أثار اقتحام جيش الاحتلال
الإسرائيلي لمصانع فحم الأخشاب
الفلسطينية، ومصادرة معداتها وتبليغ أصحابها بضرورة إزالة هذه المصانع تماما خلال أسبوع واحد ردود فعل غاضبة.
وقام جيش الاحتلال بمصادرة 200 طن من الخشب الجاهز للتحويل إلى فحم، إضافة لجرارات وشاحنات مخصصة للعمل في المصانع المذكورة في بلدة يعبد شمال الضفة الغربية يوم أمس الخميس.
وتصنف المنطقة التي اقتحمت بـ"ب"، حيث قسمت المناطق الفلسطينية لثلاث مناطق في اتفاق أوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال عام 1993، وهي "أ" أي منطقة خاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينية، ومنطقة "ب" أي منطقة خاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية، ومنطقة "سي" أي خاضعة للسيطرة المدنية والأمنية الإسرائيلية بشكل كامل.
وتشهد هذه المناطق عمليات عسكرية وأمنية شبه يومية واعتيادية، ومن النادر لجيش الاحتلال أن يتدخل في الأمور الإدارية المدنية والحياتية للمواطنين الفلسطينيين في مناطق "ب"، حيث تم مصادرة ووقف أعمال مصانع الفحم.
وقال رئيس بلدية "يعبد" سامر أبو بكر في حديث مع "عربي21" إن الاحتلال اقتحم المصانع بقوات عسكرية كبيرة، وقام بمصادرة جرارات زراعية وأخشاب تقدر بـ 200 طن تقدر قيمتها بـ 60 ألف دولار أمريكي.
وأضاف أبو بكر: "الاحتلال قام بوقف عمل المصانع بسبب تأثيرها المزعوم على البيئة، وطالبنا بإيجاد حل آخر سوى عمليات الحرق".
وأوضح أبو بكر أن الاحتلال توعد السكان بالعودة يوم الثلاثاء القادم، مطالبا إياهم بإزالة آثار المصانع بشكل كامل من المنطقة.
وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى أن الإجراء الإسرائيلي جاء بعد تقديم مستوطنين شكاوى ضد المصانع بسبب ما قيل إنها أضرار ناتجة تضرهم، حيث أوعز رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" بشكل شخصي في قرار نادر لجيش الاحتلال بالتدخل وإزالة المصانع.
من جهتها قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن جيش الاحتلال والإدارة المدنية، وهي المسؤولة عن الجانب الإداري التنظيمي في الضفة الغربية، قامت بحملة ضد "المشاحر" وتقصد مصانع الفحم، لمكافحة ما أسمته المكاره والأضرار الصحية الناتجة عنها.
ونقلت الإذاعة عن "يؤاف مرداخي" رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية إن هذه "المشاحر" تؤثر بشكل سلبي على المواطنين، ولكنه أبقى الباب مفتوحا للحوار مع أصحابها لإيجاد حل متفق عليه، حسبما قالت الإذاعة.
من جهته قال كايد أبو بكر وهو ممثل العاملين في مصانع الفحم لـ "عربي21" إن الحل الذي يريده الاحتلال هو إيقاف العمل تماما بالفحم على الطريقة القديمة. وأضاف: "الاحتلال يريد منا أن نقوم بعمل الفحم على الطريقة الحديثة، وهو ما لا تمتلكه فلسطين من معدات".
وأوضح أبو بكر أن 300 عامل بشكل مباشر وغير مباشر يعملون في هذه المصانع منذ خمسينيات القرن الماضي، أي قبل وجود الاحتلال.
وقال أيضا: "لقد كنا نعمل في مناطق "سي"، حيث تم طردنا لمنطقة "ب"، ورغم ذلك قاموا بملاحقتنا لهذه المنطقة الخاضعة للسلطة الفلسطينية."
وشدد أبو بكر على أن أصحاب المصانع يعترفون بوجود مشاكل بيئية، وبأنهم طالبوا سابقا السلطة بطلب إيجاد حل، يضمن عدم إغلاق المصانع، كنقلها إلى مناطق بعيدة عن الإسكان.
وكان أصحاب المصانع توجهوا للسلطة الفلسطينية لتقديم شكوى ضد الاحتلال، حيث تم وعدهم بمحاولة إيجاد حل مع الاحتلال.
وحاولت "عربي21" الاتصال بالناطق باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود عدة مرات لأخذ تعقيبه دون جدوى.
وتنتج المصانع ما يقرب من 1500 طن من الفحم الذي يغطي جزءا من احتياجات السوق الفلسطيني وحتى الإسرائيلي، وتجلب الأخشاب اللازمة من داخل "إسرائيل".