أعلنت قوات
الحشد الشعبي، الأربعاء، استعادة مطار
تلعفر من تنظيم الدولة بعد معارك شرسة خاضتها ضد التنظيم، فيما تحدثت وزارة الهجرة العراقية عن ارتفاع أعداد
النازحين من مدينة
الموصل إلى أكثر من 55 ألفا منذ انطلاق عمليات العسكرية.
وقالت المكتب الإعلامي للحشد، إن "قوات الحشد الشعبي تمكنت من تحرير مطار تلعفر من تنظيم الدولة بعد معارك شرسة خاضتها ضده".
وكانت فصائل ضمن ميليشيات الحشد الشعبي الموالية للحكومة العراقية، أعلنت أن قواتها باتت على أسوار مطار تلعفر، غرب الموصل، وأنها ستقتحم المطار خلال ساعات.
وانتزع مقاتلو الحشد عدة قرى في طريق وصولهم إلى مطار تلعفر، الذي سيشكل نقطة انطلاقة نحو البلدة، الواقعة على بعد نحو 55 كم غرب الموصل.
وقال مرتضى الحسين، القيادي في "الحشد الشعبي"، إن مقاتلي الحشد انتزعوا اليوم قرى "الحمرة"، "تل الرمج"، و"تل الصوبان" من مسلحي "داعش".
وأضاف أن استعادة تلك القرى وضعت مقاتلي الحشد على أسوار مطار تلعفر، و"يحتاج المقاتلون لساعات لإحكام قبضتهم عليه".
وأشار "الحسين" إلى أن مسلحي تنظيم الدولة انسحبوا إلى منطقة سوبان، جنوب تلعفر، في مسعى لتشكيل خط دفاع ثان بعد انهيار الخط الأول أمام تقدم الحشد.
ويسعى مقاتلو "الحشد الشعبي"، إلى انتزاع تلعفر من قبضة تنظيم الدولة، وسد طريق الهروب والإمدادات بين الموصل ومناطق سيطرة "داعش" في سوريا.
البارزاني يرفض سحب قواته
من جهته قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، الأربعاء إن قوات البشمركة الكردية لن تنسحب من المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة في العراق.
ويشارك مقاتلو البشمركة في الحرب على تنظيم الدولة، إذ يدعمون قوات الحكومة العراقية التي تقاتل التنظيم المتشدد في مدينة الموصل آخر معقل كبير له في العراق.
وتشير تصريحات البرزاني على ما يبدو إلى أن الأكراد حريصون على توسيع إقليمهم شبه المستقل في شمال العراق ليشمل القرى والبلدات المحيطة التي انتزعوا السيطرة عليها من الدولة.
55 ألف نازح
وعلى وقع المعارك الجارية في الموصل، فقد ارتفعت أعداد النازحين من مدينة إلى أكثر من 55 ألفا منذ انطلاق عمليات تحريرها من تنظيم الدولة في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال وزير الهجرة والمهجرين العراقي، جاسم محمد، في بيان له إن "إجمالي النازحين منذ انطلاق العمليات العسكرية في الموصل حتى اليوم، بلغ 55 ألف و481 شخصا".
وأضاف أنه "تم إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص، اليوم، من أحياء الموصل، ونقلهم لمخيمات (الخازر) قرب المدينة، و(جدعة) في ناحية القيارة (جنوب الموصل)، و(زيلكان) بمحافظة دهوك شمالي البلاد".
من جهته، قال إياد رافد، المسؤول في جمعية الهلال الأحمر العراقية (مؤسسة رسمية تعنى بإغاثة النازحين والمساعدة في الكوارث الطبيعية)، إن "الوضع الإنساني في بعض الأحياء المحررة من الموصل سيء للغاية مما دفع العوائل إلى ترك منازلهم".
وأضاف "رافد" في تصريح للأناضول: "إن حجم الدمار كبير في البنى التحتية للمناطق المحررة، ولا تزال بعضها مناطق مغلقة عسكريا، إلى جانب غياب الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والمؤسسات الصحية، مما دفع العوائل إلى ترك منازلهم والتوجه إلى مخيمات النازحين التي يتوفر فيها الحد الأدنى من الخدمات".
وتوقع المسؤول الإغاثي أن تشهد الأيام القادمة موجات نزوح كبيرة مع تقدم القوات العراقية نحو الجانب الأيمن من الموصل التي يقسمها نهر "دجلة" إلى جانبين.
مليشيات تخطف 13 سنيا
وعلى صعيد آخر، فقد أفاد مصدر عشائري من ناحية "الرحالية" في محافظة الأنبار، غربي العراق، الأربعاء، بأن مليشيا يعتقد أنها شيعية قادمة من محافظة "كربلاء" اختطفت 13 مدنيا من أهالي الناحية على خلفية أحداث "عين التمر" الأخيرة.
وكان خمسة انتحاريين من تنظيم الدولة يرتدون أحزمة ناسفة هاجموا، قبل يومين، قضاء "عين التمر" التابع لمحافظة "كربلاء" المحاذية للأنبار؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 12 من أهالي القضاء (ذي الغالبية الشيعية).
وقال الشيخ عارف جديع، أحد شيوخ ووجهاء ناحية الرحالية، إن "مليشيا تحمل رايات ولافتات على مركبات مكتوب عليها يا حسين (شعارات يرفعها الشيعة)، قدمت من قضاء عين التمر في كربلاء جنوب الأنبار ودخلت إلى ناحية الرحالية 90 كم غرب الرمادي".
وأضاف جديع أن "تلك العناصر لم نعرف هويتها هل هي تابعة لمليشيات أبو الفضل العباس أو حزب الله أو كتائب الإمام علي أو العصائب (وهي فصائل تنضوي تحت راية ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية الموالية لحكومة بغداد)".
ولفت إلى أن "تلك المليشيا داهمت عشرات المنازل في ناحية الرحالية، واختطفت 13 مدنيا من أبناء الناحية، وعادت بهم نحو قضاء عين التمر".
وأوضح أن "المليشيا اتهمت أبناء الرحالية بتسهيل دخول انتحاريي تنظيم الدولة إلى عين التمر؛ من أجل تفجير أنفسهم في المدنيين هناك"، دون توضيح أسباب تلك الاتهامات.
وبين جديع أن "ناحية الرحالية تسيطر عليها القوات الأمنية خاصة الشرطة ولم تشهد أي خرق أمني، ولكنها غالبا ما تتعرض لمضايقات من قبل
المليشيات التي تأتي بين فترة وأخرى وتعتقل عددا من أبنائها ومن ثم تنقلهم إلى جهة مجهولة باتجاه كربلاء".
وتعتبر ناحيتي "الرحالية" و"النخيب" من النواحي التابعة للأنبار وترتبط حدوديا مع محافظة كربلاء، وتتعرضان بين الحين والآخر لانتهاكات من قبل المليشيات المسلحة.
يشار إلى أن اتهامات حقوقية محلية ودولية وجهت إلى "الحشد الشعبي" بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة بالعراق.