نشر معهد واشنطن تقريرا حذر كاتبه من زعيم التيار
الصدري مقتدى الصدر، الذي يقود مليشيا "سرايا السلام" الشيعية في
العراق.
وقال الباحث في جامعة ماريلاند، فيليب سميث، إن لمقتدى الصدر تراثا إيديولوجيا قويا مناهضا لأمريكا، مشيرا إلى أن والده الراحل، آية الله محمد محمد صادق الصدر، عُرف بخطابه حادّ اللهجة تجاه الولايات المتحدة.
وقال إنه وبعد أن أعلن مقتدى الصدر عن إنشاء "جيش المهدي"، في أعقاب غزو العراق واحتلاله في عام 2003، شاركت هذه الجماعة في العديد من الاشتباكات الدموية مع قوات التحالف، كما فعل خلفها «لواء اليوم الموعود».
كما رفض مقتدى الصدر منذ العام 2014 عددا من المحاولات الأمريكية للانخراط معه، وأصدر تهديدات متفرقة ضدّ القوات الأمريكية.
وأشار المعهد إلى أن الصدر واصل الاستعانة بالقوات الخاضعة لسيطرته؛ من أجل إظهار قدرته على إبراز قوته متى شاء. وقد شمل ذلك الاحتجاجات المناهضة للفساد، التي أثارها ضدّ حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي في وقت سابق من هذا العام، والتي سيطر خلالها أنصاره على "المنطقة الخضراء" في بغداد. كما انتقد الصدر تعاون الحكومة مع الولايات المتحدة.
وبين أن اتخاذ الصدر خطا أكثر تشدّدا إزاء واشنطن يصبّ في صالح النزعة المناهضة للولايات المتحدة بين عامة السكان.
وعلى المدى القريب، إذا شعر الصدر أن أيا من طهران أو بغداد تضعه في موقف حرج، فإن اتخاذه خطوات عنيفة ضدّ القوات الأمريكية قد يمنحه سبيلا سهلا للفت الانتباه وتعزيز ادعاءاته بأنه "الوطني" العراقي الحقيقي الوحيد الذي يرغب في مواجهة "المحتلين" الأجانب.
وقال إن احتمال تشكيل المزيد من الجماعات المنشقة -بما فيها التي تزعم أنها تحمل راية الصدر- يجعل من الصعب على نحو فريد تقييم التهديدات الناشئة عن معسكر الصدر.
وبعد إعادة هيكلة «جيش المهدي» في عام 2008، وإنشاء «لواء اليوم الموعود»، غالبا ما أكّد الصدر (بشكل صحيح) أن الجماعات المنشقة، وليس مقاتليه، هي التي كانت تستهدف القوات الأمريكية.
وبعض هذه الجماعات كانت خلايا متباينة مرتبطة بـ«عصائب أهل الحق»، التنظيم الذي يعمل بالوكالة عن
إيران، وكان في طور الإنشاء في ذلك الوقت، في حين أن [خلايا] أخرى كانت فصائل محلية تابعة لـ«جيش المهدي» رفضت وقف أنشطتها المسلّحة.
وأشار إلى أنه للمساعدة على منع حدوث مشاكل محتملة مع الصدر والمنشقين عنه أو الاستعداد لوقوعها، يتعيّن على صنّاع السياسة في الولايات المتحدة النظر في تجديد تركيزهم على التحركات المتغيّرة داخل معسكره الغامض في كثير من الأحيان.
وبين أن ذلك يشمل تقييم الشخصيات والشبكات التي تستخدمها إيران من أجل رعاية المزيد من الجماعات المنشقة. وإذا ما تمّ استهداف العناصر الأمريكية من جديد، قد تكون مثل هذه المعلومات مفيدة في التخطيط لردّ مناسب ومحدّد الأهداف.
وفي حين ظلت واشنطن صامتة علنا بشأن قيام «سرايا السلام» باختطاف مقاولين أمريكيين في كانون الثاني/ يناير، حيث تُفضّل على ما يبدو العمل من وراء الكواليس، قد لا يكون لديها ترف القيام بذلك في المستقبل.
وختم أنه إذا كان الصدر يسير حقا باتجاه شنّ نزاع آخر، ستحتاج القوات الأمريكية إلى الردّ بطريقة مدروسة، ليس للحد من التصعيد فحسب، بل لإرسال إشارة قوية عن قدرة أمريكا وعزمها أيضا.