تسيطر حالة من الإحباط العام على المواطنين في قطاع
غزة بفعل تراكم الأزمات التي عصفت بكل مناحي الحياة، فالحصار المطبق خلق حالة من البؤس والشقاء في أوساط الأهالي الذين تركوا يصارعون الظروف المأساوية وحدهم وسط تخوفات من انفجار وشيك قد يحدث في أي لحظة إذا ما استمر الوضع في غزة يراوح مكانه.
فقد حذر مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (
الأونروا) "بو شاك" من خطورة الأوضاع في قطاع غزة، وتزايد الإحباط واليأس وانعدام الفرص واستمرار
الحصار، وما له من تأثيرات سلبية في الوقت الذي ينشد فيه الجميع الاستقرار والهدوء.
وأشار "بو شاك" خلال مؤتمر صحفي عقد في المقر الرئيسي للأونروا بغزة أن "العجز في ميزانية الأونروا بلغ 70 مليون دولار وهناك جهود كبيرة لسد العجز في الميزانية".
وأضاف بوشاك أن "الإجراءات التي تتخذها إسرائيل ضد موظفي الأونروا والقطاع الخاص الفلسطيني، وتقييد حرية الحركة تلقي بظلال قاتمة حول عملية التنمية وتحقيق انفراجة في الوضع في ظل استمرار الحصار والحرمان من الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه المالحة والملوثة".
وتابع: "إسرائيل تعيق الموافقة على أسماء قدمتها الأونروا لإعادة إعمار منازل مدمّرة منذ مايو الماضي"، مؤكدا أن الأونروا تبذل جهودا كبيرة لحل هذه الإشكالية مع الجانب الإسرائيلي.
وقال: "يجب التحرك باتجاه تزويد غزة بالكهرباء التي تأتي لمدة ساعات يوميا، والمياه ومحطات التحلية وخط الغاز ورفع الحصار حتى لا نصل إلى ما توقعته الأمم المتحدة في العام 2020".
في سياق متصل أكد النائب المستقل في المجلس التشريعي ورئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة جمال الخضري لـ "
عربي21" أن الإحباط واليأس هما توصيف حقيقي لما يعانيه قطاع غزة؛ مشيرا إلى أن الفقر يسيطر على 80% من السكان الذي يعيشون على المساعدات المقدمة لهم.
وأشار إلى أن نسبة البطالة في غزة خاصة في أوساط الخريجين بلغت أكثر من 60% فيما يعيش البعض على أقل من دولارين يوميا وهي نسبة الدخل الأدنى عالميا.
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، أكد الخضري أن "من بين 12 ألف منزل دمر خلال الحرب الأخيرة في 2014 جرى بناء 3 آلاف منها فقط حتى الآن؛ بينما يرفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال مواد بناء لـ3 آلاف أخرى تم تمويل بنائها من الأونروا والجهات المانحة؛ والـ6 آلاف المتبقة لا يوجد لإعادة بنائها أي تمويل حتى الآن".
وقال: "إن الاحتلال يريد أن يطيل أمد الحصار ويقف في طريق إعادة الإعمار من أجل استمرار المأساة والمعاناة في قطاع غزة؛ مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية أيضا تعاني معاناة شديدة بفعل الحصار الذي يعطل عجلة الإعمار ويمنع الاحتلال بموجبه إدخال الإسمنت ومواد البناء الأخرى ويتبع معها سياسة التنقيط".
وحذر الخضري من انفجار وشيك في غزة التي زاد عدد سكانها خلال 10 سنوات من الحصار لأكثر من نصف مليون نسمة وقفز الإجمالي إلى حاجز المليونين في بقعة جغرافية ضيقة جدا؛ داعيا في الوقت ذاته جميع الأطراف لتدارك الموقف وحل الأزمات المتراكمة قبل فوات الأوان.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، أكدت في تقرير سابق لها أن قطاع غزة قد يصبح غير صالح للسكن بحلول عام 2020 إذا ظل الحصار الإسرائيلي واستمر التدهور الحاصل في شتى مجالات الحياة.
وسلط التقرير الحديث عن الأزمات الخطيرة في غزة فيما يتعلق بالمياه والكهرباء، فضلا عن تدمير البنية التحتية الحيوية.
وأشار إلى أن 95% من مجمعات المياه الجوفية الساحلية كمصدر رئيسي للمياه العذبة في قطاع غزة، غير صالح للشرب.
وقال: "إن الحصار الاقتصادي الذي فرض منذ عام 2007 أدى بالفعل إلى وقف عمليات الإنتاج وفقدان فرص العمل على نطاق واسع، حيث فرض حظر شبه كامل على الصادرات من غزة، وقيدت الواردات والتحويلات النقدية تقييدا شديدا، وأوقف تدفق جميع السلع فيما عدا السلع الإنسانية الأساسية".
الأمر الذي أدى لإفساد الحياة في قطاع غزة وجعلها مكدرة وغير صالحة للعيش بحلول عام 2020.