أدانت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، والجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين، وحركة الجهاد الإسلامي، في بيانات منفصلة، تصريحات القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "
فتح" وعضو لجنتها المركزية، جبريل الرجوب؛ والتي تعرض فيها بالإساءة للمسيحيين الفلسطينيين.
وعبرت "حماس" في بيان لها، الأحد، وصل "
عربي21" نسخة منه؛ عن رفضها "التصريحات المسيئة لديننا ولشعبنا وتاريخنا وقيمنا" التي أدلى بها الرجوب.
وشددت الحركة على رفضها، أن "يتم وصف أبناء الطائفة المسحية من أبناء شعبنا بجماعة (ميري كريسماس)"، مؤكدة أنهم "مواطنون فلسطينيون لهم كامل حقوق المواطنة ولا يجوز التفرقة على أساس العرق أو الدين أو الجنس".
وأضافت: "إننا نعتز أن أبناء شعبنا من الطائفة المسيحية وغيرها يعطون أصواتهم لتيار المقاومة"، موضحة أن "أبسط معايير الديمقراطية هي الإيمان بحقوق الجميع؛ أن يعطوا أصواتهم ويعقدوا تحالفاتهم بالشكل الذي يريدون".
ولفتت إلى أن "الفصل بين المواطنين على أساس ديني هو شكل مرفوض من أشكال العنصرية النكدة"، منوهة أن "تصريحات جبريل الرجوب تتضمن إرهاب فكري غريب عن عادات شعبنا".
وأشارت إلى، محاولة الرجوب "إثارة الخلاف الطائفي والإساءة إلى الدين الإسلامي؛ وما أسماه أسلمة المجتمع تتناقض مع تاريخ شعبنا وثقافته وسلوكه وحضارته"، مشددة على أن محاولته هذه "مرفوضة وخطيرة".
من جانبه، استنكر المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم "الأرثوذكس"، تصريحات الرجوب، بقوله: "نعرب عن استنكارنا ورفضنا وتنديدنا بهذه التصريحات التي لا تسيء فقط للمسيحيين الفلسطينيين؛ بل تسيء لكل الشعب الفلسطيني"، مؤكدا في منشور له على صفحته على موقع "فيسبوك"، أن "هذه التصريحات غريبة عن ثقافتنا الوطنية".
وقال في رسالة موجهة "لهذا السياسي الفلسطيني"؛ بأن المسيحيين الفلسطينيين "ليسوا جماعة (ميري كريسماس) بل هم أبناء الكنيسة المسيحية الأولى التي انطلقت رسالتها من فلسطين، ونحن نفتخر بانتمائنا للمسيحية المشرقية الأصيلة التي بزغ نورها في هذه الأرض المقدسة".
وشدد حنا على أن "المسيحيين الفلسطينيين ليسوا بضاعة مستوردة من الغرب، ولم يؤت بهم من هنا أو من هناك"، مضيفا: "لن نتخلى عن انتمائنا لفلسطين مهما حرضوا علينا وأساءوا إلينا، وستبقى فلسطين بالنسبة إلينا هويتنا ووطننا وتاريخنا وكرامتنا"، وفق قوله.
من جانبها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تصريحات الرجوب بـ"المشينة"، محملة القيادي في حركة "فتح"، المسؤولية لما تمثل هذه التصريحات من "إساءة لشعبنا بأكمله".
وشدد الجبهة في بيان لها اطلعت عليه "
عربي21"، على أنه "لا يكفي الاعتذار لشعبنا من الرجوب للتكفير عن هذه التصريحات الخارجة عن ثقافة وقيم شعبنا"، مطالبة بأن "تخضع للمحاسبة الفورية، ووقوف شعبنا وقواه بحزم أمام هذه التصريحات لمنع تكرارها".
وأكدت أن هذه التصريحات "ليست هفوة من قيادي سبق له أن شغل مواقع رسمية، وإنما تعكس نهج السلطة المتفرد، والذي أنتج قيادات استعلائية لا ترى بوحدة شعبنا وثقافته وهويته إلّا تهديد لمصالحها ولنفوذها ولتطبيعها مع الاحتلال".
كما استنكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على لسان "مصدر مسؤول" في الحركة، "التصريحات التي تفوه بها الرجوب"، مؤكدة أنها "غير لائقة وتسيء لشعبنا وثقافته وقيمه وتقاليده الإسلامية والوطنية".
وقال المسؤول، في تصريح صحفي وصل "
عربي21" نسخة منه، "هذا الكلام غير المسؤول من رجل في موقع المسؤولية؛ يمس بمشاعر إخواننا المسيحيين الفلسطينيين؛ باعتبارهم جزء أصيل من نسيج شعبنا وحياته ونضاله".
وأكد رفض حركته "الإساءة لأي من أبناء شعبنا ومكوناته"، منوها أن "اعتذار الرجوب هو الذي يقطع الطريق على كل من يحاول استغلال كلامه للتحريض وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد".
حركة "فتح"، في إقليم مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، من جانبها، اعتذرت عن تصريحات الرجوب في بيان لها، مطالبة الرجوب، عضو اللجنة المركزية الذي يتولى حاليا رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بـ"تصويب تصريحاته والاعتذار لأهلنا ولفلسطين".
وتسببت مقابلة الرجوب مع فضائية مصرية، الجمعة الماضي، بردود فعل غاضبة ومنددة لما شملت على العديد من التصريحات "المسيئة"؛ مثل تهكمه على المسيحيين الذين يمنحون "حماس" أصواتها في
الانتخابات، ووصفهم بـ"ميري كريسماس".
وقال الرجوب، وهو مسؤول الأمن القومي الفلسطيني سابقا، في وصفه لحركة "حماس"، إنها لم تجلب لفلسطين "سوى الدمار والخراب".
ومن الجدير ذكره، أن الاستعدادات في الضفة وغزة تجري على قدم وساق لإجراء الانتخابات المحلية في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.