بدأ نحو 20 مليون طالب وطالبة في
مصر بالانتظام بمختلف مراحل التعليم ما قبل الجامعي في أكثر من 50 ألف مدرسة، في الابتدائي والإعدادي والثانوي والفني، يومي السبت والأحد، على أن يلحق بهم قرابة مليوني طالب وطالبة آخرين يدرسون بالجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة المختلفة، في بقية أيام الأسبوع الحالي.
وتواصل الارتباك والاحتجاجات، في ثاني أيام العام الدراسي الجديد، في عدد من المدارس والجامعات، احتجاجا على تأخر تسليم الكتب، وازدحام الفصول، فيما اعتبرت صحيفة "الوفد"، الاثنين، أن "الحكومة رسبت أمام "التلامذة" في بداية العام الدراسي الجديد"، مشيرة إلى مشكلات دراسية عدة تحاصر ملايين الطلاب.
وحاصرت الأزمات اليومين الأولين للدراسة بالقاهرة والمحافظات، وسادت حالة من الارتباك، واحتج عدد من أولياء الأمور، ومنعوا أبناءهم من استكمال اليوم الدراسي، اعتراضا على زيادة الأعداد، وكثافة الفصول.
كما ظهرت أزمة خاصة بطبع الكتب الدراسية، وارتفاع قيمة المصروفات الدراسية في المدارس والكليات، فيما شهدت بعض المدارس اشتباكات وفوضى بسبب قرارات النقل المفاجئة للطلاب والمدرسين.
ومع بداية العام الدراسي، تجددت أيضا معاناة الأسر المصرية، مع استقطاع ما يزيد على خمسة عشر مليار جنيه من ميزانية الأسر المصرية للإنفاق على الدروس الخصوصية.
عام دراسى جديد
وتساءلت صحيفة "الأهرام" في افتتاحيتها، الأحد: هل سنشهد عاما دراسيا أكثر انضباطا مما رأينا العام الماضي، أم سنظل ندور في تلك الدائرة المفرغة من الشكوى وتبادل الانتقادات بين المواطنين والقائمين على العملية التعليمية، دون أن نرى محصولا حقيقيا على الأرض؟
مضيفة: "لا يمكن أن يكابر أحد في أن حالة أبنية مدارسنا لا تسر عدوا ولا حبيبا، ولا نتحدث هنا فقط عن مدارس الفلاحين والصعايدة، بل في قلب القاهرة نفسها".
ومن جهته، دافع وزير التعليم والتعليم العالي الهلالي الشربيني عن أداء وزارته قائلا، إنه تم الانتهاء من طباعة 86% من الكتب الدراسية، وإن النسبة سوف تصل إلى أكثر من 90% مع بدء
الدراسة فعليا.
ا
لجامعات تمنع السياسة وتهدد الطلاب
وتوجه نحو مليون طالب إلى
الجامعات الحكومية، الأحد، وقرابة مليون آخر للمعاهد والجامعات الخاصة، وسط تعليمات مشددة من وزير التعليم العالي، أشرف الشيحي، بمنع العمل الحزبي والسياسي داخل الحرم الجامعي.
وشدد على ضرورة أن تكون استضافة "السياسيين" مشروطة بموافقة رؤساء الجامعات، إضافة إلى معاقبة الطلاب الداعين للتظاهرات دون الحصول على تصريح من القيادات الجامعية، وإلغاء انتخابات اتحاد طلاب مصر في العام الجديد.
وأكد عدد من طلاب الجامعة عزمهم التقدم بشكوى للوزير بسبب ارتفاع مصروفات بعض الكليات التي وصل معظمها إلى 800 جنيه للطالب المستجد انتظام، وألف جنيه لطالب الانتساب، برغم تصريحات الشجب بعدم أحقية إدارة الجامعة بزيادة المصروفات.
ومن جهتهم، دعا عدد من الطلاب عبر صفحاتهم بـ«الفيس بوك» إلى تنظيم عدد من التظاهرات داخل الحرم، للاعتراض على قرار زيادة المصروفات الدراسية.
إجراءات أمنية مشددة بالجامعات
ومع انتظام الدراسة بالجامعات، اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة، وانتشر أفراد للأمن الإداري في أرجاء الكليات انتشارا سريعا، فيما تم إسناد تأمين البوابات لشركة "فالكون".
وحذر المسؤولون الطلاب من القيام بأي تظاهرات، وقاموا بتدريب عناصر الأمن الإداري على كيفية التعامل مع الطلاب، وذلك مع استكمال تركيب كاميرات المراقبة في الكليات التي لم تكن موجودة بها لتفعيل منظومة الحصار الأمني للطلاب.
حملات طلابية رفضا لارتفاع المصروفات
وإزاء ارتفاع أسعار المصروفات الدراسية المقررة هذا العام؛ دشن مجموعة من طلاب كلية الآداب بجامعة عين شمس، حملات رافضة لهذه الزيادات، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان حملة "مش هندفع"، و"إحنا مش سبوبة"، وطالبوا المسؤولين في الجامعات بتخفيض قيمة المصروفات، ومراعاة غير المقتدرين ماديا.
وتساءل أحد مؤسسي الحملتين: أين مجانية التعليم؟ مردفا: "يعني إيه بعد ما كنا ندفع انتظاما فرقة تانية وتالتة ورابعة 141 جنيها.. ندفع 469 جنيها؟".
حذف "تيران وصنافير" من أطلس المدارس
واستمرت وزارة التربية والتعليم في تغيير
المناهج الدراسية، وتدخلت بالحذف في الأطلس المدرسي الجديد، على موقعها الإلكتروني، لجزيرتي "تيران وصنافير" من الخرائط المصرية، بالإضافة إلى عدم ذكر اسمهما من الأساس ضمن الخرائط والتوزيعات التي حددتها الوزارة في الأطلس.
عودة رئيس وزراء مبارك للتدريس
وردا على قرار عودة آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع حسني مبارك، الدكتور أحمد نظيف، للعمل كعضو هيئة تدريس بكلية الهندسة بجامعة القاهرة مرة أخرى، قال رئيس الجامعة، الدكتور جابر نصار، إن الجامعة تحترم القانون وتطبقه.
وأشار إلى أن عودة نظيف للعمل بالجامعة جاء بحكم قضائي، وبالتالي أصبح قرار الفصل الصادر بحقه من الجامعة لاغيا، وفق قوله، فيما اعتبر نشطاء عودة نظيف، أحد رموز الفساد في عهد مبارك، الذين أدينوا به، انتكاسة جديدة لثورة يناير في عهد رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي.