اليمين الفرنسي يقدم فيون المعجب ببوتين للانتخابات الرئاسية
باريس – أ ف ب28-Nov-1612:02 AM
شارك
فيون هزم ساركوزي وجوبيه - أ ف ب
أظهرت نتائج جزئية مساء الأحد أن اليمين الفرنسي اختار فرنسوا فيون مرشحه إلى الانتخابات الرئاسية بوجه منافسه آلان جوبيه، فيما تشير التقديرات إلى أن الفائز سيكون في موقع قوة ليصل إلى الإليزيه في 2017.
وبعد فوزه المفاجئ في الدورة الأولى، نال فيون (62 عاما)، صاحب المشروع الاقتصادي الليبرالي نسبة 69,5% من الأصوات في الجولة الثانية، مقابل 30,5% لمنافسه رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه، وفقا لنتائج 2121 مكتب اقتراع من أصل 10228.
وستصدر النتائج النهائية بعد الساعة 22,00 ت غ.
وسارع جوبيه إلى الإقرار بهزيمته، وهنأ فيون على "فوزه الكبير" متمنيا له "حظا طيبا" في حملته الانتخابية الرئاسية مؤكدا تقديم الدعم له.
وكان فيون الذي يهوى سباق السيارات أزاح "رئيسه" السابق نيكولا ساركوزي في الجولة الأولى، الأحد الماضي.
وقد فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها بين الساعة 7,00 و18,00 ت غ للمشاركة في هذه الانتخابات التمهيدية، التي يجريها اليمين للمرة الأولى.
يعتبر فيون الذي حقق فوزا مفاجئا في الدورة الأولى من انتخابات اليمين التمهيدية ليبراليا مؤيدا للحلول الصادمة، من أجل تقليص دور الدولة في الاقتصاد ويتبنى برنامجا اجتماعيا محافظا.
أما جوبيه وهو أكثر اعتدالا، فيدعو إلى "إصلاحات في العمق" من دون صدمات.
واستقطبت الانتخابات التمهيدية الفرنسية للتيار اليميني أعدادا كبيرة من الناخبين من خارج صفوف أحزاب اليمين، إذ شارك نحو 4,3 ملايين شخص في الدورة الأولى، الأحد الماضي وتابع أكثر من ثمانية ملايين مشاهد المناظرة الأخيرة بين المرشحين مساء الخميس.
وقبل ساعتين من إغلاق مكاتب الاقتراع، سجلت المشاركة في الجولة الثانية نسبة أكثر بـ 4,5% مقارنة بالجولة الأولى.
فالرهان كبير أمام ضعف وانقسام اليسار والفائز في انتخابات اليمين لديه فرصة كبيرة لأن يقف خلال أقل من ستة أشهر أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن والفوز عليها، وفق استطلاعات الرأي.
فاز فيون البالغ من العمر 62 عاما بفارق كبير في الدورة الأولى بحصوله على 44% من الأصوات، رغم أن فرصته ظلت لفترة طويلة تعتبر ضئيلة، ما أدى إلى إعادة خلط الأوراق بعد أن كان الجميع يتوقع أن تدور المنافسة بين ساركوزي وجوبيه البالغ من العمر 71 عاما.
حصل جوبيه على 28% من الأصوات بعد أن كان يتقدم استطلاعات الرأي، وبذلك خرج ساركوزي البالغ من العمر 61 عاما من السباق إلى غير رجعة.
وإثر الفور أعلن ساركوزي تأييده لفيون فرجح الكفة لصالحه.
أنا أرسم طريقي
حاول جوبيه رئيس بلدية بوردو في جنوب غرب فرنسا تقليص الفارق عبر تكثيف الهجمات على مواقف فيون وبرنامجه، فوصفه بأنه "مغال في ليبراليته" و"غير موثوق" لا بل إنه "فظ"، منتقدا وعوده بإلغاء نصف مليون وظيفة في القطاع العام خلال خمس سنوات.
وهاجم جوبيه فيون كذلك باعتباره "تقليديا"؛ لأنه أبدى تحفظات شخصية على الإجهاض انطلاقا من معتقداته الكاثوليكية، وبأنه يحظى بتأييد معارضي زواج المثليين وحتى قسم من اليمين المتطرف.
كما انتقده كذلك على "مجاملته المفرطة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورد فيون الخميس بقوله: "صحيح أن مشروعي أكثر راديكالية، وربما أكثر صعوبة"، متهما جوبيه بالمقابل بأنه "لا يريد أن يحدث تغييرا حقيقيا".
وأمام الآلاف من أنصاره في آخر اجتماع انتخابي في باريس مساء الجمعة، قال فيون بثقة ظاهرة: "أنا أرسم طريقي من خلال برنامج يعلن راديكاليته ويظهر جرأته".
والانتخابات التمهيدية لليمين مفتوحة أمام الجميع؛ إذ شارك كثيرون من ناخبي اليسار الذين أرادوا إقصاء ساركوزي في الدورة الأولى. وبعد تحقيق رغبتهم تلك قال البعض إنهم سيكتفون بذلك، لكن الاختراق الذي حققه فيون الذي يعتبرونه ليبراليا رجعيا شحذت همم البعض.
وأيا كانت نتيجة التصويت، فسيؤدي إلى تسارع الخطى في المعسكر الاشتراكي الذي سينظم بدوره انتخاباته التمهيدية في كانون الثاني/يناير، ويدعو إلى تقديم الترشيحات قبل منتصف كانون الأول/ديسمبر.
ويتوقع أن يعلن فرنسوا هولاند الذي تدنت شعبيته إلى أدنى مستوى، إن كان يريد الترشح لولاية ثانية قريبا. ولكنه قد يصطدم بطموح رئيس الوزراء مانويل فالس.
وعزز فالس الضغوط على هولاند بإعلانه في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، أنه لا يستبعد ترشحه لانتخابات اليسار التمهيدية.