عانى
المصريون خلال 2016 أزمات اقتصادية وأخطاء سياسية وكوارث أمنية على يد قائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي؛ ونتيجة ذلك طرح محللون عدة تساؤلات عن دور المعارضة المصرية في 2017، مع ذلك الإخفاق، وهل لديها خطط للإطاحة بالانقلاب أو تملك رؤية للتخلص من حكم العسكر، وهل يتخلص المصريون من حالة الخوف ويخرجون للثورة من جديد؟.
ويرى الكاتب الصحفي والمعارض المصري أحمد حسن الشرقاوي، أن "هناك بدايات مبشرة لجمع شمل المناهضين لحكم العسكر في خندق واحد، وأن البداية الحقيقية لهذه الخطوة حدثت بالفعل بتوقيع ميثاق الشرف الوطني في كانون الأول/ ديسمبر الماضي".
خطوة وتفاؤل
وقال أحمد حسن الشرقاوي في تصريح خاص لـ"
عربي21"، "أرجو أن يكون عام 2017 امتدادا لنجاح المناهضين للعسكر والمعارضين للنظام في لم الشمل تحت راية مواجهة هذا النظام الفاشي بما يعد لبنة مهمة من لبنات إسقاط الانقلاب".
وأبدى الشرقاوي تعجبه من سلوك البعض ممن يهاجمون ميثاق الشرف الوطني ويصطفون في هجومهم عليه مع أبواق الانقلاب، وتساءل: "هل يخدم هؤلاء أي مبدأ أو قضية اللهم سوي مصلحة الانقلاب في ضعف وتشتت من يناهضونه أو حتي يعارضونه".
وأضاف الشرقاوي: "وحدة خندق مواجهة الانقلاب أقوي الأسلحة الموجهة له؛ والذين يسعون لتشتيت تلك الجهود لا يخدمون سوي مصالح النظام، خصوصا وأن تلك الجهود تتزامن مع حالة من النضج الثوري ووصول الخميرة الثورية إلي أعلي درجات الاختمار الذي يوشك علي الانفجار بسبب سياسات الظلم والإفقار والتجويع للشعب المصري من جانب نظام عسكري فاشي ظالم".
المسمار الأخير
ويشاركه الرأي الإعلامي في قناة "مكملين" حمزة زوبع، حيث يرى أن"هناك محاولات جادة وفاعلة لتوحيد الصف الثوري عبرخطط ثورية تنفذ على الأرض وأفكار عملية لاستعادة
الثورة ومشاريع واقعية يتم تنفيذها في مرحلة ما بعد نجاح الثورة".
وأكد زوبع لـ"
عربي21"، أن أخطاء السيسي وما أوصل إليه مصر على كل المستويات وما صنعه بالمصريين في كل المجالات خلال 2016، ستكون آخر مسمار في نعشه هو ونظامه في 2017، وأن حالة الخوف التي يعيشها الشعب من بطش النظام على وشك الخروج منها والانطلاق نحو الميادين الثورية".
انقلاب ضد المنقلب
وعلى النقيض يرى محمد منير، أحد وجوه ثورة يناير 2011، والمعارض لحكم العسكر في مصر، إنه "من الصعب التنبؤ بوجود أى مخطط للمعارضة المصرية نظرا لما تعانيه من مشاكل وتطاحن وفرقة"، واعتبر أن المعارضة بكل تنوعاتها وأطرافها في الداخل والخارج "لا تمتلك رؤية واحدة واضحة".
وأكد مدير تحرير صحيفة "اليوم السابع لـ"
عربي21": "أن أخطاء قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى؛ حتما ستنتهي بالانقلاب عليه، والأرجح أنه سيحدث انقلاب عسكري من داخل المؤسسة العسكرية كما فعل السيسي المنقلب على الرئيس محمد مرسي".
وأشار منير إلى أن المصريين مع موجات
الغلاء والفقر أنهوا بالفعل حالة الخوف من البطش الأمني للنظام، ولكنهم يحتاجون قيادة تقنعهم للخروج والثورة ضد ممارسات النظام.
أين هي المعارضة؟
وبصيغة التهكم قالت الناشطة السياسة صفية سري: "في البداية يجب تحديد ما المقصود بالمعارضة؛هل هى كل حزب غير حزب الأغلبية، أم هى كل حزب يمتلك صحيفة تتحدث باسمه، أم من يعارضون من الخارج ويملكون قنوات فضائية".
وبدت صفية في حديثها لـ"
عربي21"، أكثر تشاؤما بقولها: "أعتقد أنه لا توجد معارضة مصرية حقيقية بالمفهوم التنظيمي أو السياسي قادرة على التخطيط أو القيام بأي فعل حقيقي، حتى رد الفعل المدروس المناسب لم تعد قادرة عليه،فهي بحالتها الحالية المترهلة لا تملك إلا بيانات جوفاء فى المناسبات وعليه فلن تستطيع فعل شيئ في 2017 ولا غيره".
فوضى لا ثورة
وأضافت صفية "رغم أخطاء السيسي التي يواصل ارتكابها منذ انقلابه والتي أراها كفيلة بأن تطيح به وبنظامه فإن المشكلة تكمن في عدم وجود معارضة تستطيع الاستفادة من هذه الأخطاء الفادحة، وفي عدم وجود إعلام مهني يستطيع أن يصل بهذه الأخطاء للناس، وبالتالى لن يحدث أى جديد للاسف".
وتتابع صفية بقولها "برغم أخطاء السيسي وما يعيشه المصريون من فقر وجوع وسط الغلاء فإن الشعب لن يثور، لأن الشعوب التى تصل لمرحلة التطبيع مع الدم تستطيع أن تتعايش مع الغلاء والأسعار وبقية الكوارث، ولكن إذا زاد الأمر عن ذلك ربما تكون هناك فوضى لا ثورة".