نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن مصير
الأطفال اللاجئين، الذي ينتهي إما بالاختفاء دون أن يتركوا أثرا أو الانتماء إلى منظمات إجرامية. كما تم اتهامهم في كثير من الأحيان بالانخراط في أعمال غير قانونية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن طفلين من طالبي اللجوء، وهما فيلمون (13 سنة)، ويحيى (14 سنة)، كانا يقفان منعزلين، حتى يتحدث إليهما أحد المارة، فيبادرانه بابتسامة بريئة. وقد كشف أحدهما عن حلمه قائلا: "حلمي هو أن أصبح مثل نيمار"، في إشارة إلى لاعب كرة قدم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطفلين ينعزلان برفقة كرة القدم عن باقي المجموعات، كما أنهما يرتديان ملابس خفيفة لا تقيهما برد هذا الطقس. وقد التقيا أول مرة في بلدة تقع في قلب إريتريا، ثم سافرا سوية مرورا بإثيوبيا والسودان ومصر، ومن ثم عبرا المتوسط الذي قادهما إلى سواحل إيطاليا.
وعند سؤال الطفلين عن المافيا، لم يفهم أي منهما هذا المصطلح، حيث أكدا أن "رجلا كان ينتظرهما عند كل نقطة عبور ليؤمن مرورهما من مكان إلى آخر". كما أشار أحد الطفلين إلى أن "والدته اضطرت إلى التضحية ببعض مجوهراتها لتأمين سفرهما نحو إيطاليا".
وفي الحديث عن رحلتهما عبر البحر الأبيض المتوسط، أكد أحد الطفلين أنه "قدم إلى السواحل الإيطالية عبر قارب يحمل حوالي 400 شخصا، وقد دامت هذه الرحلة عدة أيام دون طعام أو شراب، الأمر الذي اضطر البعض منهم إلى شرب مياه البحر".
ونقلت الصحيفة عن ماركو كابوتشينو، العامل بمنظمة "أنقذوا الأطفال"، قوله إن "هناك نوعان من الأطفال طالبي اللجوء، يشمل الصنف الأول أطفالا يتخذون من إيطاليا نقطة عبور، أما الصنف الثاني، فهم أطفال يأتون إلى إيطاليا لأسباب اقتصادية بهدف العمل في السوق السوداء".
وأضاف كابوتشينو أن "هؤلاء الأطفال أصبحوا هدفا للمنظمات الإجرامية. كما أن المجموعة الثانية هي الأكثر عرضة للخطر، إذ يبدأ عملهم مع المنظمات الإجرامية باقتراض دين من شبكات الابتزاز التي تجبرهم على دفع هذا المبلغ بكل الطرق، ومن بينها العمل في شبكات الدعارة".
وقالت الصحيفة إن العديد من الأطفال اللاجئين، يختفون بمجرد وصولهم إلى إيطاليا. والغريب في الأمر هو أن الأطفال يمرون بمراكز التسجيل، أين تؤخذ بصماتهم، ثم يختفون فجأة.
ووفقا لكابوتشينو، فإن "السبب في ذلك هو غياب المراقبة، الأمر الذي يحول دون تقييد تحركات القصر. كما تبين مؤخرا أن المهاجرين يعانون من سوء المعاملة، وبالإضافة إلى ذلك فإن السلطات تشارك في هذه الانتهاكات، مما يدفع القصر إلى الهروب إلى مكان آخر".
وحسب بيانات صادرة عن منظمة أوكسفام الإنسانية البريطانية، فإنه "يتم كل يوم تسجيل فرار حوالي 28 طفلا من مراكز استقبال اللاجئين". وعموما، شهدت الستة الأشهر الأولى من هذه السنة تسجيل حوالي 5222 حالة غياب بين صفوف الأطفال اللاجئين على الأراضي الإيطالية. كما أن هذا العدد يتزايد كلما تزايد تدفق اللاجئين إلى إيطاليا.
وبينت الصحيفة أنه في ألمانيا سجلت حوالي 9 آلاف حالة اختفاء لأطفال قُصر من بين حوالي 35 ألف قاصر قدموا لوحدهم إلى ألمانيا. كما أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها ألمانيا، إلا أن ذلك لم يمنع العديد من الأطفال من الهروب من رقابة السلطة.
وحسب معلومات رسمية استقتها الصحيفة من الشرطة، فإن من بين الحالات المسجلة، كانت هناك حالات لم تتمكن شرطة برلين من تحديد مصيرها، وأطلقت على هذا النوع اسم "الطفل الشبح". وتفسر وزارة الداخلية الألمانية أسباب هذه الاختفاءات بمواصلة هذه المجموعة سفرها بحثا عن أقاربهم في أماكن أخرى من ألمانيا أو
أوروبا. وتضيف الصحيفة أن هناك مؤشرات تقول إن الكثير منهم قد سافروا إلى السويد والنرويج والمملكة المتحدة.
وبينت الصحيفة أن منظمة الاتحاد الألماني للاجئين القصّر غير المصحوبين بأحد أفراد عائلاتهم؛ انتقدت عدم وضع قوانين وآليات تسمح لهؤلاء الأطفال بالسفر مباشرة من الدول الأوروبية الأولى إلى دول أوروبية ثانية يتواجد فيها أقاربهم.
ووفقا لأحد العاملين بهذه المنظمة، فإن غياب إجراءات ناجعة؛ يدفع الأطفال اللاجئين إلى طلب خدمات غير قانونية، أو العمل ضمن منظمات إجرامية. وعموما، هناك مناطق تزدهر فيها الجرائم في العاصمة الألمانية وتستقطب الأطفال اللاجئين، حيث تشهد هذه المناطق أساسا انتشار عمليات السرقة وتجارة المخدرات، فضلا عن شبكات الدعارة.
وفي الختام، بينت الصحيفة أن شرطة برلين أشارت إلى تسجيل حالات سرقة فقط في صفوف الأطفال اللاجئين. أما في اليونان، فقد سجلت عديد الحالات لمراهقين يتاجرون بالمخدرات.