أعلن رئيس الوزراء
العراقي حيدر العبادي عن انتزاع شرقي
الموصل بالكامل من تنظيم "الدولة"، فيما قال مسؤولون عراقيون اليوم الثلاثاء إن قوات الحكومة سيطرت بالكامل على شرق الموصل بعد مائة يوم من انطلاق الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة لطرد
تنظيم الدولة من المدينة.
وأعلن نائب رئيس البرلمان السيطرة الكاملة على شرق الموصل آخر معقل رئيسي للتنظيم وذلك عقب اجتماع مع رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقال الشيخ همام حمودي في بيان: "اليوم أتممنا تحرير الجانب الأيسر من الموصل بشكل كامل وهي هدية لكل العراق".
من جهته قال المتحدث العسكري العميد الركن يحيى رسول إن الجيش دخل أمس الأحد حي الرشيدية آخر منطقة تحت سيطرة المتشددين على الضفة الشرقية من نهر دجلة.
وأضاف في بيان أن العمليات جارية لتطهير جيب متبق داخل الرشيدية بشمال شرق الموصل.
وقال ساكن من نفس الحي إن الجيش اقتحم المنطقة بعدما دمرت ضربات جوية دبابة وسيارة ملغومة كان المتشددون ينوون استخدامهما في الهجوم على القوات المتقدمة.
وقال ساكن آخر من منطقة زنجلي بالطرف الغربي من الموصل إن مقاتلي التنظيم "وصلوا من الضفة اليسرى ويحاولون إيجاد منازل على الضفة اليمنى"، مشيرا إلى أنهم يفرون أمام تقدم القوات الحكومية، وطلب الساكن عدم نشر اسمه قائلا إن المتشددين يقتلون كل من يتم ضبطهم وهم يتصلون بالعالم الخارجي.
الأمم المتحدة تحذر
من جهة أخرى أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من "مخاطر شديدة" تهدد أكثر من 750 ألف مدني يعيشون في الجانب الغربي من مدينة الموصل، شمال العراق، فيما تستعد القوات العراقية لاستكمال عملياتها العسكرية بعد سيطرتها على الجانب الشرقي من المدينة.
وكانت القوات العراقية بدعم
التحالف الدولي بقيادة واشنطن تمكنت بعد مئة يوم من المعارك الكثيفة من استعادة الجانب الشرقي من المدينة، وباتت تتمركز في مواجهة عناصر تنظيم "الدولة" المتمركزين على الضفة الغربية من نهر دجلة.
وشهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة قتالا ضاريا مع التنظيم الذي خسر معظم المدن التي استولى عليها عبر هجوم كبير شنه في حزيران /يونيو 2014، ويتوقع المراقبون أن تكون المعارك أشد فتكا في الجانب الغربي نظرا للكثافة السكانية ولضيق شوارع الوسط القديمة وانتشار التحصينات فيه.
ونقل بيان عن "ليز غراندي" منسقة الشؤون الإنسانية في العراق: "نأمل أن يتم تأمين كل شيء لحماية مئات الآلاف من السكان المقيمين على الضفة الغربية لدجلة، نحن نعلم بأنهم معرضون للخطر الشديد، ونخشى على حياتهم".
وكانت القوات العراقية استعادت جميع الأحياء الوسطى في الجانب الشرقي وكانت الثلاثاء تقوم بتطهير حي الرشيدية في أقصى شمال المدينة.
وينتشر عشرات آلاف المقاتلين إلى الشمال والجنوب والغرب من مدينة الموصل ما يعني أن عناصر التنظيم باتوا محاصرين في الجانب الغربي من المدينة التي أعلن منها زعيم التنظيم أبو بكر
البغدادي ما يسمى بدولة "الخلافة" عام 2014.
وأفاد سكان من الجانب الغربي ونشطاء أن "الدولة" أجبرت السكان على إخلاء المنازل والمتاجر المحاذية لضفة النهر واتخذوا منها مواقع قتالية.
وقال أحد السكان في منطقة الميدان إن "التنظيم أجبرنا على مغادرة منازلنا دون أن يسمح لنا بأخذ ممتلكاتنا"، مشيرا إلى أنهم "اتخذوا منها مواقع ووضعوا قناصين على السطوح والشبابيك".
وتتمركز قوات النخبة العراقية على الجانب الآخر، في حين تستعد كوادر الهندسة لوضع جسور عائمة للانطلاق والهجوم عبر النهر.
ودمرت جميع الجسور فوق نهر دجلة من قبل التنظيم وطيران التحالف الدولي الداعم للقوات العراقية خلال المعارك الجارية.
الحصار
ورغم تخوف الأمم المتحدة من موجة نزوح غير مسبوقة قبل انطلاق الهجوم لاستعادة الموصل في 17 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلا أنه لم ينزح سوى نحو 180 ألف شخص منها، وبقي نحو 550 ألفا في منازلهم.
وتشير التقديرات إلى وجود حوالي 750 ألف شخص في الجانب الغربي إما لرفضهم ترك منازلهم أو لأن تنظيم "الدولة" يمنعهم من ذلك.
وقالت غراندي: "لا ندري ما الذي سيحدث في غرب الموصل، لكننا لا نستبعد أن يعاني المدنيون من ظروف شبيهة بظروف الحصار أو حصول نزوح جماعي".
وأشارت إلى أنه "حتى الآن كان حوالي نصف الضحايا في الموصل من المدنيين، التفكير بالمخاطر التي تواجه العائلات أمر مرعب".
بدوره، عبر المجلس النرويجي للنازحين الذي يقدم مساعدات للعوائل النازحة في بيان عن قلقه لعدم التمكن من الوصول إلى أحياء غرب الموصل نظرا لحجم الأزمة الإنسانية التي نجمت عن المعارك في الأحياء الشرقية.
وأشار البيان إلى أن "هؤلاء المحاصرين داخل مدينة الموصل في خطر شديد بسبب المعارك ونقص المؤن وبعد 100 يوم من القتال ما نزال عاجزين عن الوصول إليهم".
وعادت الحياة تدريجيا إلى شرق الموصل خلال الأيام القليلة الماضية مع عودة الأطفال إلى المدرسة وفتح المحال التجارية وحركة السيارات في الشوارع.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنه أعيد فتح 30 مدرسة هذا الأسبوع.
وقال ممثل اليونيسيف في العراق بيتر هوكنز إنها "لحظة مهمة بالنسبة لأطفال الموصل بعد الكابوس الذي عاشوه على مدى عامين مع العودة إلى المدرسة والأمل من أجل مستقبل أفضل".
وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى عودة أكثر من 20 ألف نازح إلى منازلهم في الأحياء المحررة.