عبر حزب
العدالة والتنمية المغربي عن استيائه وغضبه من زج أحد أعضاء فريقه البرلماني في وصلة
إشهارية تروج للشعوذة في إحدى القنوات الفضائية
المصرية، ودعا وزير الخارجية إلى التدخل لدى السلطات المصرية لإيقافها، مع تقديم القناة لاعتذار صريح.
وقالت مراسلة للفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية موجهة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، إن القناة الفضائية المصرية "المولد" تبث وصلة إشهارية "بشكل متكرر يوميا لعشرات المرات، فيها تشهير بقصد أو بدونه بأبو زيد المقرئ الإدريسي، النائب البرلماني بفريق العدالة والتنمية، وتلصق صورته المقرصنة من أحد البرامج الثقافية، بإحدى الإشهارات المبتذلة الكاذبة المروجة للدجل والشعوذة".
وطالبت المراسلة الموقعة من طرف منسق الفريق سعد الدين العثماني، اطلعت عليها صحيفة "
عربي21"، من وزير الخارجية بمراسلة سفير المغرب بمصر من أجل مطالبة السلطات المصرية القائمة على الشأن الإعلامي، للاستفسار ولتنبيه القناة المذكورة حول الوصلة الإشهارية.
وأوضح الحزب في مراسلته أن الإشهار "موجه للشعب المصري مصحوب بثلاثة أرقام هاتفية مصرية تدعوا المواطنين بالاتصال بهذا النائب مع تحريف اسمه إلى أبو اليزيد الإدريسي، بزعم حل مشاكلهم النفسية والعاطفية والجنسية والمالية والروحية، من قبيل الثقاف والمس والعنوسة والإفلاس...".
واعتبرت المراسلة أن هذا الإشهار المتكرر بوثيرة عالية، "يأتي في سياق استطلاع رأي مزعوم بأن الناس راضون عن خدمات الشيخ أبو اليزيد الإدريسي المغربي، ويأتون بأشخاص يقدمون شهادات على ذلك، كما يعرضون شهادة تقديرية مزعومة مصحوبة بهذا التصريح: الشيخ أبو اليزيد الإدريسي الحاصل على شهادة تقديرية من الاتحاد العالمي للروحانيات بفرنسا، مع الإدعاء أن حلول الشيخ بالديار المصرية لمدة وجيزة ساهم في حل سبعة آلاف مشكلة".
وكشف الفريق البرلماني أن هذا التوجه من القناة ومثيلاتها لمثل هذه الأفعال ما هو إلا "نزوع تجاري تشارك فيه شركات الهاتف (اتصالات مصر، فودافون، أورانج)، يقوم على النصب والاحتيال، لخداع البسطاء والمساكين ونهب أموالهم، وتقاسم الأرباح بين شركات الهاتف وهذه القنوات النصابة". وتابع: "يزيد الأمر سوءا أن ما تعرضه القناة من مواد فنية هي مجمل ما يبث، هي مواد خليعة وساقطة ورديئة ومفسدة للخلق والذوق".
وأضاف أن "قاصمة الظهر هي إقحام شخصيات بريئة لا خبر لها ولا علم، تتم قرصنة صورها عبر الانترنيت، القاسم المشترك بينها هو اللباس المغربي واللحية، مع إلحاح غريب على أن يذكروا في الإشهار بجنسيتهم، أي أنهم مغاربة".
المراسلة التي وقعها منسق الفريق البرلماني سعد الدين العثماني أوضحت، أن "النائب المفترى عليه مقيم بالمغرب، ولم تطأ قدماه أرض مصر منذ أربع سنوات ونصف بالضبط، ولا علم له بالقصة كلها ولم يسبق له قط أن شاهد هذه القناة ولا له بها أية صلة ولا يشتغل بما يسمونه الروحانيات، وهي عنده مجرد دجل وشعوذة".
والتمس الحزب الذي فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة من وزير الخارجية صلاح الدين مزوار "القيام بما تفرضه الواقعة من حزم لكف هذه القناة عن فعلها، لحجب ذلك الإشهار وتقديم اعتذار في الموضوع"، معتبرا أن هذا الإشهار الذي وصفه بـ"البئيس" يؤكد عنوة على صفة المغربي "لكسب ثقة المشاهد المصري خصوصا والعربي عموما بصدقية الإشهار وربطه بصورة نمطية مغلوطة عن المواطن المغربي، سيما وأن الصورة المقرصنة هي لشخصية مغربية عمومية"، وفق المراسلة ذاتها.
وألح الفريق على "استعجالية الأمر وملحاحيته لأنه يمس بالمغرب والبرلمان وبحزب وطني وفريق محترم وشخصية عامة بريئة بما نسب إليها ترفض رفضا باتا أن تقحم في مثل هذه المدارات المتعفنة".
وليست هذه أول واقعة تستغل فيها القنوات المصرية أسماء شخصيات مغربية وصورها للترويج لوصلات إشهارية مختصة في الدجل والشعوذة، فقد سبق وأن استغلت مجموعة من القنوات المصرية لصورة واسم أحد رموز السلفية بالمغرب ويدعى حسن الكتاني للترويج لبرامجها، الأمر الذي دفع بالأخير لرفع دعوى قضائية عليهم.
وكان صرح لموقع "هيسبريس" المغربي أنه توجه نحو السلطات القضائية المصرية من أجل رفع دعوى قضائية ضد عدد من القنوات ووسائل الإعلام المحلية، بسبب استغلالها لصورته في وصلات إعلانية للرقية الشرعية وفك السحر والشعوذة.
وقال الشيخ السلفي الذي حرف اسمه في هذه الوصلات ليكون "عمر الكتاتني" إن هذه القنوات قد بالغت في الكذب عليه وتمادت في الإساءة إلى صورته، إذ بات اسمه وسيلة للنصب والاحتيال عن طريق إعلانات كاذبة للرقية الشرعية.
ووصف الكتاني هذه المحطات التلفزيونية بـ"قنوات الدجل والسحر" لكونها تكذب على الناس وتأخذ أموالهم بالباطل، مشيرا إلى تلقيه العديد من الاتصالات من مواطني عدد من البلدان العربية كمصر والسعودية يطلبون منه معالجتهم عبر طرق الشعوذة، تارة واسترداد أموالهم التي دفعوها لهذه القنوات تارة أخرى، عل حد قوله.