ذكرت صحف
مصرية صادرة الأربعاء، أن الديوان الملكي السعودي يحقق مع الأمين العام السابق لمنظمة "التعاون الإسلامي"،
إياد مدني، على خلفية ما اعتبرته "تطاوله على الرئيس عبد الفتاح السيسي"، مؤكدة، أيضا، أن
السعودية اتخذت قرار إقالة مدني، بعد استدعائه إلى الديوان الملكي.
ونقلت صحيفة "اليوم السابع"، عن "مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى" قولها إن الديوان الملكي السعودي أمر بفتح تحقيق مع إياد مدني، على خلفية تطاوله على الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت المصادر، بحسب الصحيفة، أن القيادة السعودية انزعجت كثيرا من كلمات الدكتور مدني بحق الرئيس السيسي، كون مصر دولة شقيقة تتمتع باحترام العالمين العربي والإسلامي، ولا يجوز ارتكاب أي تجاوز تجاهها حتى، ولو بالكلمات.
وأكدت المصادر أن القيادة السعودية تدخلت لسرعة تقديم إياد مدني استقالته من منصبه، مؤكدة أن الملك سلمان لا يقبل أبدا المساس بمصر رئيسا وشعبا، وفق "اليوم السابع".
الشروق: استقالة مدني جاءت بعد استدعاء الديوان الملكي له
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "الشروق"، عن "مصدر دبلوماسي مطلع"، قوله إن المملكة العربية السعودية هي التي اتخذت قرار إقالة إياد مدني من منصبه كأمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي بعد تجاوزه في حق الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر المنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم "إيسيسكو" في تونس.
وقال المصدر، بحسب الصحيفة، إن الرياض اختصرت إجراءات معقدة لسحب الثقة من الأمين العام المستقيل، السعودي، الجنسية بقرارها سحبه، وتقديم بديل له، يستكمل فترة ولايته، بحسب ميثاق المنظمة.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، وفق "الشروق"، أن الرياض استشعرت الحرج البالغ من تصريحات مدني، الذي تولى العديد من المناصب الوزارية في الحكومة السعودية، ضد الرئيس السيسي، حيث تم استدعاؤه إلى الديوان الملكي السعودي، ومطالبته بتقديم الاستقالة.
إلى ذلك، كشفت الصحيفة عن اتصالات جرت في الساعات القليلة الماضية بين وزارة الخارجية المصرية، والمسؤولين في منظمة التعاون الإسلامي، حول تأييد المرشح السعودي الجديد يوسف بن أحمد العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية السابق، باعتباره المرشح الوحيد كأمين عام للمنظمة، خلفا لمدني.
وقال مصدر مطلع في جدة، وفق "الشروق"، إن "العثيمين المرشح السعودي سيستكمل مهمة مدني التي تنتهي في عام 2019"، مشيرا إلى أن "الاتصالات بين سكرتارية المنظمة والدول الأعضاء تركز حول إجراءات تعيين العثيمين التي تأتي عبر قادة ورؤساء الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 57 دولة".
وأوضح المصدر نفسه أنه ستتم الاستعاضة عن الدعوة لقمة إسلامية في الوقت الراهن للتصديق على تعيين الأمين الجديد باللجوء إلى عقد جلسة استثنائية لوزراء الخارجية أو على مستوى المندوبين بتكليف من رؤساء وملوك الدول الأعضاء لإقرار التعيين الجديد، وفق "الشروق".
الإعلام المصري: طرد مدني بطلب من "شخص مهم"
إلى ذلك، استمر الإعلام المصري في الشماتة في "إياد مدني"، واصفا استقالته بأنها "طرد"، وأن شخصا مهما قد اتخذ الأمر بحقه.
وتحت عنوان "طرد إياد مدني من "التعاون الإسلامي"، زعمت صحفة "البوابة" الأربعاء، أن "أربعة أيام فقط كانت كافية للإطاحة بالسعودي، إياد مدني، من منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي؛ عقابا له على واقعة الإساءة المتعمدة للرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام اجتماع لوزراء التعليم بمنظمة الإيسيسكو، الخميس الماضي بتونس".
وأضافت "البوابة" أن "مدني أُجبر على تقديم استقالته؛ نظرا لخروجه عن الأعراف والقواعد الدبلوماسية، علاوة على خروجه عن أدب الحوار، وبما يليق ذكره في حق الرؤساء"، وفق وصفها.
ومن جهته، قال الإعلامي عمرو أديب، إن استقالة اياد مدني من منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، جاءت بطلب من "شخص مهم"، على حد تعبيره، بعد إعلان مدني استقالته، الاثنين، لدواع صحية.
وأضاف أديب، عبر برنامجه التليفازي: "استقالة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي من منصبه لدواع صحية هو من دعاء الناس عليه في مصر، وخليني أكون واضحا وصريحا، كما أنتم متعودين، هناك أحد قال له امش (استقل).. أحد محترم، وأحد مهم".
وتابع قائلا: "مصر كسبت، لا يوجد هناك أحد ييجي على مصر ويكسب.. استقل يا إياد.. استقال، وتحية للمصريين ممن عرفوا كيف يفرقون بين هذا الرجل وبين علاقتنا بالمملكة العربية السعودية"، على حد وصفه.
"الأخبار" اللبنانية: تهديد مصري وضغط إماراتي وراء الإطاحة
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن الوساطة
الإماراتية بين مصر والسعودية هي التي أعفت إياد مدني من منصب أمين منظمة التعاون الإسلامي على شكل "استقالة لأسباب صحية"، وذلك بعد طلب مصري.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، قولها إن السعودية استجابت للطلب المصري بعد ضغوط إماراتية مكثفة، عقب إبلاغ الخارجية المصرية نظيرتها الإماراتية أنه في حال التمسك بمدني أمينا عاما للمنظمة، فستجمد القاهرة عضويتها في الأخيرة حتى انتهاء ولاية الرجل بعد عامين.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، أنه جراء ذلك، حدث توافق إماراتي-سعودي-مصري على تولي يوسف بن أحمد العثيمين، وهو وزير سعودي سابق، مهمة الأمين العام حتى انتهاء ولاية مدني، تجنبا لأي حساسيات تزيد توتر العلاقات بين البلدين، على أن يكون قرار الاستبدال بموافقة الدول الأعضاء من دون الحاجة إلى اجتماع، كما ينص ميثاق المنظمة.
وأضافت المصادر أن السعودية رفضت في البداية إقالة مدني أو استقالته بما يسبب حرجا لها، بعدما تمسكت مصر برفض الاعتذار والتوضيح الصادر عنه، وبررت مصر الرفض بأن ما حدث خطأ جسيم لا يمكن الاعتذار معه، بحسب "الأخبار".