قال وزير العدل التركي بكر بوزداغ؛ إنّ عملية ملاحقة عناصر جماعة فتح الله
غولن تتم على قدم وساق، مشيرا إلى أن السلطات التركية تعتقد بأن المتهم الرئيسي بالتخطيط للانقلاب في
تركيا في 15 تموز/ يوليو الماضي، عادل أوكسوز، لا يزال مختبئا داخل تركيا.
وأوضح بوزداغ في تصريحات نقلتها صحف ووسائل إعلام تركية؛ أنّ تسرب عناصر غولن لم يقتصر فقط على أجهزة الدولة، ولا حتى على حزب العدالة والتنمية، وإنما وصل تغلغلهم وتأثيرهم إلى مختلف الأحزاب السياسية في تركيا أيضا.
وأشار بوزداغ إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو أول شخص أدرك مدى حجم الخطر الذي تشكله جماعة غولن، وقام باتخاذ إجراءات وقائية ضدهم سنة 2010، موضحا أن كل أجهزة الدولة تعمل اليوم من أجل مكافحة ومحاربة عناصر غولن والكشف عنهم، والتحقيق معهم، والتعرف على خلاياهم النائمة، وعلى تشكيلاتهم المختلفة.
وفي تصريحات نقلتها صحفية "يني شفق" وموقع "أ.هابر" ، كشف وزير العدل التركي عن أنّ عادل أوكسوز لا يزال يختبئ داخل تركيا. ويعتقد بوزداغ أنه من الصعب جدا أنْ يكون أوكسوز قد هرب خارج البلاد؛ نظرا لأنّ السلطات التركية اتخذت التدابير اللازمة لمنع حدوث ذلك بعد اكتشاف أمره. ووفقا للوزير، فإن نشر الإشاعات والأخبار حول هربه إلى خارج تركيا، يهدف إلى الحدّ من جهود عملية البحث عنه وتتبع أثره.
كما كشف وزير العدل في تصريحاته عن قيام وزارته بإرسال أكثر من 500 ألف دليل رقمي، من فيديو وصوت وصور، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تُثبت وقوف جماعة فتح الله غولن خلف محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو، وقال إن "كلّ صاحب عقل وضمير، يُدرك بلا أدنى شك، وقوف فتح الله غولن خلف الانقلاب".
وذكر الوزير أنه سيزور الولايات المتحدة الأمريكية يومي 26 و27 من هذا الشهر، لكي يتباحث مع المسؤولين الأمريكيين موضوع تسليم فتح الله غولن إلى تركيا، وفق ما نصّت عليه اتفاقية تبادل تسليم المطلوبين الموقعة بين البلدين.
كما أكّد أنّ موضوع غولن أخذ الحيّز الأكبر من جدول لقاءات أردوغان بالمسؤولين الأمريكيين في نيويورك خلال زيارته الأخيرة، وأوضح لهم الرئيس التركي حساسية تركيا تجاه هذا الموضوع، وتأثيره المباشر على العلاقات التركية الأمريكية.
ونقلت الصحيفة إشارة وزير العدل عن جماعة فتح الله غولن وصفاتها حيث أنهم يعتمدون على الخيال والأوهام ويحاولون، في الوقت الراهن، الترويج لأنهم بخير وأنهم سيخرجون، أو ربما سيقومون بانقلاب آخر، وذلك من أجل طمأنة العناصر المتبقية منهم خارج السجون.
وأكّد وزير العدل أنّ السلطات التركية بصدد اتخاذ كل التدابير اللازمة، وستتصرف بحزم مع عناصر الجماعة داخل تركيا وخارجها، مقدرا أنّ أعداد الأشخاص الذين قد تثبُت براءتهم من تهمة الانتماء إلى الجماعة أو القيام بأنشطة تابعة لها؛ لا يتجاوز 1 في المئة من أعداد الذين تم اعتقالهم واستجوابهم.