قالت شركة "رويال ميل" التي تدير خدمة البريد الرئيسية في
بريطانيا الأربعاء إنها حظرت نقل هواتف سامسونج جالكسي
نوت7 الذكية عبر شبكاتها كإجراء وقائي مما قد يصعب على العديد من البريطانيين إعادة هواتفهم التي سحبتها الشركة من السوق.
وأعلنت سامسونج أكبر شركة للهواتف الذكية في العالم سحب ما لا يقل عن 2.5 مليون من هاتفها الذكي الرائد نوت 7 في عشرة أسواق على مستوى العالم الشهر الماضي بسبب عيب في البطارية أدى إلى اشتعال النار في بعض الهواتف. ومثلت عملية السحب إحراجا كبيرا لسامسونج.
وقالت "رويال ميل" إن الحظر يشمل كذلك خدمة بارسيلفورس التابعة لها وخدمة الشحن الدولي.
وقالت الشركة إنها ستطلب من عملائها توضيح محتويات العبوات التي يريدون شحنها لضمان عدم نقل مواد خطيرة مثل بطاريات الليثيوم المعيبة.
تخفيض توقعاته للنمو
خفض العملاق الكوري الجنوبي "
سامسونغ إلكترونيكس" توقعاته لأرباحه في الفصل الثالث من السنة بـ 33.3 % آخذا بالخسائر الناجمة عن فشل جهاز غالاكسي نوت 7 الذي أرغمه على سحبه من الأسواق ثم إلى وقف إنتاجه نهائيا.
وأقرت سامسونغ الثلاثاء بواحد من أسوأ إخفاقاتها التجارية مع إعلانها وقف إنتاج نوت 7 الذي كان يفترض أن يكون منتجا وسطا بين هاتف ذكي وجهاز لوحي، بعد شهرين على إطلاقه.
وأوصت سامسونغ جميع مستخدمي نوت 7 بإطفائه بسبب مخاطر انفجاره بينما تنتشر بشكل كثيف على الإنترنت تسجيلات فيديو لأجهزة من هذا الطراز والدخان ينبعث منها.
وخفض المنتج العالمي الأول للهواتف الذكية الأربعاء، توقعاته لنتائج الفصل الثالث الذي انتهى في أواخر أيلول/سبتمبر.
وباتت سامسونغ تعول على أرباح بقيمة 5200 مليار وون (4.17 مليارات يورو) في مقابل 7.800 مليارات وون أعلنتها الجمعة.
كما خفضت توقعاتها للإيرادات السنوية بـ4% لتصبح 47 ألف مليار وون.
انتظرت سامسونغ إغلاق بورصة سيول لإعلان توقعاتها الجديدة. وأغلق سهمها على تراجع بـ0.65% على سعر 1.54 مليون وون.
وكان تراجع سهم المجموعة بـ8% الثلاثاء شكل أسوأ تدهور له في يوم واحد منذ العام 2008. وخسرت المجموعة الثلاثاء 15.3 مليار يورو من رسملة السوق.
مشكلة في المعالج
حصل الانهيار بعد بيان طلبت فيه المجموعة من الموزعين وقف مبيعات الأجهزة واستبدالها.
وتشكل التوقعات الجديدة تراجعا في النتائج التشغيلية لسامسونغ بـ30% على مدى عام بينما كانت الأرقام الأولى تشير إلى زيادة بـ5.5%.
وكانت المجموعة أطلقت جهاز غالاكسي نوت 7 في آب/أغسطس لاستباق المنتج الجديد لمنافستها العملاقة الأمريكية آبل.
لكنها اضطرت في الثاني من أيلول/سبتمبر إلى سحب 2.5 مليون جهاز في مختلف أنحاء العالم.
وبررت المجموعة انبعاث الدخان من بعض الأجهزة بانفجار بطارية أيونات الليثيوم خلال عملية الشحن.
لكن بعض المسؤولين في سامسونغ يميلون إلى الاعتقاد بأن المشكلة مردها تعديلات في المعالج لجعل البطارية قابلة للشحن بشكل أسرع، حسبما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصادر لم تكشف هويتها.
وبدا أن عملية سحب الأجهزة كانت تتم دون حوادث إلى أن طرأت مشاكل أيضا في الأجهزة التي يتم توزيعها لاستبدال أجهزة نوت 7.
في غضون ذلك، تفيض شبكات التواصل الاجتماعي بصور هواتف متفحمة، ما يشكل إهانة كبرى للمجموعة التي تتباهى بأنها الرائدة في التطوير والمتانة.
قدر بعض المحللين أن سامسونغ مستعدة لأي شيء حتى تحافظ على موقعها في هذه السوق التنافسية، ربما استعجلت في إنتاج نوت 7 بينما كان الترقب شديدا لهاتف آيفون 7 الجديد.
وكان يفترض بهذا الجهاز أن يكون حاسما هذا العام على صعيد نمو فرع "الهواتف الذكية" للمجموعة والذي يواجه تهديدات المصنعين الجدد في الصين.
وبات الفشل الذريع لنوت 7 يثير مخاوف من انعكاسات على كل قطاعات الإنتاج لدى سامسونغ بالنظر إلى تأثيره على ثقة المستهلكين وعلى صورة العلامة التجارية نفسها.
وعلق المحلل لدى "هي انفستمنت اند سكيورتيز" سونغ ميونغ-سوب أن "سامسونغ ستنفق مبالغ أكبر على الأبحاث والتطوير والتدقيق والتسويق. وآثار هذه الأزمة ستتجلى في النتائج المالية حتى نهاية العام 2017".