في الوقت الذي أعربت فيه عن قلقها الشديد من تدهور العلاقات بين
السعودية وزعيم الانقلاب في
مصر عبد الفتاح
السيسي، وبروز مؤشرات على عدم استقرار نظام الأخير، فقد أشادت
إسرائيل بالتعاون الاستخباري القوي وغير المسبوق الذي يربطها بعدد من الدول العربية.
ونقل معلق الشؤون الأمنية والسياسية بن كاسبيت، عن مصادر عسكرية إسرائيلية، قولها إن التعاون الأمني بين إسرائيل والدول العربية وصل إلى "حد أنه يتم تبادل المعلومات الاستخبارية بالغة الدقة والأهمية من اليد إلى اليد".
وفي تقرير نشره موقع "يسرائيل بالس" اليوم الثلاثاء، وترجمته "
عربي21"، نوّه كاسبيت إلى أن إسرائيل تبدو مرتاحة تماما إلى "أنماط أخرى من التعاون بينها وبين الدول العربية".
واستدرك كاسبيت قائلا إن هناك مشكلتين "تواجهان تحالف إسرائيل مع المعسكر السنّي المعتدل، وهما: تفجر العلاقات المصرية السعودية، ومؤشرات عدم استقرار نظام السيسي بسبب الضائقة الاقتصادية".
وأضاف: "إسرائيل تتقطع حاليا بين السعودية ومصر، فهي من ناحية تؤيد موقف السعودية المتحفظ من العلاقة بين مصر وإيران وسوريا، لكنها في الوقت ذاته تستفيد من تعاون السيسي المكثف وغير المسبوق، لا سيما في مواجهة داعش وحركة حماس".
وأوضح كاسبيت أن المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدث إليهم مؤخرا "يبدون قلقا شديدا إزاء خطوات السيسي على الصعيد الاقتصادي التي فاقمت الأوضاع المعيشية سوءا، وتنذر بإشاعة أجواء من عدم الاستقرار في مصر والمنطقة".
وشدد كاسبيت على أن ما يفاقم التحديات أمام إسرائيل، حقيقة أنها باتت مطالبة بالعمل بشكل مكثف لدى إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لمواجهة بعض الأصوات الجمهورية التي تطالب بوقف المساعدات لنظام السيسي بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان".
ونوّه إلى أن إسرائيل تستنفر حاليا كما استنفرت في السابق، من أجل ضمان عدم إقدام واشنطن على أي خطوة تقلص من هامش المناورة أمام السيسي، خوفا من أن يتم المسّ بنظام حكمه.
وشدد كاسبيت على أن فكرة السلام الإقليمي التي يتعلق بها الساسة اليمينيون في إسرائيل لن يكتب لها النجاح في حال ظل الصراع السعودي المصري قائما، وفي حال سقط نظام السيسي.