لم تصمد مقررات مؤتمر
الشيشان المثير للجدل والذي حصر أهل السنة بالأشاعرة والماتردية فقط دون "
السلفية" ، بعد بروزسلسلة من التراجعات وإعلان البراءة والانسحاب من مقررات ومخرجات المؤتمر ، وعلى رأسها عزم الرئيس الشيشاني زيارة الرياض وتقديم اعتذار ، بحسب صحف سعودية.
وقالت صحيفة "سبق" السعودية إن الرئيس الشيشاني رمضان قادريوف الذي رعى المؤتمر في العاصمة غروزني من المتوقع أن يزور الرياض خلال الأسابيع المقبلة لتقديم اعتذار رسمي عن مخرجات المؤتمر.
ونقلت سبق عن قاديروف رفضه "أن تكون غروزني أو المؤتمر الذي عقد فيها قد تسبب في انقسام للمسلمين ولن نسمح يومًا بممارسة أي عمل في غروزني يتسبب بهذا".
ولم يكن قاديروف الوحيد الذي تبرأ من المؤتمر إذ أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب أن المؤتمر "استغل من قبل المتربصين بالأزهر" بالإضافة لإعلانه البراءة مما ورد في بيانه الختامي .
الباحث والمحلل السياسي محمد المختار الشنقيطي قال إن قاديروف "رجل بهلوان قدم نفسه على أنه قائد وأفكاره متقلبه بشكل دائم واعتزامه الاعتذار للرياض يهدف للحصول على مكسب براغماتي".
وأوضح الشنقيطي لـ"
عربي21" أن قاديروف "لا يتحرك من رأسه وهو جزء من معسكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويتحرك بأمره" وشدد على أن روسيا "لا ترغب بالتصعيد مع السعودية وتحاول استرداد العلاقة معها في ظل التوترات الجارية بالمنطقة على خلفية الملف السوري لذلك تقوم بإرسال قاديروف الموظف للاعتذار عن المؤتمر الذي عقد بعلمها".
ولفت إلى أن اعتذار شيخ الأزهر أحمد الطيب لا يختلف عن اعتذار قاديروف وهو الآخر "أداة لنظام السيسي وبراءته من المؤتمر سببها أن السيسي يرغب بدروه في تهدئة التوتر الساخن مع الرياض " .
بدوره قال المفكر الإسلامي السعودي الشيخ باسم العطاس وهو أحد أتباع المدرسة
الصوفية إن تراجع الرئيس الشيشاني وشيخ الأزهر عن المؤتمر كان واجبا منذ أشهر لما تسبب به المؤتمر من "توسيع للشرخ وتعميق للخلافات بين تيارات الأمة الواحدة".
وأوضح العطاس لـ"
عربي21" أن أولى الضربات التي وجهت للمؤتمر كانت من شيخ مدرسة حضرموت الصوفية الشيخ الحبيب أبو بكر المشهور ، مشيرا أن المدرسة الصوفية لم تكن على قلب رجل واحد في مؤتمر "أهدافه غير مريحة".
ورأى أن الخطأ الأكبر في المؤتمر كان وضع الدين في فوهة المدفع لتحقيق مكاسب سياسية وكله جاء على حساب الأمة وزرع ضغائن جديدة لمصلحة بعض الأطراف التي تقف وراء المنظمين.
وأضاف: "هناك شخصية كان الأولى أن تكون في مقدمة المعتذرين عن المؤتمر وهو الداعية اليمني الحبيب علي الجفري وهو المنظم له لما أحدثته الدعوة من فتنة بين المسلمين".
وانتقد الجفري في توجهاته وقال إنه "صنع العديد من الخصوم له داخل المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية وللأسف الجهة التي تدعم مواقفه تستخدمه لتوجيه السهام نحو السعودية".
وكشف العطاس عن أن جهات كانت تتحضر لعمل مؤتمر "الشيشان 2" لذات الغرض مشيرا إلى أن "توقيت الأول لم يكن بريئا وتزامن مع موسم الحج والهجوم الإيراني الطائفي على السعودية والثاني كانت النوايا لتنظيمه عقب قرار المملكة وقف إمدادات النفط عن مصر".
وكانت مؤسسة طابة التي يترأسها الداعية اليمني الحبيب علي الجفري ومقرها الإمارات عقدت مؤتمرا في العاصمة الشيشانية غروزني في شهر آب/ أغسطس من العام الجاري تحت شعار "من هم أهل السنة" تسبب في غضب واسع لاستثائه السلفية من هذه الدائرة.
وحصر المؤتمر في حينه أهل السنة بـ"
الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه وأهل التصوف" وهو الأمر الذي رأت فيه السعودية والتيارات السلفية في العالم الإسلامي موجها ضدهما .