دعا القائم بأعمال المرشد العام لجماعة
الإخوان المسلمين
المصرية محمود عزت، إلى التكامل بين العمل الدعوي والثوري، مؤكدا أن هذا التكامل ضرورة حياة للأمة.
وأشار- في بيان له الأربعاء- إلى أن "التكامل بين الدعوي والثوري نجح في إجلاء جيوش الاستعمار القديم، وبقيت أشكال هيمنة السلطان غير الإسلامي على أوطاننا متمثلة في الحكم العسكري المستبد أو الطائفي الحاقد أو العرقي الجاهلي، وكان هؤلاء أشد إفسادا وتمزيقا للأمة من عسكر الاحتلال، وأكثر تمكينا للعدو الصهيوني في فلسطين والقدس".
وقال "عزت": "ها نحن مقبلون على موجة ثورية جديدة في يناير، فليسارع الثوار جميعا إلى النضال والتضحية العزيزة من أجل أوطانهم وأمتهم ومتطلبات حياتهم وكرامتهم من العيش والحرية والكرامة الإنسانية، كل ذلك يكون في سبيل الله حتى يؤتيهم الله ثواب الدنيا بالنصر والعزة والرفاهية في أوطانهم وريادة الحضارة العالمية وتقديم الخير للناس جميعا ويبقى لهم ما هو أعظم من حسن ثواب الآخرة ورضوان من الله أكبر".
وأضاف: "كان الربيع العربي - وفي القلب منه الثورة المصرية - جولة أخرى في الصراع مع الحاكم المفسد المستبد والثورة المضادة المدعومين من السلطان الأجنبي، وفي هذه الجولة دفعت الثورة العمل الدعوي في مساراته جميعا من التعريف والتكوين والتنفيذ، فاختصرت عشرات السنين في توعية جماهير الأمة بعدد غير قليل من مستهدفات الدعوة ومقاصد الشريعة من العيش الذي يحفظ النفس والحرية التي تحرر الإرادة وتحفظ الدين والعدالة الاجتماعية، وهي من العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض ثم الكرامة الإنسانية التي أرادها الله تعالى لبني آدم".
وأردف: "لما جرت سنة الله باختبار الدعوة والثورة جميعا بالانقلاب والثورة المضادة تأكد هذا التكامل بين الدعوي والثوري، فشكلت الأنشطة الثورية منفذا للدعوة ومحضنا للتربية والتكوين ومجالا للتجديد والابتكار في وسائل المواجهة والمقاومة المجتمعين، بعد أن سُدت منافذ العمل السياسي أو المجتمعي الإصلاحي، وتجدد الأمل في جماهير الثورة بعد أن كاد اليأس يقعدهم أو يهوي بهم في أتون العنف".
واستطرد قائلا: "وأصبح على الثوار جميعا أن يقدموا القدوة العملية في أداء روح التضحية؛ فلا ثورة بغير تضحية، فيكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع، وعلى الثوار جميعا حماية فكر الثورة من التطرف ووسائلها من العنف، بالجلد والصبر الجميل والتراحم والعفو عن الهنات التي تكون من بعضهم أو من الحاضنة الشعبية لهم".
وتابع :"يبقى الحذر ومقاومة صنفين هما: من خان وتولى كبر الانقلاب، فأولئك يصدق فيهم قول الله عز وجل: (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)، وأما من نافق وأعان أو رضي وتابع فأولئك يصدق فيهم قول الله عز وجل: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)، فهولاء نستعين بالله عليهم فهو القادر أن يكف أيديهم أو يصيبهم بعذاب من عنده أو بأيدينا، ولا يزيدنا بغيهم إلا إصرارا وإقداما على نضالنا الثوري الذي هو أقوى من الرصاص".