عبّر زعيم حزب "غد الثورة"، أيمن نور، عن أمله في أن يتم الإعلان رسميا عن الجمعية الوطنية
المصرية، التي يعتزم معارضون مصريون تأسيسها خلال الفترة المقبلة، قبل حلول الذكرى السادسة لثورة يناير، عقب الانتهاء من أعمالها التحضيرية، مستنكرا بشدة ما نشرته صحيفة "اليوم السابع" حول طلبه من قيادات في جماعة الإخوان التوسط لدى المخابرات القطرية؛ لزيادة التمويل المخصص له، بحسب قولها.
وأشار -في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"- إلى أنه كان هناك تصور في البداية بوجود "تنسيقية وطنية"، إلا أنه تبين أن العمل التنسيقي موجود بالفعل منذ فترة، ورأى المشاركون أن الأفضل هو التحضير مباشرة للجمعية الوطنية، لافتا إلى أن الهيئة التحضيرية لم تكن في حاجة للإعلان؛ لأنها موجودة بالفعل على أرض الواقع.
وحول أسباب تأخر الإعلان عن الجمعية الوطنية المصرية حتى الآن، قال: "الإعداد لكيان ثوري جامع يحتاج لبعض الوقت، خاصة في ظل الظروف الراهنة، والعمل التحضيري يقبل التطوير والتحديث، بل والتغيير أحيانا".
وأكد "نور" أن الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية تعبر عن القواسم المشتركة بين شركاء ثورة يناير، وتعكس صورة الجمعية التي يسعون ويأملون أن تكون متنوعة وممثلة لقوى الثورة على اختلاف أطيافها، مضيفا أن البيان الصادر أمس هو بمثابة تدشين حقيقي وفعلي للجنة التحضيرية.
وفي أول بيان رسمي لها، الجمعة، دعت الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية المصرية كل من وصفتهم بشرفاء الوطن للقيام "بواجبهم في رفع أصواتهم بضرورة رحيل السلطة الحالية".
وشدّدت الهيئة -في البيان الذي خلا من وجود توقيع لأي شخصية تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين- على ضرورة "إعادة البلاد إلى شعبها الذي جرى إقصاؤه عن المساهمة في إدارة بلده، أو المشاركة في بناء مستقبله، أو حتى فهم ما يجري له على يد إدارة لا تليق به ولا تليق بمصرنا".
ومن بين الموقعين على بيان الهيئة التحضيرية للجمعية، أيمن نور، وإيهاب شيحة، وثروت نافع، وحاتم عزام، وسيف عبد الفتاح، وطارق الزمر، ومحمد كمال، ومحمد محسوب.
وبسؤاله أيضا عن أسباب عدم وجود توقيع لأي شخصية إخوانية على بيان الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية، أجاب: "غياب الإخوان عن بيان الهيئة التحضيرية ليس له مدلول، وليس وراءه أي أسرار أو ألغاز، فنحن لا نتعامل وفقا لقبعات حزبية أو أيدولوجية، واللجان التحضيرية ليست جبهوية حزبية مغلقة، بل مفتوحة للجميع".
واستشهد "نور" بكلمة "عنها" التي وردت في بيان الهيئة التحضيرية للجمعية قبل الأسماء الموقعة، مؤكدا أن هذه الكلمة تشير إلى أن الشخصيات المذكورة في بيان الهيئة ليسوا هم جميع الأعضاء فيها، مضيفا: "الجمعية منفتحة تماما على كل القوى والشخصيات السياسية والوطنية، ومنها جماعة الإخوان والحركات الثورية، وبابنا لم يكن منغلقا في وجه أحد، ولن يكون".
واستطرد قائلا: "نود التأكيد على أننا لا نتدخل في الصراعات بين القوى السياسية والثورية المختلفة وبعضها البعض، كما أنه لا علاقة لنا بأي صراعات أو خلافات داخل الكيان الواحد، إلا أننا نتمنى تجاوز كافة الخلافات، ورأب الصدع بين الجميع؛ لنتحد معا في مواجهة هذا النظام المستبد".
وبسؤال "نور" عن موعد الإعلان رسميا عن الجمعية الوطنية المصرية، أجاب: "عندما تنتهي الأعمال التحضيرية للجمعية سيتم الإعلان الرسمي عنها، وأنا على يقين تام بأن مصر في حاجة ماسة لهذه المظلة الواسعة، وفي هذا التوقيت تحديدا، وقد قطعنا شوطا كبيرا في هذا الصدد".
واستدرك زعيم حزب غد الثورة بقوله: "إلا أننا لن نتعجل الإعلان عن الجمعية، حتى لا يتم الإعلان عن كيان غير مكتمل النضوج ولم يأخذ وقته الكافي والمناسب من النقاشات والمشاورات، ونحن نأمل أن يتم الإعلان عن هذا الكيان الوليد قبل 25 يناير، والتي يجب أن تظل رمزيتها موجودة وحية لدى الجميع".
وكشف "نور" عن أن هناك شخصيات داخل مصر ضمن أعضاء الهيئة التحضيرية، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أسمائهم؛ لأسباب أمنية، ولظروف يعلمها الجميع، لافتا إلى أن هناك أسماء تم الإعلان عنها، وأخرى ستُعلن قريبا.
وشدّد المرشح الرئاسي الأسبق على ضرورة وجود وثيقة وطنية جامعة تجمع كل أطياف الحياة السياسية والاجتماعية المصرية؛ لإنقاذ الوطن والمسار الديمقراطي الذي تعثر قبل أن يولد.
وأكد أنهم يعملون على بلورة مشروع المظلة الوطنية الجامعة منذ حوالي عامين، وأنهم يرغبون في أن ينطلق هذا المشروع من رحم المجتمع، وأن يكون الشباب فاعلين فيه، لافتا إلى أنهم عقدوا العديد من الورش في عدّة عواصم مختلفة؛ لبحث كيفية توحيد القوى الوطنية في مسار واحد، وأن معظم الورش كان لها توصيات ومقترحات وصفها بالإيجابية.
ونوه إلى أن "الجميع أخطأ، ولا أحد يبرئ نفسه من الخطأ، وعلى الجميع أن يدرك أن البداية الصحيحة من خلال تجاوز هذه الأخطاء والخطايا، وأن يبدأوا صفحة جديدة؛ من أجل إنقاذ الوطن".
وأردف: "مهما طال النظام، ستكون نهايته آية من آيات الله؛ لأن ما حدث في مصر فوق طاقة البشر، وأثق بلا حدود في الشعب المصري الذي صنع ثورة يناير وثورة 1919، فأنا متأكد أنه سيصنع ما هو أجمل خلال الفترة القليلة المقبلة".
وتأكيدا منه على أهمية وضرورة الاصطفاف، قال: "قمنا بتدشين الجمعية الوطنية للتغيير في عام 2010، وكانت أول إطار جامع لكل القوى الوطنية المصرية، وبعد أقل من 3 أشهر نجحت الثورة المصرية، وكانت الدعوة منطلقة من داخل الجمعية الوطنية، التي كان لها أثر واضح في تفجير ثورة يناير، والحل الآن يتجسد في أن نصطف مرة أخرى".
وشدّد على ضرورة أن يتوحدوا ويصطفوا معا على رؤية لإزاحة السلطة الحالية ورؤية للمستقبل، مضيفا: "أظن أن
السيسي لن يحتمل، ولن يُتصور بقاؤه شهورا قليلة في سدة الحكم إذا ما أعلنا هذا الاصطفاف الحقيقي بين الجميع".
وفي 9 تموز/ يوليو الماضي، انفردت "
عربي21" بنشر تفاصيل كيان ثوري جديد تعتزم شخصيات مصرية معارضة الإعلان عن تدشينه، ليكون بمثابة كيان ثوري جامع للثورة المصرية، ومعبرا عنها في الداخل والخارج، تحت اسم "الجمعية الوطنية للشعب المصري"، التي تستلهم تجربة الحملة المصرية ضد التوريث، والجمعية الوطنية للتغيير، التي ساهمت في إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وفي سياق آخر، استنكر "نور" بشدة ما نشرته صحيفة "اليوم السابع" المصرية، السبت، بأنه طلب من قيادات جماعة الإخوان التوسط لدى المخابرات القطرية، لزيادة التمويل المخصص له كمعارض للنظام المصري، بحسب قولها.
وقال "نور": "إعلام النظام -وفي مقدمته موقع وصحيفة المخابرات الحربية "اليوم السابع"- دأب منذ فترة طويلة على اتباع سياسة ممنهجة؛ من خلال نشر أكاذيب مفضوحة تماما لا تنطلي على أحد، وهي بمثابة بالونات تثير ضجيجا؛ من أجل الإلهاء عن قضايا أهم في توقيت دقيق، مثل الذي تمر به مصر حاليا".
واستطرد قائلا: "تعودت من صحيفة (اليوم السابع) كل أسبوع تقريبا على الترويج لأكذوبة جديدة، إلا أنني أقول لرئيس تحريرها خالد صلاح: إذا كنت كذوبا كن ذكورا، فقد أدعيتم وروجتم لمعلومات متناقضة تماما بشأني وبشأن قناة الشرق، والقرد في حديقة الحيوان بمحافظة الجيزة يدرك أنها كاذبة ومفضوحة تماما".
وأكمل "نور": "مع كل خطوة نتخذها سياسية أو إعلامية تخرج علينا هذه الصحيفة المخابراتية (اليوم السابع) بحزمة من الافتراءات الساذجة والاختلافات الحقيرة مفضوحة الكذب، وقد تعودنا من هؤلاء على الإسفاف والسفة والتضليل والأكاذيب والانحطاط"، مشيرا إلى أنه كلف مجموعة من المحامين -من بينهم شادي طلعت وطارق محمود- بإقامة دعاوى قضائية ضد المواقع التي وصفها بالمخابراتية.