أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" في الضفة الغربية، أن مصباح أبو صبيح "أبو عز الدين" (39 عاما) منفذ عملية إطلاق النار أمس الأحد، في مدينة
القدس المحتلة هو أحد كوادرها الناشطين، حيث قُتل إسرائيليان وأصيب ستة آخرون.
أحد أعلام مدينة القدس
وأكدت الحركة في بيان لها وصل "
عربي21" نسخة منه، أن صبيح "كان أحد أعلام مدينة القدس، ومن خيرة أبنائها الغيورين على دينهم ووطنهم"، لافتة أنه "قبل أن يضحي بروحه، ضحى بماله وعمره فداء للأقصى وللقدس، ودفاعا عن حرائره، ورباطا في ساحاته، حيث اعتقل بسبب ذلك سنوات عدة لدى الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضحت حماس، أن هذه العملية التي جاءت مع مرور الذكرى السنوية لمجزرة المسجد الأقصى التي حلت ذكراها السبت الماضي، له "دلالة على أن أبناء شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن ينسوا أو يتغافلوا عن أي جريمة تجري بحق المسجد الأقصى".
وشددت أن "انتفاضة القدس ماضية، وأن أحدا ما لن يتمكن من إيقافها"، مؤكدة أن عملية إطلاق النار "حققت عنصر المفاجأة للعدو، في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الاحتلال بسبب الأعياد اليهودية".
ونوهت حماس، أن قوات الاحتلال "شددت من ملاحقتها للشهيد خلال الأسبوعين الأخيرين، باعتقاله وتوقيفه 5 مرات متتالية، حيث أفرج عنه مؤخرا بشرط الإبعاد عن شرقي القدس مدة شهر"، مؤكدة أن الاحتلال منعه من السفر حتى نهاية العام الجاري، كما تم إبعاده عن الأقصى مدة 6 أشهر.
وأشارت في بيانها، أن "الشهيد كان معروفا بين أهله وأحبائه بـ"أسد الأقصى"، وكان من المقرر أن يسلّم نفسه لقوات الاحتلال اليوم، لتنفيذ الحكم الذي صدر بحقه بالسجن مدة 4 أشهر إدارية".
وفي تصريح سابق لـ"
عربي21"، باركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان الناطق باسمها، عبد اللطيف القانوع، عملية القدس "البطولية" التي وقعت الأحد في قلب مدينة القدس المحتلة".
وأوضح القانوع، أن هذه العملية "تأتي في إطار انتفاضة القدس، تؤكد أن الانتفاضة الثالثة ماضية في تحقيق أهدافها بكنس الاحتلال وطرده عن الضفة الغربية المحتلة، وإسقاط مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد مدينة القدس ومعالمها الإسلامية والتاريخية".
"لن نرحل عن قدسنا"
واظهرت صورة لمنفذ العملية مصباح أبو صبيح، مدى حبه وتعلقه بالمسجد الأقصى المبارك الذي يشهد حملة اعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وكان صبيح يرتدي قبعة كتب عليها "لن نرحل عن قدسنا"، حيث أكدت مصادر مقدسية في حديثها لـ"
عربي21"، أن "الشهيد كان كثير التردد على المسجد الأقصى، ويعمل على خدمة المصلين والدفاع عن الأقصى".
وأفاد مدير شؤون المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني في تصريح لـ"
عربي21"، أن قوات الاحتلال "أبعدت الشهيد صبيح عن المسجد الأقصى المبارك".
وفي منشوره الأخير على صفحته بعنوان: "مصباح أبو العز"، غرد على موقع "فيسبوك": "كم أشتاق لعشقي لحبي كم أشتاق وكنت أتمنى لو كنت آخر ما أراه وأقبله وأسجد على ثراه أقبل ترابك وأصلي فيك، ولكن هو الظلم وهم الظالمون، لن أشتاق لأحد كاشتياقي إليك".
وأضاف: "لن أحب أحدا كحبي إياك رغم سجونهم حقدهم جبروتهم طغيانهم، حبي لك يزداد قالوا 4 أشهر سجن لحبي إياك، قلت والله قليل فعمري وحياتي وكل مالي فداه، إن لم أستطع الوصول إليك بجسدي، فروحي وقلبي وعيوني ما فارقتك وما تركتك وما نسيتك، الحب الأكبر والعشق الأبدي حتى الممات".
وقال في نهاية منشوره الذي يشبه وصية مودع في مضمونها: "الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدا".
وسبق أن اعتقل أبو صبيح في منتصف العام الماضي بتهمة التحريض على موقع "فيسبوك"، حيث حكم عليه بالسجن الفعلي مدة عام وستة أشهر مع وقف التنفيذ، وهو أسير محرر سابق على خلفية نشاطه داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، وهو متزوج وأب لخمسة من الأطفال.