نشر موقع "بازفيد" الأمريكي، تقريرا عن التحقيق الذي قام به حول مواطن ألماني يدعى "ماريو رونش"، يدّعي أنه على علاقة مع مجموعة "أنونيموس" تهدف إلى نشر أخبار وهمية ضد
المهاجرين، وبيع
أسلحة غير قانونية لهم، مشيرا إلى أن هذا الشخص "كان قادرا على الهروب والمراوغة من استجوابات السلطات الألمانية".
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن ضباط الجمارك الألمانية داهموا، صباح يوم 24 كانون الثاني/ يناير، 29 منزلا، بحثا عن أسلحة غير قانونية تم شراؤها من موقع مَجَري على الإنترنت، لافتا إلى أنه "على الرغم من تمكن الشرطة من مصادرة جميع الأسلحة؛ فإنها لم تتمكن من القبض على الرجل الذي كان يدير المتجر".
وأضاف التقرير أن المشتبه به ماريو رونش، كان فارا لعدة أشهر من مسؤولي الجمارك والشرطة، ومتهما بارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون في ألمانيا؛ تتعلق بـ"تحريض الشعب" و"نشر معلومات مضللة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وموقع "رونش33" اللذين كان يستخدمهما لنشر أخبار وهمية، ودعاية موالية للكرملين، ومنشورات معادية للمهاجرين.
وبيّن أن منشورات رونش كانت متطرفة للغاية لدرجة أن صحيفة "كمباكت" اليمينية المتطرفة، التي نشرت مؤخرا صورة "لأنغيلا ميركل بشارب هتلر" قد نأت بنفسها علنا عنه، فضلا عن أنها حذرت مرارا السلطات من خطورة الموقع الذي يستخدمه لبيع الأسلحة لقرائه.
وأفاد التقرير بأنه "في الوقت الذي تواجه فيه ألمانيا تحديا كبيرا، وتشهد زيادة كبيرة في موجة الخطابات المعادية للمهاجرين والأجانب في أعقاب الانتخابات التي شهدتها في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي؛ فإن السلطات تواجه صعوبات في تعقب مصادر الأخبار الزائفة".
ونقل التقرير عن السلطات الألمانية قولها إنها كانت تعتقد أن رونش متواجد في المجر، ولكن من خلال صورة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي الروسي "فكونتاكتي" تبيّن أنه متواجد في شبه جزيرة القرم.
وقال التقرير إنه وفقا لما جاء في أقوال السلطات الألمانية لموقع "بازفيد"؛ فإن ماريو رونش بدأ ينشط منذ سنة 2014، من خلال تنظيم مسيرات في بلدة "إرفورت" الألمانية، حيث إنه يظهر في أشرطة فيديو نشرت على موقع "يوتيوب" وهو يهتف إلى الجماهير، ويدعوهم إلى إرساء السلام.
وأوضح أن الصفحات التي كان يديرها رونش؛ تحث على كراهية اللاجئين، وتحرض على العنف، فضلا عن أنه كان ينشر تقارير على موقع "أنونيموس كولاكتيف" تقوم بالتقليل من شأن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وتشيد بإنجازات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "علاوة على ذلك؛ كان رونش ينشر أخبارا مزيفة عن جرائم اغتصاب وعنف يقوم بها اللاجئون".
وذكر التقرير أنه بعد إغلاق السلطات لصفحته الخاصة في "فيسبوك" وموقع "أنونيموس كولاكتيف" في شهر أيار/ مايو؛ قام رونش مؤخرا بإنشاء موقع روسي جديد يدعى "أنونيموس نيوز رو" ينشر من خلاله رسائل مشابهة لما كان ينشره في مواقعه السابقة.
وأضاف أن التقارير المنشورة باللغة الألمانية، التي نشرت على موقع "أنونيموس نيوز"، هي عبارة عن مجموعة من نظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة والمضللة عن اللاجئين؛ تستهدف السياسيين الليبراليين على غرار ميركل وباراك أوباما، "وعلى الرغم من أن المعلومات قد نشرت على الموقع التابع لـ"أنونيموس"؛ فإن هذه المجموعة قد استنكرت عملية التشويه التي نشرت على موقعها".
وأشار التقرير إلى أن "رونش والمتورطين معه؛ يخترقون صفحات أنونيموس على فيسبوك بشكل روتيني، ويوظفونها لشن حملات تشويه ضد السياسيين"، مشيرة إلى أن "هذا السلوك التطفلي دفع بمجلس أنونيموس سنة 2015 إلى دراسة مسألة تعطيل حسابات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي ينشط ضمنها رونش".
ولفت إلى أن الأخبار التي نشرت على موقع "أنونيموس نيوز" خلال الأشهر الستة الأخيرة؛ أثارت جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي مبينة أن هذه التقارير "تضمنت أخبارا من قبيل (مجموعة من طالبي اللجوء يغتصبون امرأة في كولونيا)، و(معارضة جنرال ألماني لميركل)، و(اكتشاف مقبرة جماعية منسية للألمان)".
وقال التقرير إن كل هذه الأخبار تناقلها متتبعو هذه الصفحة، وقد عمدت بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى استخدامها كمصادر لإثبات نظرية المؤامرة في أوروبا، واستعمالها لأغراض سياسية دولية.
وأشار إلى أن رونش كان يوظف المواقع التابعة لـ"أنونيموس" لتسويق الأسلحة التي كان يبيعها عن طريق الإنترنت منذ عام 2011، لافتا إلى أنه "كان يروج لأسلحته من خلال شعارات تتمحور جلها حول حماية أنفسهم من خطر المهاجرين".
وفي هذا الإطار؛ كشفت عدة مصادر، من بينها صحيفة "تسايت" الألمانية، أن التقارير الزائفة عن المهاجرين قد بثت موجة من الرعب في صفوف مرتادي هذه المواقع وزبائن رونش، الذين بلغ عددهم 198 شخصا.
ومن جهته؛ بين موقع "بازفيد" أن البنادق والأسلحة التي صادرتها السلطات لا تستخدم الرصاص القاتل، ولكنها تلحق أضرارا جسيمة بالشخص المصاب، وقد تؤدي غالبا إلى وفاته.
وأشار الموقع إلى أنه من خلال أبحاثه الاستقصائية؛ تمكن من إثبات علاقة رونش بمتجر الأسلحة، الذي يطلق عليه اسم "إخافة المهاجرين"، بفضل استخدام الجاني لمعلومات التسجيل وسجلات تجارية مجرية. وبالتالي، فقد تمكن فريق "بازفيد" من الإطاحة برونش والكشف عن هويته، ومعرفة معطياته الشخصية، ومكان إقامته.
وأوضح الموقع أنه "على الرغم من أن حيازة رونش لأسلحة غير مشروعة يُعد قضية فريدة من نوعها؛ فإنها سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها جميع من الحكومات الأوروبية، ومواقع التواصل الاجتماعي التي ما زالت غير قادرة على التعامل مع الكم الهائل من الأخبار المضللة المتدفقة عبر الشبكة العنكبوتية.