اعتبر وزير
مصري أن الكوارث من مشيئة الله، وأقوى من أي استعدادات، في وقت دافع فيه برلمانيون عن إنجازات رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، بينما تزداد فيه معاناة المواطنين من السيول بمحافظة البحر الأحمر، وتهدد محافظات جديدة، في حين خرج رئيس مدينة رأس غارب ليصرح بأنه كان غارقا لولا إنقاذه، ومن جهته قال محافظ البحر الأحمر إن السيول التي ضربت المدينة تشبه "تسونامي".
يأتي هذا في وقت كشف فيه رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والري، سامح صقر، أنه يوجد 11 محافظة في مصر معرضة لمخاطر حدوث سيول بها، وأنه تم تحديدها في محافظات الوجه القبلي (الصعيد) وسيناء والبحر الأحمر.
وأوضح صقر أن
المحافظات المعرضة لحدوث السيول بالصعيد يصل عددها إلى سبع محافظات بالإضافة إلى شمال وجنوب سيناء التي تعتبر الأكثر حدة من الشمال، وكذلك البحر الأحمر، والعين السخنة وطول امتداد ساحل البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء، ومنطقتي حلوان والمعادي بمحافظة القاهرة.
بدر: الكوارث من الله.. ونشطاء يسخرون
وبعد طول صمت، برر وزير التنمية المحلية، أحمد زكي بدر، التقصير الحكومي في مواجهة أزمة السيول، بالقول إن الحكومة بدأت اعتبارا من يوم 4 آب/أغسطس الماضي استعداداتها لمواجهة السيول المتوقعة، لكن السيول الغزيرة التي هطلت مؤخرا على محافظات عدة كانت بكميات كبيرة حالت دون منع آثارها.
وأضاف بدر، أمام الجلسة العامة لمجلس نواب ما بعد الانقلاب، الأحد، أن الكميات كانت كبيرة للغاية، وأن الكوارث الطبيعية تكون من مشيئة الله، وأقوى من أية استعدادات، متابعا أن مصر ليست أول دولة تتعرض لسيول بهذا الكم، وأن هذا حدث من قبل في أمريكا، وأطاحت بالبيوت والمساكن.
وأكد أن ما حدث في هذه الأيام هو هطول السيول بكميات كبيرة وصلت يوم الخميس الماضي إلى 100 مليون متر مكعب مياه في يوم واحد في محافظة البحر الأحمر حسب تقديرات أجهزة وزارة الري، زاعما أن هذا الكم لا يقدر أن تتحمله أية سدود أو استعدادات.
وسخر نشطاء من تصريحات الوزير، وانتقدوها بشدة.
وقال مصطفى سلامة النجار: "ما شاء الله عليه.. الإيمان هيفوت منه.. الكوارث من الله.. أما الإنجازات فهي للسيسي.. هي فين الإنجازات لما الزيت بقي اللتر بـ 22 جنيها. والعدس 23 جنيها والدولار 18 جنيها.. بالإضافة إلى أن البلد غرصت في الطين".
وقال مجدي النخيلي (جامعة عين شمس): "الكوارث بمشيئة الله سبحانه القادر.. والفساد والإهمال من يد البشر.. أليس كذلك يا مؤمن؟".
وقال محمد بلتاجي (محاضر في مجال التنمية البشرية): "لا رحم الله والدك.. كان نسخه من غبائك.. علاوة على بذاءته.. ألا يوجد في مصر غير هذه الوجوه الكالحة؟".
بينما قال أحمد سعد: "تلاميذ طبيب الفلاسفة".
رئيس "رأس غارب": "كنت غرقان وتم إنقاذي"
وبعد انتقادات عدة وجهت إليه، خرج أخيرا، رئيس مدينة رأس غارب، اللواء أركان حرب محمد حلمي، ليرد، في مداخلة هاتفية ببرنامج "على مسؤوليتي"، على الاتهامات التي وجهها مواطنو المدينة لعدم نزوله إلى الشارع لتفقد أحوالهم.
وقال: "اللي عنده حالة وفاة في بيته بيبقى واقف على قدم وساق، استحالة يبقى فيه كارثة بهذا الحجم في المدينة، والمسؤولين ما يكونوش موجودين، بدأنا أعمال الإنقاذ لأكثر من 12 ساعة، وواجهنا 120 كليومتر مكعب مياه، كانت بسرعة 150 كيلومترا في الساعة، أنا نفسي كنت غرقان في المياه، وتم إنقاذي باستخدام أحد اللوادر".
وأضاف حلمي: "إحنا موجودون مع الأكثر ضررا، فيه طرق اتقفلت بارتفاعات تصل إلى أكثر من 4 أمتار، جميع المرافق وقفت، الإمكانات المتاحة في هذا التوقيت لم تكن على قدر مواصلة كارثة بهذا الحجم، فطلبنا مساعدات من الجهات الأعلى".
وعن عدد الوفيات أردف قائلا: "حجم الوفيات عندنا عشرة فقط، وهو رقم قليل بالنسبة للكارثة دي، لأن سيول زي دي كان ممكن يموت فيها المئات، وهيئة الأرصاد الجوية لم تحذرنا من حدوث سيول، وكان الموقف العادي أن هناك غيوما وأمطارا".
محافظ البحر الأحمر: تعرضنا لطوفان يشبه "تسونامي"
وفي السياق التبريري نفسه، قال محافظ البحر الأحمر، اللواء أركان حرب، أحمد عبد الله، إن مدينة رأس غارب تعرضت لطوفان يشبه الكوارث العالمية مثل "تسونامي"، وغيرها.
وأضاف، في لقائه مع برنامج "يحدث في مصر"، عبر فضائية "إم بي سي مصر"، الأحد، أن المحافظة نفذت خطة حماية من السيول منذ تنبيه هيئة الأرصاد الجوية، قائلا: "رصدنا كل الإمكانات الموجودة بالمحافظة والجهات المعنية المختلفة لمواجهة هذا الخطر".
وتابع: "بالرغم من تعرض الكثير من مدن المحافظة للسيول، إلا أننا تمكنا من استعادة كفاءتها كلها بشكل سريع، بفضل التجهيز المسبق لهذه الأزمة، وبالفعل تم إعادة حركة المرور واستعادة الكهرباء والمياه بجميع المناطق".
وأردف أن المحافظة سقط عليها كمية كبيرة جدا من الأمطار تقدر بـ200 مليون متر مكعب منذ صباح يوم الأربعاء وحتى مساء الخميس، مضيفا أن ارتفاع السيول تجاوز المترين وبسرعة 30 كيلو مترا في الساعة.
موسى: مليار السيسي للكوارث "اتصرف فين"
وفي سياق متصل، طالب الإعلامي أحمد موسى بالتحقيق في مصادر إنفاق المليار جنيه التي خصصها السيسي العام الماضي للكوارث الطبيعية.
وقال موسى في برنامج، عبر فضائية "صدى البلد": "الرئيس العام الماضي بعد كارثة الإسكندرية والبحيرة خصص مليار جنيه للكوارث الطبيعية، وأنا بسأل سؤال وعايز حد يجاوبني: هل تم انفاق المليار جنيه في الجهات المخصصة ليها؟ الإجابة: لا"، مضيفا: "فيه أمور غريبة ومحدش عمل شغله صح واتصرف منها 200 مليون".
وقال موسى: "ده فيه أرقام بتنضرب ومعلومات غلط وحاجات بتطلع كده.. كلام فارغ يعني.. الوزارات المعنية مخدتش الفلوس دي عشان تحمي الناس".
حقوق النواب: تشويه حكومي لإنجازات السيسي
وغير بعيد، وفي مجلس النواب، هاجم وكيل لجنة حقوق الإنسان بالمجلس، النائب محمد الغول، أداء الحكومة في التعامل مع كارثة السيول، واصفا إياه بـ"البارد وغير المرضي"، مؤكدا أن أداء الحكومة في كارثة السيول يشوه إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا يليق به، وبالمصريين، على حد وصفه.
وأضاف الغول، في تصريحاته لبرنامج "صباحك مصري"، عبر فضائية "إم بي سي مصر2"، الإثنين، أن هناك قصورا واضحا من محافظ قنا بعدم غلق طريق قنا سفاجة، والتسبب في جرف مياه السيول لأتوبيسين وعدد من السيارات الملاكي بدعوى عدم تلقيه إخطارا بغلق الطريق.
وأشار لتقدمه بطلب إحاطة واستجواب بشأن قصور المحافظين في التعامل مع كارثة السيول، وفق قوله.
الوزراء: انتهينا من تنفيذ 160 مشروعا
لكن المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، حسام القاويش، ردَّ على الاتهام السابق بالقول إن الحكومة وضعت خطة للتعامل مع الأمطار الغزيرة والسيول منذ عام 2014 لتنفيذها على مدار خمس سنوات، وإنه تم الانتهاء من تنفيذ نحو 160 مشروعا بقيمة ملياري جنيه خلال العامين الماضيين.
وأضاف أنه سيتم في خلال الثلاث سنوات المقبلة الانتهاء من تنفيذ مشروعات أخرى بقيمة مليارين و200 مليون جنيه، وذلك بعدد من المحافظات.
وأكد القاويش، في مداخلة لبرنامج "يوم بيوم"، عبر فضائية "النهار اليوم"، مساء الأحد، أنه تم تخصيص 4 مليارات و200 مليون جنيه؛ لحماية عدد من المناطق والمحافظات من أخطار السيول، ومنها شمال وجنوب سيناء والساحل الشمالي، ومرسى مطروح، ومناطق بالدلتا، والصعيد.
"المنجزين العرب": السيسي شخصية 2016
إلى ذلك، تنظم مؤسسة "المنجزين العرب"، (التي اصطنعتها المخابرات المصرية) احتفالية كبرى بأحد فنادق القاهرة، لتوجيه الشكر للسيسي، على النجاحات والإنجازات التي حققها على أرض مصر، وفق بيان أصدرته، الأحد.
وأعلن رئيس مجلس أمناء المؤسسة، سامح لطفي، أنه سيتم تدشين كتاب تذكاري ضخم، يصل وزنه إلى 73 كيلوغراما، بعنوان "شكرا قائد الإنجازات"، في إطار اختيارها للسيسي "شخصية الإنجازات لسنة 2016".
وأشار لطفي، في بيانٍ المؤسسة، إلى تدشين مبادرة تحمل الاسم ذاته، على أن يتم من خلالها إلقاء الضوء على الإنجازات التي تحققت، وتعريف المواطنين بالتحديات التي تواجه الدولة، مدعيا أن هناك أكثر من مجال شهد إنجازات غير مسبوقة، حسبما قال.
وكانت محافظة البحر الأحمر قد تعرضت لسيول خلفت نحو 27 قتيلا، و80 مصابا، وتسببت في تدمير عشرات البيوت وإتلاف أراض زراعية وقطع التيار الكهربائي، كما واجهت مدن بمحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء عزلة تامة بعد توقف حركة السفر على الطرق المؤدية إليها.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بتخصيص مبلغ 50 مليون جنيه لتعويض كل من تضرروا من السيول، بالإضافة إلى مبلغ 50 مليون جنيه لاستعادة كفاءة البنية الأساسية بشكل عاجل بالمناطق المتضررة من السيول".
إلا أن إسماعيل ، لم يتمكن من استكمال جولته في مدينة "رأس غارب"، السبت، بعدما منعه الأهالي الغاضبون من إيقاف موكبه، واضطروه إلى تغيير وجهته.