علق المتحدث باسم وزارة الخارجية
المصرية، أحمد أبو زيد، على تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة بشأن مصر، بالقول إن الرئيس التركي لا يسأم من تكرار هذه التصريحات، التي تتعارض مع أي مساع تركية لتحسين العلاقات مع مصر"، وفق وصفه.
وكان أردوغان أدلى بتصريحات لقناة "روتانا خليجية"، مساء الأحد، اعتبر فيها أن ما حدث بمصر هو انقلاب على الشرعية، مطالبا بإطلاق سراح الرئيس محمد مرسي، وسائر المعتقلين بالسجون، منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.
وأضاف الرئيس التركي، في حواره، أنه لا يقبل أن يكون هناك اتصال مع القيادة السياسية المصرية الحالية، معتبرا أن ذلك أمر "غير أخلاقي"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه "من المفيد جدا أن تكون هناك علاقات تجارية مع مصر".
وأعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية - في بيان أصدره مساء الاثنين - عن "رفض مصر التعليق علي مثل هذه التصريحات التي لا يسأم الرئيس التركي من تكرارها، والتي تتعارض مع أي مساع تركية لتحسين العلاقات مع مصر"، بحسب قوله.
لكن هذا التعليق المقتضب من قبل وزارة الخارجية المصرية، تعرض لانتقادات صحيفة مصرية، ألمحت إلى "جبن" الوزارة.
وتساءلت صحيفة "النبأ": "بعد اتهامه للسيسي باغتصاب الحكم.. لماذا تخشى الخارجية الرد على أردوغان؟".
وأوردت الصحيفة نص بيان متحدث الخارجية، مشيرة إلى أن الرئيس التركي وصل به الأمر في هجومه الجديد على سلطة الحكم بمصر، إلى اتهام
السيسي باغتصاب الحكم في مصر.
واستغربت الصحيفة وقوف الخارجية المصرية صامتة أمام هذا الهجوم الشديد دون أن تكلف نفسها أي رد على أردوغان، وتصريحاته، مشيرة إلى أن كل ما صدر منها في هذا الأمر، هو بيان المتحدث، المشار إليه.
وعلقت "النبأ" قائلة: "موقف الصمت الذي التزمت به وزارة الخارجية المصرية تجاه مزاعم أردوغان بشأن مصر، أثار تساؤلات عدة عن دواعيه وأسبابه ومبرراته لكن دون الوصول إلى إجابة مقنعة"، مشيرة إلى أن أردوغان جعل الإفراج عن الرئيس محمد مرسي، هو السبيل الوحيد لتحسين العلاقات مع مصر.
ومن جهتها، نقلت صحيفة "انفراد" المصرية الإلكترونية عن الباحث في العلاقات الدولية، المهتم بالشأن التركي، محمد حامد، قوله إن "تصريحات أردوغان سلبية جدا، وستعرقل أي مساع حميدة للمصالحة"، حسبما قال.
حساسين: "كده كده الدنيا مطينة عندنا"
ومن جهته، علق الإعلامي الموالي للسلطات، عضو مجلس النواب، سعيد حساسين، على التصريحات، فقال في برنامجه عبر فضائية "العاصمة"، الاثنين، مخاطبا أردوغان: "حصل انقلاب، وفشل، وحضرتك حابس 30 أو 40 ألفا، وأقلت 100 ألف أو 200 ألف ما بين مدرسين وأساتذة جامعات وقضاة".
وأضاف حساسين: "لم يتحدث رئيس مصر (يقصد السيسي) بخصوص
تركيا، ولا مرة.. لا في الإعلام، ولا خارج الإعلام، ولا في لقاء، ولا خارج اللقاء"، وفق قوله.
وأردف: "بروتوكوليا.. خليك في ناسك وبلدك، واللي أنت حبستهم، ولم يتحدث أحد في شأنك الداخلي".
وتابع: "تستضيف قنوات مصرية تنتقد.. على رأسنا، بس في الآخر هيطف بينا الكيل".
واختتم حساسين تعليقه بالقول: "يا سيادة الرئيس أردوغان: اترك شأن مصر الداخلي.. فيه علاقات تجارية خليها شغالة.. مش عايزها بناقصها.. كده كده الدنيا "مطينة" عندنا، ولكن كل حوار تعمله تتكلم عن انقلاب، وما انقالابشي، ومش هاتصالح.. هو حد قال لك اتصالح؟ ريح دماغك.. خليك في الانقلاب اللي عندك.. اتكلمت كثير.. كفاية بقى".
ماذا قال أردوغان؟
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تحدث في حواره عن علاقة بلاده بمصر، وأكد أنه "ليست هناك حكومة جاءت بطريقة ديمقراطية في مصر، حدث انقلاب على الشرعية في مصر، ولا بد من تصحيح هذا الخطأ، ولا بد من فتح المجال أمام الديمقراطية".
وأردف: "يمكن تطبيع العلاقات مع مصر إذا تم إطلاق سراح الرئيس الأسبق محمد مرسي ورفاقه المسجونين".
وحول قائد الانقلاب في مصر، قال أردوغان: "هذا الشخص كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس مرسي، تصور أن وزير الدفاع في بلد يأتي، وينقلب على رئيس الدولة، هذا الأمر لا يمكن القبول به".
وأردف أردوغان: "الرئيس مرسي الذي انتخب بأغلبية 52% في السجن، وكثير من أصدقائه في السجن، وحُكم على بعض منهم بالإعدام، فلا بد من حل هذه المشكلة، وإذا تم إطلاق سراح هؤلاء يمكن البدء في تطبيع العلاقات، فلا يوجد مشكلة بيننا وبين الشعب المصري وهناك روابط تاريخية بيننا".
ورفض أردوغان أي اتصالات مع القاهرة على المستوى الرئاسي، واعتبر أنه "من المفيد جدا أن تكون هناك علاقات تجارية مع مصر، لكن على مستواي لا أقبل أن يكون هناك اتصال، وأعتبره أمرا غير أخلاقي".
ورفض أردوغان تشبيه جماعة الإخوان المصرية بجماعة غولن في تركيا، وقال: "التطورات في مصر مختلفة تماما عن تركيا، وزير الدفاع في مصر انقلب على رئيس الدولة، بعد ذلك قاموا بإجراء انتخابات صورية، وليست واقعية، ومن ثم تبوأ هذا المنصب، ولكن تركيا ليست كذلك فعندما وجهت نداء للمواطنين بالتوجه إلى الميادين، خرج مئات الآلاف إلى الميادين، وتحدوا طائرات إف 16 التي كانت تحاول إخافتهم، وأنا أفتخر بشعبي، وقد ألهم الله الشعب النصر".