حظي قرار
مجلس الأمن الدولي بشأن
إدانة الاستيطان الإسرائيلي بقبول
فلسطيني، حيث وصفته الرئاسة الفلسطينية بأنه "صفعة كبيرة لإسرائيل"، واعتبرته حركتا "
حماس" و"
الجهاد الإسلامي" إدانة لسياسة الاحتلال العدوانية. إلا أن مختصين فلسطينيين رأوا أنه لن يكون لهذا القرار أي تأثير إيجابي على أرض الواقع.
واعتمد مجلس الأمن الدولي بأغلبية ساحقة، الجمعة، مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية والشطر الشرقي من مدينة القدس)، تقدمت به كل من نيوزيلندا وفنزويلا والسنغال وماليزيا، عقب قيام مصر بسحبه، ما دفع الوزير الإسرائيلي غلعاد أردان إلى القول إن ما فعلته مصر "إنجاز دبلوماسي" وفق ما نقلته إذاعة "صوت إسرائيل".
ولأول مرة منذ 36 عاما؛ يصوت لصالح قرار فلسطيني 14 عضوا بمجلس الأمن، بينما امتنعت أمريكا عن التصويت على القرار الذي اعتبر إقامة المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي، وطالب بوقف فوري للأنشطة الاستيطانية، مؤكدا أن أي تغيير على حدود عام 1967 يُعترف به إلا بتوافق الطرفين؛ الفلسطيني والإسرائيلي.
وندد ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرار، وقال: "نرفض هذا القرار المشين المعادي لإسرائيل، ولن نلتزم بأي من شروطه"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
أما الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، فأكد لوكالة "وفا" الرسمية أن قرار مجلس الأمن "صفعة كبيرة للسياسة الاسرائيلية، وإدانة بإجماع دولي كامل للاستيطان، ودعم قوي لحل الدولتين".
تطور مهم
وثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" القرار على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، الذي وصفه بأنه "يمثل تطورا وتحولا مهما في المواقف الدولية الداعمة للحق الفلسطيني بالمحافل الدولية"، مطالبا بـ"المزيد من المواقف المساندة لعدالة قضيتنا، والعمل على إنهاء الاحتلال".
بدوره؛ اعتبر القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، داود شهاب، أن القرار "إدانة واضحة لسياسات الاحتلال وعدوانه، وانتصار للشعب الفلسطيني".
وقال إن "هناك رأيا عاما دوليا يتشكل ضد إسرائيل وسياساتها"، مؤكدا أنه "بات من الممكن عزل إسرائيل ومقاطعتها وملاحقتها في كل المحافل الدولية؛ بسبب ما ترتكبه من جرائم".
وحول المطلوب عربيا؛ لفت شهاب إلى ضرورة أن "يتحرر الرسميون العرب من عقدة الخوف والتبعية والارتهان، وأن يوقفوا الهرولة نحو التطبيع والتنسيق مع الاحتلال"، مطالبا بـ"تحرك جاد وفاعل في مواجهة إسرائيل وردعها عن جرائمها المتواصلة".
خطوة معنوية
من جانبه؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، إن قرار مجلس الأمن هو "خطوة معنوية إيجابية لصالح الفلسطينيين، ودليل على تراجع إسرائيل على المستوى الدولي"، مؤكدا أن القضية الفلسطينية "ما زالت تكسب اصطفافات جديدة، ودعما دوليا واسعا".
وأضاف لـ"
عربي21": "أما من الناحية العملية؛ فهي خطوة غير كافية وغير مؤثرة على أرض الواقع، ولن يستجيب لها الاحتلال، أو تشكل له هاجسا أمام توسعه الاستيطاني".
وتابع: "على السلطة الفلسطينية أن تستثمر هذا القرار لتفعيل الضغط الدولي في اتجاه وقف الاستيطان المستمر على الأرض".
وقال المدهون إن "المستوطنات أضحت كيانات غير شرعية بالمنظور الأممي والشرعية الدولية"، لافتا إلى أنه "يمكن تطويق ومقاضاة الاحتلال وحكومته عبر رفع قضايا ضده في محكمة الجنايات الدولية؛ من أجل إزالة وتفكيك المستوطنات، ووقف سياسية الاستيطان".
وأشار إلى أهمية "تفعيل المقاومة الشعبية والعسكرية التي تستهدف المستوطنات الإسرائيلية"، ذاهبا إلى أن "المقاومة بعد هذا القرار؛ باتت تحظى بشرعية دولية" على حد قوله.
رسالة معتدلة
بدوره؛ قال الكاتب والمحلل السياسي، زهير الشاعر، إن عدم استخدام أمريكا لحق النقض (الفيتو) يُعدّ "سابقة لها أبعادها، خاصة أن التصويت على القرار جاء قبل انتهاء فترة الرئيس الأمريكي باراك أوباما"، معتقدا بأن أوباما "حرص على ما يبدو؛ على أن ينهي فترة رئاسته بإرسال رسالة معتدلة للعالم العربي والفلسطينيين بشكل خاص".
وأضاف لـ"
عربي21" أن هذا القرار "الحيوي والهام الذي صدر عن مجلس الأمن، قد يكون حافزا للإدارة الأمريكية الجديدة للعمل بجد من أجل إرساء عملية سلام حقيقية في المنطقة، وإنجاز حل الدولتين" وفق تقديره.