نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، تقول فيه إن المحللين يتوقعون أن تختبر
إيران تصميم الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب في
الخليج، في الوقت الذي عقد فيه مجلس الأمن اجتماعا طارئا لمناقشة آخر تجارب
الصواريخ التي قامت بها إيران.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الصاروخ الباليستي متوسط المدى، الذي أطلق من منطقة سمنان وسط إيران، قطع أكثر من 600 ميل بقليل قبل أن ينفجر.
وتذكر الصحيفة أن إطلاق هذه الصواريخ جاء وسط تصاعد في التوتر في الخليج، حيث ستقود السفينة الحربية البريطانية "أوشن" مناورات هذا الأسبوع؛ بهدف ردع الاعتداءات الإيرانية في المياه الدولية، مشيرة إلى أنه تم تحذير قادة البحرية البريطانية من أن المناورات المشتركة مع أمريكا وفرنسا وأستراليا قد تصبح هدفا للجهود الإيرانية المستمرة لاختبار تصميم إدارة ترامب.
وينقل التقرير عن مصدر دفاعي خليجي، قوله إن قوات النخبة التابعة للحرس الثوري الإيراني قد تبادر إلى مواجهة بحرية، وأضاف: "هذا سيكون الاختبار الأول.. ثم ينتظرون ردة الفعل".
وتلفت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين وصفوا اختبار الصواريخ بأنه "انتهاك صارخ" لقرار 2015، الذي يهدف إلى وضع حد للبرنامج النووي الإيراني، وقال عنه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه "مقلق جدا"، مشيرة إلى أنه يشكل تحديا مباشرا لإدارة الرئيس ترامب، الذي هدد خلال حملته الانتخابية بإلغاء الاتفاقية النووية مع إيران.
ويورد التقرير نقلا عن مدير العلوم العسكرية في معهد "رويال يونايتد سيرفيسز" بيتر روبرتس، قوله إنه من المؤكد تقريبا وقوع مواجهة أخرى، بعد سلسلة من التحرشات بين السفن الإيرانية والأمريكية العام الماضي.
وتفيد الصحيفة بأن السفينة الأمريكية ماهان، وهي إحدى السفن المشاركة في الألعاب البحرية، أطلقت قذائف تحذيرية تجاه قوارب تابعة للحرس الثوري الإيراني، كانت تسير باتجاه السفن الأمريكية في التاسع من كانون الثاني/ يناير، وتراجعت القوارب بعد ذلك، وتم تجنب وقوع أزمة، مستدركة بأن روبرتس يقول بأنه من غير المعروف كيف سيتصرف الرئيس ترامب إن وصله خبر اعتداء إيراني آخر، وأضاف: "هذا الأمر قد يتطور بسرعة كبيرة، فإن قرر الرئيس أن الأمور وصلت الحد فإننا سنبدأ برؤية العقيدة الـ(ترامبية)".
وينوه التقرير إلى أن ترامب تعهد العام الماضي بأن يقوم بفعل عسكري قوي ضد مثل هذا الاستفزاز، حيث قال أمام تجمع خلال حملته الانتخابية في شهر أيلول/ سبتمبر: "بالنسبة لإيران، عندما يقومون بتطويق مدمراتنا الجميلة بقواربهم الصغيرة، ويقومون بتوجيه شتائم لشعبنا، يجب ألا يكون مسموحا لهم بتوجيهها، فإنه سيتم إطلاق النار عليهم"، لافتا إلى أنه هدد بتمزيق الاتفاقية النووية التي وقعتها إيران مع كل من أمريكا والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا مقابل إنهاء العقوبات.
وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، الذي كان في زيارة إلى طهران أمس، قوله إن اختبار الصواريخ "مناقض لروح" قرار مجلس الأمن، مستدركة بأن نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، رد بالقول إن أي اختبارات لا تعد خرقا للاتفاقية؛ لأن تلك الصواريخ غير مصممة لحمل رؤوس نووية، وأضاف: "نأمل بألا تستخدم الإدارة الأمريكية الجديدة برنامج إيران الدفاعي حجة لخلق توترات جديدة".
وبحسب التقرير، فإن روسيا قالت إنها لا ترى في اختبارات الصواريخ خرقا للقرار، مشيرا إلى أن سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، حذرت إيران الأسبوع الماضي من أن أمريكا "ستبرز قوتها، وترفع صوتها، وتحظى بدعم حلفائها، وتدعم حلفاءها أيضا.. أما أولئك الذين لا يدعموننا فإننا سنسجل أسماءهم".
وتورد الصحيفة نقلا عن دبلوماسي حضر الاجتماع الليلة الماضية، قوله إن هايلي استخدمت لغة أقوى من لغة السفراء السابقين، لكن رد فعل أمريكا كان يتماشى مع سياسة الإدارة السابقة بخصوص اختبارات الصواريخ، وأضاف الدبلوماسي: "اللهجة كانت أقوى، لكن ما يقترحونه من فعل لم يكن واضحا.. وكان العمل عاديا خلال الاجتماع"، منوهة إلى أن المجلس سيقوم بتحويل هذا الشأن إلى لجنة تقوم بالتحقيق في إطلاق الصواريخ.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب تحدث عن إعادة التفاوض على الاتفاقية النووية الإيرانية، مستدركة بأن وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس قال خلال جلسات المصادقة في الكونغرس، بأنه يعتقد بأن العالم أكثر أمنا في ظل هذه الاتفاقية.