنا عبر الرسائل الخاصة ليتسنى لنا أخذ توضيح بشأن
ضرب سعودي في مطارِ القاهرة".
وأخيرا فجَّر "فارس الملكي @SariSra57"، مفاجأة بقوله: "القطان كذاب والذي خلق السماء أني شفتهم بعيوني يضربون سعوديا عشان ما دفع بقشيش غير أنا دافعت عنه.. هذا السفير كذاب".
إعلامي موال للسيسي: شائعة لهدم الشرطة
وأخيرا، علق سعيد حساسين، البرلماني والإعلامي الموالي لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، بالقول إن مثل هذه الشائعات هدفها إسقاط الشرطة المصرية.
وأضاف، في برنامجه "انفراد"، على فضائية "العاصمة"، مساء الجمعة، أن واقعة الاعتداء على المواطن السعودي لا أساس لها من الصحة، و"مش عارف ليه الناس عايزة توقع الشرطة، الحمد لله إن الشرطة رجعت زي الأول، علشان تحفظ الأمن والأمان في البلد"، وفق قوله.
ودافع عن الشرطة المصرية بقوله: "مش عيب لما يبقى فيه 10 ولا 100 من الشرطة فاسدين، داخل البيت الواحد يكون هناك أطفال فاسدون"، حسبما قال.
يذكر أن "
عربي21" لا تستطيع التحقق مما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي من مصادر مستقلة.