أوقفت فرق من
الجيش الجزائري 84 مهاجرا سريا مغربيا، الأحد، بمحافظة تلمسان غرب الجزائر، ولم تحدد وزارة الدفاع وجهة هؤلاء. وتتعامل السلطات الجزائرية مع
المهاجرين السريين المغاربة، الذين لا يتوفرون على وثائق، على أنهم محل شبهة، خاصة وأن العديد منهم يصرحون أن وجهتهم ليبيا.
وأورد بيان لوزارة الدفاع الوطني بالجزائر، الاثنين، أن
توقيف المهاجرين السريين المغاربة "تم بفضل اليقظة المستمرة لقوات الجيش" وأن العملية تندرج "في إطار حماية الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة". ولم يوضح البيان المكان الذي دخل منه المهاجرون إلى التراب الجزائري، ولا البلد الذي خططوا للسفر إليه.
لكن عددا من المغاربة الذين تم توقيفهم من طرف وحدات الجيش الجزائري، في مرات سابقة، أكدوا بتصريحاتهم أنهم كانوا بصدد التوجه إلى ليبيا.
وتمنع السلطات الجزائرية أي مهاجر سري من أي بلد كان التوجه إلى ليبيا عبر ترابها ما لم يحز على تصريح عمل في ليبيا، بينما كانت وزارة الخارجية الجزائرية حذرت في وقت سابق من أن بعض المهاجرين السريين يلتحقون بليبيا بغرض الجهاد.
وهذه المرة الأولى التي يوقف فيها الجيش الجزائري هذا العدد الكبير من المهاجرين السريين المغاربة، وتزامن ذلك مع عيد الأضحى.
وكانت وزارة الخارجية الجزائرية استدعت في شباط/ فبراير الماضي، السفير المغربي بالجزائر لإبلاغه بما سمي "التدفق غير العادي" لرعايا مغاربة على مطار الجزائر كمحطة للانتقال إلى ليبيا.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية حينها أن وزير الشؤون الأفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل، "أعلم سفير المغرب بقرار السلطات الجزائرية القاضي بالسماح هذه المرة وبصفة استثنائية بعبور الرعايا المغربيين المتواجدين حاليا بالجزائر العاصمة، والحائزين على وثائق إقامة أو عمل في ليبيا، بينما المسافرون الذين لا يجدون مبررا لتنقلهم إلى ليبيا سيتم ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي".
وقال ياسر مهني، الخبير الأمني الجزائري في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الثلاثاء: "إن عدد المغاربة الذين تم توقيفهم هذه المرة كبير جدا، وإن كان ذلك يدعو للقلق فإنه يتحتم معرفة دوافع سفر هؤلاء إلى ليبيا عن طريق الجزائر. نحن نعرف أن السياق الأمني الراهن لا يحتمل المناورة".
وأضاف مهني: "يوجد الآلاف من المغاربة بالجزائر ممن يشتغلون بطريقة قانونية خاصة بالمهن الحرة، كالبناء، ولا يشكل هؤلاء مشكلا بالنسبة للجزائريين، بل على العكس، هم بيننا فنحن شعب واحد".
وتابع مهني: "أعتقد أن السلطات الجزائرية سترحل هؤلاء إلى المغرب، مثلما فعلت في كانون الثاني/ يناير، عندما أعادت 200 مهاجر سري مغربي إلى المغرب برحلة خاصة".
ولم يعلن عن حالات محددة لمغاربة التحقوا بتنظيم "داعش" بليبيا انطلاقا من الجزائر، لكن تصرف الحكومة الجزائرية مع المهاجرين السريين، من أي بلد كان، يؤشر على أن هناك حالات لمهاجرين سريين أفارقة التحقوا بالتنظيم.
وتعتبر السلطات الجزائرية التي عززت أمنها على الحدود مع ليبيا أن "السياق الأمني الراهن بالغ الحساسية يستدعي الحيطة واليقظة، كما يستدعي تعاون دول المنطقة".