نشرت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن المكانة المهمة، التي يحتلها النجل المفضل لزعيم
القاعدة، حمزة
بن لادن، داخل المنظمة، الأمر الذي يخوّله التفوق على أيمن
الظواهري.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن خبراء من الشرق الأوسط اعتبروا أن حمزة بن لادن يملك شخصية بارزة، قادرة على تجديد استقطاب موالين لتنظيم القاعدة وتدريبهم. كما يرى الخبراء أن نجل بن لادن سيضفي أهمية أكبر على المعارك المحلية.
ونقلت الصحيفة حديث حمزة بن لادن، الذي أطلق عليه الخبير في قضايا الشرق الأوسط، فواز جرجس، لقب "الوجه الجديد لتنظيم القاعدة"، حيث قال حمزة إن "تنظيم القاعدة سيواصل شن هجماته داخل البلاد وخارجها، ردا على القمع الذي يعاني منه شعب فلسطين وأفغانستان وسوريا والعراق واليمن والصومال وباقي بلاد المسلمين".
وكان حمزة بن لادن قد توعد في تسجيل صوتي تم بثه في تموز/ يوليو الماضي؛ بالثأر لمقتل أبيه، أسامة بن لادن، وهدد الغرب.
وبينت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر حمزة؛ الابن المفضل لابن لادن، كما أن الخبراء بدأوا يلفتون النظر إلى مكانته المرموقة داخل التنظيم وبروزه في الفترة الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، اتفق عدد من الخبراء حول المكانة التي يحتلها الآن نجل بن لادن، والتي لم يتمكن القائد الحالي للتنظيم، أيمن الظواهري، من الوصول إليها خلال مدة خمس سنوات.
وأوردت الصحيفة أنه عند التدقيق في كلام نجل زعيم القاعدة السابق، سيتبين أنه ورث أفكار أبيه. وقد ظهر حمزة، البالغ من العمر 20 سنة، أول مرة في وسائل الإعلام الدولية سنة 2001، عبر قناة الجزيرة، وهو ممسك ببقايا طائرة هليكوبتر أمريكية أسقطتها حركة طالبان.
وأوضحت الصحيفة أنه تم التقاط تلك الصور، التي ظهر فيها حمزة بن لادن، في أفغانستان، الأمر الذي يؤكد أن حمزة عاش مختبئا لفترة مع والده. ومن ثم، كشفت المخابرات الأمريكية أن حمزة بن لادن، عاش لعدة سنوات تحت إقامة جبرية مع والدته في إيران. وفي وقت لاحق، انتقل حمزة إلى باكستان، للعيش مع والده، وبقي معه إلى حين شن الغارة الأمريكية التي أودت بحياة زعيم القاعدة.
وفي سنة 2015، قّدم أيمن الظواهري حمزة على أنه "ابن أسد الجهاد"، قبل أن يمرر خطابه الذي أطلق من خلاله نداء إلى "شباب الإسلام" للقتال ضد "الأمريكيين واليهود وبقية الغرب".
وفي الحديث عن حرب وسائل الإعلام والتجنيد، تعتبر الصحيفة أن تنظيم الدولة هو الذي ظفر بهذه المعركة. في المقابل، فقد تنظيم القاعدة، في السنوات الأخيرة، قدراته على
التجنيد، ولم يتمكن من السيطرة على وسائل الإعلام.
ونقلت الصحيفة عن بروس ريدل، من معهد بروكينغز للأبحاث، قوله: "لهذا السبب، يمثل حمزة وجها جديدا لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى ذلك، فهو يعدّ أحد الذين تربطهم علاقة مباشرة بمؤسس التنظيم".
وقال جرجس لقناة "بي بي سي"، إن "نجل مؤسس تنظيم القاعدة يملك شخصية جذابة وشعبية بين عناصر التنظيم، كما أن له أفكارا جديدة يمكن أن تكون بالضبط ما تحتاجه القاعدة للتجديد والعودة إلى الساحة".
وأشارت الصحيفة إلى أن ظهور حمزة بن لادن يتزامن مع تغيير المجموعة استراتيجيتها، إذ أصبحت تركز اهتمامها على الساحة المحلية، دون أن تنسى الدولية. ومن بين هذه التغييرات، ناشد حمزة في خطابه الأخير
الشباب السعودي للإطاحة بالنظام الملكي في بلاده، والانضمام إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وأضافت الصحيفة أنه هذا هو بالضبط ما يجعل التجديد في تنظيم القاعدة أكثر خطورة، إذ إن التنظيم أصبح على استعداد لأن يصبح أكثر عملية، وأن يقلص بعض تطلعاته الدينية بهدف استقطاب موالين جدد وتعزيز قواه.
وقالت الصحيفة إنه على المدى الطويل، سيصبح تنظيم القاعدة أكثر تماسكا من تنظيم الدولة، ومن المتوقع أن يفوق الخطر الذي سيمثله درجة الخطر الذي كانت عليه قبل أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، وفق قولها.