هكذا يتبادل السيسي وترامب "الغزل المبكر"

تبادل رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، "غزلا مبكرا"، عبر أدوات سياسية عدة في البلدين، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، أبرزها وزارة الخارجية المصرية، والسفير الأمريكي في القاهرة، فضلا عن مسؤولين كبار في حملة ترامب الانتخابية.

ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية، عن مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، الخميس، قوله إن الرئيس الأمريكي الجديد، سيعمل على تحريك المياه الراكدة في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، مشيرا إلى أن اللقاء الذي جرى بين ترامب والسيسي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي، كان إيجابيا.

وتوقع المصدر، وفق "الشروق"، تحسن العلاقات في ظل رئاسة دونالد ترامب للإدارة الأمريكية، مؤكدا أنه سيكون له تأثير على المساعدات التي توقفت بسبب مواقف الحزب الديمقراطي من الإخوان، ودعمه لهم.

كما توقع أن تتحرك الإدارة الأمريكية إيجابيا بمنظور مختلف تجاه الشرق الأوسط خاصة بمجال مكافحة الإرهاب، وهو عامل مشترك مع مصر، وتفهمه جيدا للإسلام السياسي، عكس هيلاري كلينتون، بحسب الصحيفة.

مدير حملة ترامب: ننظر إلى السيسي كالبطل

في سياق متصل، كشف رجل الأعمال المصري، عضو مجلس النواب، وصاحب العقار الذي استأجرته حملة ترامب، في أثناء فترة الانتخابات، مصطفى الجندي، إنه اتصل هاتفيا، صباح الخميس، مع ستيفن بانون مدير الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الفائز في الانتخابات الرئاسية، مهنئا إياه بالفوز.        

ونقلت صحيفة "الوطن"، عن الجندي، قوله، الخميس، إن بانون "أعرب عن سعادته بكون الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول الرؤساء العرب والأجانب الذي يهنئون ترامب بفوزه"، مشيرا إلى أن "أمريكا تنظر إلى الرئيس السيسي كأنه بطل، وسيكون هناك زيارات متبادلة قريبا بين الرئيسين لتعزيز العلاقات بين البلديين"، وفق قوله.

وتابع الجندي حديثه قائلا إن بانون أكد أيضا أهمية التعاون بين البلديين خاصة في مجال الإرهاب، نظرا للدور المحوري لمصر، في هذا الصدد، حسبما قال.

مستشار ترامب: تصريح السيسي جذب الأمريكيين لانتخابه 

وفي إطار "الغزل" ذاته، قال مستشار ترامب للسياسات الخارجية، وليد فارس: "إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ترامب قد جذبت جميع الشعب الأمريكي لانتخابه". 

وأضاف فارس، في مداخلة هاتفية، مع برنامج "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الأربعاء: "سوف نوجه دعوات للدول الأخرى لبحث السياسات، وترامب سوف يغير السياسات التي تخص العالم العربي".

السفير الأمريكي: الرئيس المنتخب يدرك أهمية مصر

ومن جهته، خرج السفير الأمريكي في القاهرة، ستيفن بيكروفت، بتصريحات صحفية، وتليفزيونية، بعد إعلان فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، أكد فيها أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون مع مصر لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال بيكروفت في تصريحات صحفية، على هامش احتفال السفارة الأمريكية في القاهرة بالانتخابات الأمريكية، إن الدبلوماسيين الأمريكيين لديهم التزام غير حزبي بمواصلة عملهم المدني في خدمة القادة الذين ينتخبهم الشعب الأمريكي، وفق قوله.

وأردف أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدر دور مصر المحوري في المنطقة، وتدرك تماما أهميتها، وأن الرئيس الأمريكي المنتخب، سيكون على دراية ووعي كامل بهذا الدور، حسبما قال.

وأضاف، في مداخلة هاتفية لبرنامج "يحدث في مصر"، عبر فضائية "إم بي سي مصر"، مساء الأربعاء، أن لمصر أهمية بالغة كونها دولة كبيرة ومحورية في منطقة الشرق الأوسط، غير أن هناك علاقات طيبة وتاريخية تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية، على حد وصفه.

السيسي وترامب.. كيمياء واحدة

إلى ذلك، توقع عدد من الخبراء السياسيين في مصر، وفق صحيفة "الشروق"، حدوث تغير في العلاقات المصرية - الأمريكية خاصة بالملف السياسي، وما يتعلق برؤية الإدارة الأمريكية لحالة حقوق الإنسان في مصر، بجانب ملف مواجهة الإرهاب، والتعاون في الملف الاقتصادي.

ودلَّل الخبراء على توقعاتهم بالتصريحات الودية المتبادلة بين السيسي وترامب، وهو ما ظهر جليا في اللقاء الأخير بينهما منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، خلال زيارة السيسي إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، قال السيسي، إن ترامب سوف يكون قائدا وزعيما قويا بلا شك.

وقبلها في 19 أيلول/ سبتمبر، التقى السيسي وترامب. وقال الأخير، خلال اللقاء، إنه يقدر الرئيس المصري. ووعد السيسي قائلا: "أعدك لو أصبحت رئيسا لأمريكا أنها ستصبح حليفا وصديقا قويا لمصر كونها صاحبة دور رائد وحيوي ومهم في الوطن العربي والشرق الأوسط، ونحن عدونا مشترك، وهو التطرف والإرهاب".

وفي تصريحات نقلتها قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، عقب اللقاء، قال ترامب، إن: "السيسي رجل رائع، وبيننا كيمياء واحدة، حسبما شعرت". 

وأضاف: "اجتمعنا لوقت طويل.. كانت توجد كيمياء جيدة.. أنت تعرف حين تكون لك كيمياء جيدة مع الناس.. كان يوجد شعور جيد بيننا".

وكان ترامب استبق ذلك التصريح بتصريح آخر، أطلقه يوم 15 آب/ أغسطس الماضي، ذكر فيه، بأحد مؤتمراته الانتخابية، أنه يسعى لتحالف مع دول الشرق الأوسط، قائلا: "سنعمل معهم جنبا إلى جنب بما فيهم دولة إسرائيل.. ومنهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، والملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، لمواجهة ثقافة الموت والإرهاب التي يرفضونها، ويتبناها تنظيم داعش"، وفق قوله.