نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن وصول العاهل
المغربي الملك
محمد السادس إلى جزيرة مدغشقر؛ التي كان قد نُفي إليها جده محمد الخامس، سنة 1954، من قبل المستعمر الفرنسي.
وبحسب المجلة، تعكس هذه الزيارة نية محمد السادس لعقد تحالفات من أجل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذه الزيارة أثارت من جديد الحنين إلى الماضي بين البلدين، حيث تحظى مدغشقر بمكانة خاصة في قلب محمد السادس، خاصة وأن جده وأباه، الملك الحسن الثاني، قد قضيا سنتين من فترة النفي، وتحديدا مدينة أنتسراب الواقعة وسط جزيرة مدغشقر، قبل أن تعود العائلة الملكية إلى المغرب في تشرين الثاني/ نوفمبر 1955.
وتعزيزا للعلاقات الثنائية بين المغرب ومدغشقر، وضع العاهل المغربي حجر الأساس لبناء مستشفى مخصص للأطفال والنساء ومركز تأهيل صحي في مدينة أنتسراب. ويهدف محمد السادس من خلال بناء هذه المشاريع إلى رد الجميل لسكان هذه المدينة الذين تربطهم علاقة وطيدة بالعائلة المالكة المغربية منذ القرن الماضي، كما تقول المجلة.
وأضافت المجلة أن الملك المغربي وطاقمه الوزاري قد استهلوا جولتهم الإفريقية بزيارة إثيوبيا يوم الخميس 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، ثم اتجهت الطائرة الملكية نحو مدغشقر ليشارك العاهل المغربي في اجتماع المنظمة الدولية للفرانكفونية الذي يستمر حتى 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
ومن جهة أخرى، وإلى جانب توقيع 22 اتفاقية اقتصادية في مدغشقر، يطمح العاهل المغربي لحشد تأييد رئيس مدغشقر من أجل عودة المغرب للاتحاد الإفريقي.
وفي نفس السياق، ذكرت المجلة أن حكومة مدغشقر سحبت اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" (الصحراء الغربية) في نيسان/ أبريل من سنة 2005، عندما قام الرئيس السابق مارك رافالومانانا بزيارة رسمية للمغرب. بعد ذلك قام الرئيس الحالي هيري راجاونار يمامبيانينا، خلال احتضان بلاده لقمة للاتحاد الإفريقي، بدعم عودة المغرب إلى الاتحاد من جديد.
وأضافت المجلة أن العاهل المغربي ضمن سابقا الدعم الإثيوبي لعودة بلاده للاتحاد الإفريقي، الذي مقره في أديس أبابا، لكنه لم ينجح في إقناع الحكومة الإثيوبية في سحب اعترافها بجمهورية "الصحراء الغربية" كدولة مستقلة، حيث تعتبر إثيوبيا من أشد المدافعين عن فكرة استقلال الصحراء عن المغرب.
وللتقرب من إثيوبيا أكثر، أعلنت شركة الفوسفات المغربية انطلاق مشروع لإنتاج الأسمدة في مدينة دير داوا الإثيوبية، ثاني أكبر المدن الصناعية في إثيوبيا، حيث قدرت تكلفته بحوالي 3.7 مليارات دولار مقسمة على مرحلتين، وهو أكبر استثمار للشركة المغربية خارج حدود المغرب.
وفي نفس السياق، تعتبر إثيوبيا رابع قوة اقتصادية في القارة الإفريقية حيث ستكون بمثابة الشريك الفعال للمملكة. كما وقعت البلدان على سبع اتفاقيات شراكة بينهما في مجال الطيران والتعاون في المسائل الضريبية والاستثمارات والزراعة إضافة إلى الطاقة المتجددة.
وفي الختام، قالت المجلة إن الدبلوماسيين المغاربة يرون أن العودة إلى الاتحاد الإفريقي لن تكتمل فقط بحشد تأييد الدول الإفريقية الفرانكفونية، بل يجب أن يتقرب المغرب أيضا من الدول الأنجلوفونية (الناطقة بالإنجليزية) في القارة السمراء.