سياسة عربية

داعية مؤيد للانقلاب يصف عبارة قالها السيسي بالكفر (شاهد)

الشيخ مصطفى العدوي من شيوخ السلفية المؤيدين للسيسي- أرشيفية
اتهم الشيخ مصطفى العدوي، أحد علماء السلفية في مصر، قائل عبارة: "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا؟"، بأن كلامه "كفر" ووصفه بالجهل؛ وذلك دون أن يعلم الشيخ أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي هو من قال تلك الجملة أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الخميس الماضي.

وعبر برنامجه "أهل الذكر" والذي يبث عبر شاشة قناة "الندى" الفضائية التابعة لشيوخ السلفية، رد الشيخ العدوي، المؤيد للسيسي، على سؤال أحد المشاهدين الجمعة، حول حقيقة إيمان من يقول "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا؟"؛ بقوله على الهواء مباشرة "إن هذا الكلام كفر، وعلى قائله الجاهل أن يستغفر الله".



إلا أن إدارة قناة الندى قامت باجتزاء فتوى الشيخ عندما أعادت إذاعة حلقة الشيخ العدوي، فيما تم رفع المقطع الخاص بالفتوى من موقع يوتيوب.

وكان السيسي قد قال أثناء احتفال مصر بالمولد النبوي الشريف، الخميس الماضي، بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر في القاهرة بحضور شيخ الأزهر و500 شخصية دينية وسياسية في معرض دفاعه عن أمن مصر "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا"، وهو ما قوبل بردود فعل غاضبة من المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

"لم يكفر وكفره عليه ألف دليل"

المفكر المصري، وأستاذ الفقه وأصوله والسياسة الشرعية، الدكتور عطية عدلان، يرى الأمر على خلاف ما أفتى به الشيخ العدوي، وقال: "الحقيقة أن كلمة السيسي هذه لا تستدعي تكفيره، لأن سياق الكلام الذي يتحدث فيه السيسي يفيد أن المعنى أن الله معنا، ومن ثم فلن يغلبنا إلا من يغلب الله، وبالتالي فلن يغلبنا أحد لأن الله معنا".

وأضاف عدلان لـ"عربي21": "مع أن كلمة السيسي هذه خارج إطار الكفر؛ لكن كفر السيسي عليه ألف دليل غير هذا الكلام (الهايف)، وأفعاله وجرائمه ومجازره هي دليل كفره".

"العدوي شيخ متطرف"

ماهر فرغلي، الكاتب المهتم بشؤون الجماعات الدينية، قال حول فتوى الشيخ العدوي لمن يقول عبارة السيسي: "هذه هي مشكلة السلفيين؛ ولا بد للتكفير من مناطات أهمها: إذا كان القول في نفسه كفر، لا يقال كفر إلا بثبوت شروط، وانتفاء موانع".

ويضيف فرغلي لـ"عربي21": "شروط التكفير منها العقل، التكليف، وانتفاء مانع الجهل، والتأويل، والإكراه، وعدم القصد، وأعتقد أن الجهل وعدم القصد ينطبقان على السيسي الذي لو سألته لأجابك بمقصد آخر، كما أن من يكفر هو عالم مجتهد بعد إقامة الحجة البالغة الدامغة ونقاش مطول مع الشخص الذي تم تكفيره وهذا لم يحصل".

وانتقد فرغلي الشيخ السلفي بقوله: "العدوي جاهل وللأسف هناك شباب يسمعون له ويكفرون المسلمين فيما بعد، وعلى السلفية أن تراجع ذاتها، فهم سبب بلايا في الأمة، والعدوي يعلم ما قيل على لسان السيسي، ويقصد ما قاله، لكن العدوي شيخ متطرف" بحسب قول فرغلي.

"عذره بالجهل"

ويرى سمير العركي القيادي بالجماعة الإسلامية أن الشيخ العدوي لم يكفر أحدا عبر فتواه، وقال: "إن الشيخ لم يكفر أحدا، بل قال هذا (قول كفر) وعلى قائله الجاهل أن يستغفر الله، ولم يقل إن عليه نطق الشهادتين مرة أخرى ليعود لإيمانه، فالشيخ عذر قائل العبارة بالجهل، دون أن يكفره بقول صريح".

العركي في حديثه لـ"عربي21"، أكد أن للتكفير ضوابطه، وأن ما قاله الشيخ العدوي ردا على السائل جاء متسقا مع ضوابط التكفير، فالقول قد يكون كفرا ولكن لا يكفر قائله إلا بتوفر شروط وانتفاء موانع، ومنها شرط القصد والاختيار وانتفاء عارض الجهل، وهنا يجب مساءلة الشخص وبيان مقصده وتوضيح خطورة ما قال قبل إصدار أي حكم.

أخطاء سابقة للسيسي

وللسيسي عدة أخطاء دينية سابقة أثناء خطاباته، كان أهمها قوله في 20‏ آذار/مارس 2014 قبل رئاسته لمصر: "الأمر اللي ميرضيش ربنا إحنا بندعمه ونأيده وهنبقى معاه"، ثم مناجاته الله تعالى عبر إحدى خطابات في 24 حزيران/يونيو 2014، بقوله: "يارب حضرتك تساعدنا"، ثم مطالبته بذكرى المولد النبوي، كانون الثاني/يناير 2015، بتجديد الخطاب الديني بقوله: "توجد نصوص وأفكار تم تقديسها على مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب أوي لدرجة أنها بتعادي الدنيا كلها"، وهي المواقف التي أثارت غضب الكثير من المصريين والمسلمين عبر مواقع التواصل في حينها.