دعا وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري إلى تطبيق هدنة في
اليمن تمتد لـ72 ساعة، اعتبرها مراقبون بأنها خارج سياق الأحداث إلى الواقع، فضلا عن كونها واحدة من ارتدادات التقدم العسكري للقوات الحكومية في جبهات عدة لاسيما المتاخمة لصنعاء.
دعوة الوزير كيري نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية على حسابها بالعربية بموقع "تويتر" الأربعاء، تقول إن كيري شدد على أهمية تفعيل
الهدنة لمدة 72 ساعة من قبل جميع الأطراف للسماح للمبعوث الخاص ببدء المشاورات مع كلا الجانبين (في إشارة إلى الحكومة الشرعية ووفد جماعة الحوثي وحزب المؤتمر (جناح المخلوع علي عبدالله صالح).
المقترح الأمريكي جاء عقب مرور ثلاثة أيام من اللقاء الذي جمع جون كيري بولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الصين.
وتزامن طرح المقترح مع التقدم النوعي الذي أحرزته قوات
الجيش والمقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي في مديرية
صرواح غربي مأرب واقترابها من إحكام السيطرة على الأطراف الغربية من المحافظة الواقعة على تخوم صنعاء، الأمر الذي يمكنها من الوصول إلى بوابة أخرى للعاصمة من جهتي الجنوب والشرق.
خارج سياق الواقع
قال رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب، إن "تصريح جون كيري يأتي خارج سياق ما يجري في الواقع.. فالجبهات مشتعلة وهدنة لمدة ثلاثة أيام تبدو كمقترح يتجاهل واقع الجبهات إلا إن كان قصده الطيران التابع للتحالف الذي تقوده السعودية".
وأضاف في تصريح لـ"
عربي21" أن "هذا الطلب له علاقة بالمتغيرات الجديدة، بعد بروز ملامح واضحة لانتقال قبيلة (خولان) شرق صنعاء إلى دائرة (الحياد)، وهو ما سيجعل صنعاء مفتوحة من الاتجاه الشرقي والجنوبي أمام زحف قوات الشرعية التي تقاتل الحوثيين في صرواح الواقعة على بعد 30 كيلومترا من خولان إحدى مناطق الطوق القبلي لصنعاء".
وأشار غلاب إلى أن "الهدن السابقة لم تنجح، ولذلك من غير المستبعد أن يتغير مزاج قبيلة "خولان" وتصبح جزءا من الشرعية. الأمر الذي سيقلب معادلة المعركة كلها وبشكل جذري".
وأوضح رئيس منتدى الجزيرة أن "معركة صرواح في الإطراف الغربية من محافظة مأرب، مفصلية وهذا يفسر قتال الانقلابيين المستميت عليها، بعدما باتت على وشك التحرير".
الهدنة ارتداد عسكري
أكد الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي أن طلب وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، بتطبيق هدنة لمدة 72 يوما، لا شك أنها تمثل "واحدة من ارتدادات التقدم العسكري للجيش الوطني والمقاومة في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب وفي الجوف وفي تعز أيضا".
وعلل ذلك بـ"تأخر الإعلان عن هذا الطلب بعد مرور أيام على عرضه في لقاء الوزير كيري مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الصين على هامش قمة العشرين".
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21" إن "هذا الطلب لا يمكن وصفه بـ(محاولة واشنطن إنقاذ الانقلابيين) نظرا لأنها حريصة على شراكتها مع المملكة العربية السعودية، أكثر من حرصها على الحوثيين".
وأرجع التميمي مقترح "كيري" بشأن الهدنة إلى أن "الخارجية الأمريكية تلقت إشارات إيجابية من مباحثات المبعوث الأممي ولد الشيخ التي أجراها مع وفد الحوثي وصالح في مسقط يوم الاثنين الماضي، بشأن قبولهم الذهاب إلى جولة مشاورات ربما تنعقد في الكويت".
ولم يستبعد السياسي اليمني أن يكون "الحوثيون" وراء طلب الهدنة ومن خلفهم إيران عبر سلطنة عمان لـ"منع تقدم الجيش الوطني والحيلولة دون إمضاء الحل العسكري الذي اتضحت ملامحه خلال الساعات الماضية".
وأطلق الجيش اليمني بإسناد من
المقاومة الشعبية وقوات برية وجوية تابعة للتحالف العربي قبل يومين، عملية عسكرية واسعة لطرد الحوثيين وقوات صالح من مديرية صرواح غربي مأرب واستعادة البلدة التي تمكن من فتح جبهة جديدة في صنعاء.