دعت جماعة الإخوان المسلمين المصرية كل من وصفتهم بالفرقاء من أبناء
الأمة الإسلامية إلى ضبط النفس، وذلك على خلفية نتائج المؤتمر الذي انعقد مؤخرا في العاصمة الشيشانية (جروزني)، لتعريف من هم
أهل السنة والجماعة، والذي أثار جدلا واسعا.
وقال نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، في بيان له الجمعة، إنهم "يتابعون ببالغ الأسى والإشفاق على حال الأمة الإسلامية، نتائج مؤتمر "غروزني"، والتي كان من آثارها إشعال نار الخلاف والشقاق بين أبناء الأمة الإسلامية التي جمعها الله على الشهادتين (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)".
وأشار إلى اتساع رقعة ما وصفه بالجدال والحرب الكلامية على الساحة الإسلامية، التي أعقبت المؤتمر، والتي قال إنها تكاد تنزلق إلى "صراع مسلح يمكن أن تحدثه يد عابثة متآمرة، ليزداد اشتعال النيران المنتشرة على الساحة العربية والإسلامية بعد اتساع حجم الـتآمر عليها واستسلامها لما يحاك لها من كيد ومكائد".
وأضاف منير: "الجماعة في هذه الأيام الحرام من شهر الله الحرام الذي يشهد سعي حجاج بيت الله الحرام إلى قضاء مناسكهم والفريضة الجامعة التي لا تختلف عليها أي فرقة أو طائفة أو مذهب إسلامي، فإنها وإعذارا إلى الله - عز وجل – تدعو كل الفرقاء إلى ضبط النفس".
وتابع: "نذكر الجميع بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي ورد في صحيح مسلم (إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم).. وفي رواية أخرى (إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكن قد رضي بما تحقرون من أعمالكم)".
واستطرد قائلا: "إذا كان في قدر الله عز وجل أن تختلف أمة تجمعها قبلة واحدة على أمور يرى بعضها أن فهم البعض الآخر منها لدينه فيه شبهات، فإننا نذكر بالأمر القرآني الذي جاء في سورة النحل تعقيبا على استعراض مخالفات أمم سابقة، والذي يقول رب العزة فيه (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)".
وأردف نائب المرشد العام لجماعة الإخوان :"إذا كان هذا الأمر الإلهي لنا يجب أن نتعامل به مع غيرنا، فهل نتجاهله مع من لا يختلف معنا على قرآن ربنا؟!".
واختتم قوله: "زفرة ألم ونداء من القلب نجأر بهما إلى الله سبحانه وتعالى، ونستنهض بهما علماء الأمة وكل مسؤول فيها، أن سارعوا إلى إطفاء هذه النيران، وليسع الأمة أن تجتمع على ما اتفقت عليه، ولا بأس من تمحيص الحقائق بالدليل والبرهان في إطار من الأخوة والحب والسلام".