دعا عمار
الحكيم زعيم الائتلاف الوطني (الشيعي) الحاكم في
العراق، الاثنين، إلى إعادة هيكلة الدولة العراقية، لافتا إلى أنها واحدة من أهم الأولويات التي نضعها في رؤيتنا للمرحلة المقبلة، فيما طالب زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس
الخزعلي، بتطهير بغداد وكربلاء من "الخلايا النائمة".
وقال الحكيم في خطبة العيد من كربلاء، بعد أسبوع من انتخابه زعيما للتحالف الشيعي: "نحن نرى خيرا في الخطوات القادمة التي تنوي الحكومة اتباعها في آلية إعادة الهيكلة، والتي لا تقتصر على جانب واحد، وإنما ستكون في الجوانب الاقتصادية والأمنية والخدمية كما تشير الحكومة إلى ذلك".
وأوضح أن "هذه التجربة قد تكون بداية السير على طريق البناء الذاتي والمؤسساتي الصحيح ونأمل أن تنجح هذه التجربة، وهذه المسؤولية تقع على عاتق المسؤولين أنفسهم بالدرجة الأساس، وبدعم القوى السياسية والشعب لهم".
وأضاف الحكيم أن "السياسي الواعي هو الذي يتعلم من التجارب ويطور الأداء ولا يبرر الأخطاء، فالاعتراف بالخطأ فضيلة تدل على شجاعة الإنسان وتحرر عقله من عقدة الأنا والنرجسية القاتلة، فلا خيار أمامنا إلا إعادة بناء مؤسسات الدولة والمجتمع وتدعيم هيبتها".
وشدد على ضرورة أن "يكون العراق جسرا للتواصل بين الفرقاء، وأن لا يسمح بأن يتحول إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات وإدارة التقاطعات الإقليمية والدولية".
وعلى صعيد آخر، شن زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، الاثنين، هجوما لاذعا على الولايات المتحدة الأمريكية، متهما إياها بالسعي لتنفيذ "مشروع التقسيم" من بوابة نينوى، معتبرا تحرير مدينة الموصل قبل مدينتي الشرقاط والحويجة "خطأ استراتيجيا".
وقال الخزعلي، خلال خطبة صلاة العيد، إن "أمريكا تريد تنفيذ مشروع التقسيم من بوابة نينوى بعد فشله بتنفيذه بديالى وصلاح الدين والأنبار"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد هناك أصوات وطنية كافية لوقف تلك الأصوات المنادية بتقسيم نينوى".
وأضاف أن "أمريكا تسعى إلى إنشاء قواعد عسكرية في العراق"، معتبرا أن "الولايات المتحدة هي التي أنشأت تنظيم الدولة، ولم تكن يوما جادة في إنهاء هذه العصابات الإرهابية بغية تحقيق مصالحها".
ودعا الخزعلي، الحكومة إلى "توحيد الجهد الاستخباري بإدارة واحدة لمعالجة الملف الأمني وإخضاع استخبارات وزارتي الداخلية والدفاع لإدارة مشتركة"، مؤكدا أن "ضعف الجهد الاستخباري أحد أسباب تكرار الخروقات الأمنية".
وأشار إلى أن "البدء بتحرير الموصل قبل تحرير الحويجة والشرقاط ومدن الأنبار المتبقية، كراوة وعنة، خطأ استراتيجي"، داعيا إلى "ضرورة تحرير الشرقاط والحويجة المحاذيتين لنينوى قبل تحرير الموصل".
وشدد زعيم مليشيا العصائب، على "ضرورة تنفيذ عمليات استباقية لتطهير محيطي محافظتي كربلاء وبغداد من تواجد العصابات الإرهابية والخلايا النائمة". وقال: "نملك من المعلومات ما يثير القلق بخصوص المحافظتين"، وفق تعبيره.
وتتهم منظمات حقوقية في تقارير عدة،
مليشيات عراقية منضوية تحت مليشيات الحشد الشعبي، بارتكابها جرائم قتل واختطاف وحرق للمنازل ودور العبادة في المناطق التي يتم استعادتها من تنظيم الدولة.
وكان مركز بغداد لحقوق الإنسان، ذكر أن "جرائم طائفية مروعة ارتكبها الحشد الشعبي وأجهزة أمنية وعسكرية أخرى بمشاركة عسكريين إيرانيين، تمثلت في الإعدامات الجماعية والفردية خارج إطار القانون، من ذبح وحرق ورمي بالرصاص ودفن للمدنين الأحياء بالجرافات".
وأضاف المركز في بيان له في 12 حزيران/ يونيو 2016، أن الحشد الشعبي "ارتكب جرائم الإخفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة، والاعتداء على أموال وممتلكات المدنيين، والاعتداء على الرموز والمقدسات الدينية للمسلمين السُنّة".