كشف الفريق الليبي، خليفة
حفتر، عن تفاصيل زيارته لروسيا، والأمور التي تمخضت عنها، فضلا عن رؤيته ومشروعه في
ليبيا.
وقال حفتر في خلال حواره مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، الاثنين، إن الزيارة كانت من أجل توطيد العلاقات الثنائية وتعزيزها في الشق الذي يخص الجوانب العسكرية والأمنية.
وأضاف حفتر: "قمنا خلالها بتوضيح المشهد الأمني في ليبيا، وتحديدا في ما يتعلق بحربنا ضد الإرهاب، وطبيعة المعارك التي نخوضها ضد المجموعات الإرهابية، وخطورتها على الإقليم والعالم، وتأثير حظر السلاح على حسم المعارك وإطالة أمدها".
وأضاف أن "روسيا هي أبرز الدول المناهضة "للإرهاب"، وهم يثمنون عاليا حجم التضحيات التي قدمها "الجيش الليبي" (يقصد المليشيات التي تقاتل معه) من أجل استقرار ليبيا والإقليم المجاور لها. ولم نطلب من الروس السلاح؛ لأننا ندرك أنهم ملتزمون بقرارات مجلس الأمن، ولم نبرم معهم اتفاقات أو صفقات عسكرية جديدة أثناء هذه الزيارة".
وأوضح أن "الزيارة كانت بناء على دعوة من سيادة السكرتير العام لمجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، وتم فيها أيضا لقاء ودي مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، وكذلك سيادة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف".
وقال حفتر: "تخلى المجتمع الدولي عن الجيش الليبي، الذي أثبت عزيمة صادقة في مواجهة الإرهاب من أجل القضاء عليه، والعالم يتحمل مسؤولية إنسانية وأخلاقية تجاه ما يجري في ليبيا؛ لأن قضية الإرهاب مرتبطة بالأمن والسلم العالميين، ولا تخص ليبيا فقط".
معركة سرت
وقال حفتر حول المعركة التي تدور في سرت ضد تنظيم الدولة: "نحن نتابع عن قرب ما يجري في سرت، وكنا ننوي اجتياحها لتحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف: "أصدرنا التعليمات بعدم الاجتياح؛ بسبب تدخل قوات من مدينة مصراتة أعلنت أنها تتبنى تحرير سرت دون أي تنسيق مع الجيش الوطني الليبي، فأفسحنا لها المجال، ولم نتدخل؛ حتى لا نربك تلك القوات".
العلاقة مع مصر
وبين حفتر أن "جمهورية مصر العربية الشقيقة تتصدر قائمة المتفهمين للمشهد الليبي، وتبذل قصارى جهدها في المساعدة لتحقيق الاستقرار، وهي بلا شك في مقدمة الدول التي يتربص بها الإرهاب، وينحصر التعاون في تبادل المعلومات وحماية الحدود المشتركة والتدريب".
"كما تلعب جمهورية تشاد دورا بارزا في منع تسلل الإرهابيين إلى الأراضي الليبية. وعن مسألة الدعم بالذخيرة والسلاح، فإنه محظور حاليا، أما بقية الدول المجاورة فإنها مترددة باستحياء على ما يبدو في تحديد موقف واضح تجاه ما يجري في ليبيا، ولم نلمس منها أي مواقف عدائية تجاهنا، ونحن نتفهم حساسية الوضع الليبي بالنسبة لها"، بحسب الجنرال حفتر.
وحول موضوع الحدود، قال حفتر إن "الجيش المصري يتحمل العبء الأكبر حاليا في مسألة حماية الحدود؛ بسبب إمكاناته التي لا يمكن مقارنتها بما لدينا من قدرات، سواء من حيث الأطقم العسكرية والأمنية أو الأسلحة والتقنيات".
وأضاف أن "هذا لا يعني اختفاء دورنا في هذه القضية، بل لدينا دوريات تعمل بانتظام ليل نهار على مراقبة الحدود، ومنع عمليات التسلل في الاتجاهين، ولا يمضي أسبوع إلا وتتمكن هذه الدوريات من القبض على مجموعات في الصحراء الليبية دخلت إليها عن طريق التسلل، سواء لأغراض إرهابية أو تجارية، بما فيها تجارة المخدرات".
وحول إعلان إيطاليا أنها كانت مستعدة للسماح باستخدام قواعدها العسكرية للقوات الأمريكية في عملياتها بليبيا، قال حفتر: "نحن لا نعارض مساهمة الدول التي تسعى إلى محاربة الإرهاب ومشاركتها في القضاء عليه في ليبيا، شرط أن يكون وفق الأسس القانونية، وبناء على طلب من السلطات الشرعية، وتنسيق مع القوات المسلحة الليبية. خلافا لذلك، لا يمكن وصفها إلا بالتعدي على السيادة الوطنية، والتدخل غير القانوني في شؤون الدول".
وحول الإمداد العسكري، قال حفتر: "نحن لا نتلقى من أمريكا أي دعم، لا بالأسلحة ولا بغيرها. والمعلومات الاستخباراتية التي لدينا حتى الآن لا تشير إلى إمدادات أمريكية لأي مليشيا مسلحة في ليبيا، ولا نعتقد أن أمريكا يمكن أن تُقدِم على إمدادات بالسلاح في ظل الحظر".
دعم الإمارات
وردا على سؤال "هل بالفعل قامت دولة الإمارات بكسر حظر تسليح الجيش الليبي، وقامت مؤخرا بإرسال ناقلات وآليات عسكرية؟"، لم ينف حفتر الأمر، وراوغ في جوابه. وقال إن "دولة الإمارات العربية هي إحدى أهم الدول الشقيقة التي تقف إلى جانب الشعب الليبي، وتعمل ما بوسعها من أجل استقرار ليبيا وأمنها، لكنها حريصة على عدم تجاوز القرارات الدولية".