أثبتت نتائج
الانتخابات، وفقا للبيانات الصادرة عن دار الوثائق القومية، أن هيلاري
كلينتون، التي خسرت الانتخابات ضد منافسها دونالد
ترامب، تحصلت على عدد من الأصوات يفوق عدد الأصوات التي تحصل عليها
أوباما خلال سنة 2012 والتي فاز من خلالها بالانتخابات.
وأظهرت هذه النتائج أن كلينتون تفوقت على ترامب بأكثر من 2.5 مليون صوت.
في الواقع، وبغض النظر عن فوز أوباما خلال سنتي 2008 و2012، تحصلت كلينتون على عدد من الأصوات يفوق أي مرشح رئاسي آخر في تاريخ الولايات المتحدة.
لكن الولايات المتحدة تملك المزيد من الناخبين أليس كذلك؟
شهدت الولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في عدد السكان خلال القرن الماضي، وهذا ما يفسر سبب حصول كلينتون على أصوات أكثر من المرشحين السابقين. وقد شهدت هذه الانتخابات تسجيل 200 مليون ناخب للمرة الأولى في التاريخ.
وبالتالي، فإن نسبة التصويت لكلينتون قد تكون أكثر من عدد الأصوات التي تحصلت عليها.
وكانت آخر مرة فاز فيها مرشح في التصويت الشعبي وخسر في انتخابات سنة 2000، عندما تحصل الرئيس بوش على 500 ألف صوت أقل من آل غور، إلا أنه تمكن على الرغم من ذلك من الفوز في الانتخابات.
فكيف يمكن مقارنة إجمالي الأصوات التي تحصلت عليها كلينتون بنمو عدد السكان؟
وفقا لأستاذ العلوم السياسية في جامعة ستانفورد ديفيد برايدي، فإن انتخابات سنة 2004، سجلت نسبة مشاركة أعلى للناخبين مقارنة بنسبة المشاركين في الانتخابات الأخيرة بحوالي 1.7 بالمائة.
وفي حال شهدت الانتخابات الأخيرة نفس نسبة المشاركين في انتخابات 2004، فإن حوالي مليوني ناخب كانوا سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع.
هل يعتبر ذلك مهما؟
تفوق ترامب على كلينتون في انتخابات المجمع الانتخابي، حيث تحصل على 306 أصوات في حين تحصلت كلينتون على 232 صوتا، وهو ما يعني أن حملة إعادة فرز مرشحة حزب الخضر السابقة جيل ستاين في كل من ميشيغان، ويسكونسن، وبنسلفانيا، لن تغير المعادلة الانتخابية.
وقد شبه السيد برايدي ذلك بنهائيات كأس العالم للبيسبول سنة 1690، عندما سجل نيويورك يانكيز 55 نقطة في حين حصل فريق بيتسبرج بايرتس على 24 نقطة فقط، لكنه فاز في المباراة بأربعة أشواط مقابل ثلاثة.
وقال الباحث في معهد هوفر في جامعة ستانفورد، بيل والن إن "كلينتون لم تتمكن من الفوز نظرا لأنها لم تتحصل على عدد كاف من أصوات الناخبين في الولايات الحاسمة، حيث تركز التصويت غير المتكافئ لها داخل الولايات التابعة للحزب الديمقراطي على غرار كاليفورنيا، ونيويورك، وإلينوي، وماساتشوستس.
وعلى الرغم من أن التصويت الشعبي لا يغير من النتيجة، إلا أنه استطاع دحض الحجة التي تفيد بأن كلينتون فشلت في حشد الديمقراطيين، مما يمنح مناصريها نوعا من الإثبات حول مدى تأييد الديمقراطيين لها.
في الواقع، كانت نسبة تفوق ترامب في بعض الولايات المتأرجحة الرئيسية أقل من عدد الأصوات التي تحصلت عليها السيدة ستاين، مرشحة الحزب الثالث، إلا أن هذه النسبة الضئيلة التي تفوق بها ترامب في كل من ولاية ميشيغان، وويسكونسن، وبنسلفانيا ساعدته على تولي منصب الرئاسة.
في المقابل، أكد تحليل السيد برايدي لبيانات الناخبين في ولايات بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن، فضلا عن ولاية مينيسوتا، أنه على الرغم من أن المناطق التي فازت فيها كلينتون بأكثر من 70 بالمائة شهدت ارتفاعا في عدد السكان، إلا أن الإقبال على الانتخابات كان ضعيفا.
من جهة أخرى، شهدت المناطق، التي تمكن فيها ترامب من الفوز بأكثر من 70 بالمائة، تراجعا في عدد السكان وارتفاعا في نسبة الإقبال على الانتخابات. وبالتالي، فإن هذا التحليل يؤكد أن كلينتون لم تكن قادرة على الظفر بأصوات الناخبين في الولايات الرئيسية، على عكس ما فعله باراك أوباما سنتي 2008 و2012.
هل يملك ترامب تفويضا؟
كان فوز كلينتون في التصويت الشعبي مريرا بالنسبة لبعض الديمقراطيين، الذين أكدوا أن ترامب تجاهل دعم كلينتون ويحكم بتفويض لا يملكه.
وقد تفاخر كل من نائب الرئيس المنتخب، مايك بنس والرئيس السابق للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، راينس برايبوس بما اعتبراه فوز ترامب "الساحق".
وقد صرح والن أن ترامب لا يمكن له أن يدعي، بصفة خالصة، امتلاكه لتفويض، مشيرا إلى أن الرئيس أوباما لم يدع هو الآخر سنة 2008 حصوله على تفويض على الرغم من فوزه بالتصويت الشعبي، فضلا عن حصوله على 365 صوتا في المجمع الانتخابي.
وأضاف السيد والن أنه يمكن لترامب أن يدعي ولايته بالمعنى الفكري والعاطفي، مشيرا إلى أن رفض المجتمع المدني للنظام السياسي والوضع الراهن انعكس على ترشيح ترامب.
وذكر السيد والن أن المشكلة في الفوز بالتصويت الشعبي تضيف مشاعر قاسية وسلبية حول الانتخابات.