عادت من جديد سياسة الاستفزاز الإسرائيلي بالسماح للمتطرفين اليهود باقتحام باحات المسجد الأقصى وزيادة ساعات التواجد داخل أسواره ساعة إضافية ، على الرغم من وجود اتفاق أردني إسرائيلي يمنع ذلك ، ما يستدعي تحركا أردنيا رسميا بالنظر للوصاية الأردنية المتفق عليها مع تل أبيب والسلطة الفلسطينية .
وفي أول رد فعل رسمي على القرار رفضت دائرة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس المحتلة بشدة ما أبلغته شرطة
الاحتلال للدائرة بزيادة ساعة صباحية للاقتحامات.
وقال مدير عام الأوقاف الشيخ عزام الخطيب في بيان له "إن البلاغ للدائرة هو فرض واقع جديد ورضوخًا لليمين المتطرف الذي يحاول زعزعة الأمور في المسجد الأقصى"، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية تتحمل مضاعفات ما قد ينتج عنه من استفزازات واقتحامات.
وأضاف " هذا اعتداء على وصاية الملك عبد الله الثاني بن الحسين التي سندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة، وأن محاولة إسرائيل العمل على تطبيق التقسيم الزماني والمكاني ستفشل بإذن الله".
برنامج واضح
وأوضح أن هذا يعبر عن سوء نوايا "إسرائيل" في محاولة تطبيق التقسيم الزماني والمكاني، وتصعيد خطير بحق المسجد الأقصى، ولابد من وقفه.
النائب في البرلمان الأردني سعود أبو محفوظ اعتبر في حديث لـ"
عربي21 "أن الاحتلال يهدف من وراء هذه الخطوة إلى مزيدا من التهويد للقدس وصولا لبناء الهيكل المزعوم ومن ثم تكوين الدولة اليهودية الخالصة وعاصمتها القدس .
وقال أبو محفوظ "الاحتلال لديه برنامج واضح وأجندة لا يتراجع عنها ؛ وفي مقابل ذلك الموقف العربي ضعيف متذبذب خالي من البواعث الدينية ما شجع الاحتلال على التمادي في القدس والحرم الشريف".
من جهته أكد النائب الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني في حديث لـ"
عربي 21" أن الاحتلال يصعد في المسجد الأقصى المبارك عبر السماح بالاقتحامات اليومية للمستوطنين لإقامة طقوسهم وشعائرهم المزعومة محذرا من خطورة هذه الخطوة باعتبار أن لها ما بعدها.
الهيكل المزعوم
وأشار أبو حلبية إلى فرض الاحتلال لواقع التقسيم الزماني داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك منذ أكثر من عامين ؛ حيث يقتحم المستوطنون الأقصى في الفترة الصباحية وبعد الظهر أيضا بحماية كاملة ورعاية من قوات الاحتلال التي توفر لهم كل الدعم والمساندة .
وأوضح النائب أن الاحتلال يحاول فرض التقسيم المكاني لأماكن معينة داخل المسجد الأقصى المبارك حيث يسمح بوجود اليهود فيها فقط دون المسلمين؛ كالساحة الموجودة أمام المسجد القبلي من الجهة الشمالية للأقصى ؛ والجهة الشرقية من مسجد قبة الصخرة المشرفة حيث يعتبر اليهود المنطقة "القبلة" لهيكلهم المزعوم المنوي إقامته على انقاض المسجد الأقصى المبارك؛ بالإضافة لأماكن أخرى مثل باب المغاربة والأسباط والحديد.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يسمح بشكل شبه يومي للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى عبر باب المغاربة على فترتين، وتكون في فصل الشتاء من الساعة 7:30 صباحًا وحتى 10:00 صباحًا، إضافة إلى ساعة بعد صلاة الظهر.