تزامنت تصريحات اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف الإسلامي بقيادة السعودية، ضد
إيران مع تصعيد الإدارة الأمريكية ورئيسها دونالد
ترامب ضد طهران بعد تجربتها الصاروخية الباليستية.
وكان عسيري قد قال الجمعة في أعنف هجوم ضد إيران إن الوقت قد حان "كي يتغير سلوك إيران في المنطقة، ووقف تدخلها في الدول المجاورة"، لافتا إلى أن "كل الخيارات مفتوحة وموضوعة على طاولة النقاش، وعلى إيران أن تعود إلى حدودها".
وفي آخر تصعيد للرئيس الأمريكي ضد إيران قال ترامب في تغريدة له على حسابه في "تويتر" الجمعة إن "إيران تلعب بالنار، لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما طيبا معهم. لن أكون هكذا".
ومع تزامن تصريحات الجانبين، تبرز تساؤلات حول الإستراتيجية المقبلة لدول
الخليج للتعامل مع إيران في ظل تطابق الرؤى مع أمريكا، وفي ما إذا تعقب تصريحات عسيري إجراءات ملموسة على الأرض.
المحلل السياسي رائد نعيرات قال في حديث لـ"
عربي21" إن "هذه التصريحات يمكن أن تأتي في سياق طبيعة العلاقات الأمريكية الجديدة مع إيران".
ولفت إلى أن "إدارة أوباما في أواخر عهدها اتخذت مسارا في العلاقة مع إيران، كان لها الأثر في مجمل علاقات المنطقة سواء علاقات الخليجية مع إيران وعلاقات الأخيرة مع دول الإقليم".
ولفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في نابلس إلى أن "الإدارة الأمريكية الجديدة تتخذ مسارا مغايرا في العلاقة مع إيران، وهذا المسار قد يعيد أذهان دول الخليج لإمكانية عودة العلاقة إلى ما قبل توقيع اتفاقية خمسة زائد واحد (الاتفاق النووي)".
اقرأ أيضا: عسيري في أعنف هجوم على إيران: "كل الخيارات على الطاولة"
إستراتيجية جديدة
وعلى صعيد إمكانية تبني دول الخليج سياسة إستراتيجية للتعامل مع إيران، قال نعيرات: "أنا لا أرى قدرة وإمكانيات لرسم إستراتيجية كاملة قادرة على تحقيق ما تصبوا إليه دول الخليج في ما يتعلق بالشأن الإيراني".
واستدرك: "لكن سيقوى نفس واقتدار دول الخليج للعب في بعض الملفات مثل ملف
اليمن ولبنان والبحرين، لأنه في الآونة الأخيرة فقدت تلك الدول وبالذات السعودية هذه الملفات وأصبحت في حالة دفاع عن النفس أمام مشروع متقلب إلى حد ما كونيا، ومقتدر ذاتيا بشكل أكبر من إمكانيات وقدرات دول الخليج".
من جهته رأى المحلل السياسي الكويتي محمد الراشد في حديث لـ"
عربي21" أن "السياسات الخليجية بشأن إيران متفاوتة، فهناك من يراها عدوا وخصما، ومنهم من يرى ضرورة التفاهم معها وهناك من هو محايد مثل عُمان".
ودعا إلى ضرورة توحيد السياسة الخليجية تجاه طبيعة التدخل الإيراني في المنطقة، وإلزام إيران ووضعها في حدودها الطبيعية، لأن إيران داخلة بقوات ميدانية وتدعم أطرافا ذات محتوى شعبي في بعض الدول ومن فيها الخليج.
وعلى الجانب الآخر، رأى الراشد، أن درع الخليج هما العراق واليمن، ولذلك على دول الخليج تحسين علاقاتها مع العراق لتسحبه من إيران وكذلك دعم موقف تحالف العربي في اليمن، وبهذه يتم وضع حل إستراتيجي للتعامل مع إيران.
اقرأ أيضا: واشنطن تنفذ تهديدها وتفرض عقوبات جديدة على طهران
بماذا يأمل ترامب؟
وبشأن تصريحات واشنطن القريبة من موقف السعودية في التعامل مع إيران، قال محمد الراشد إن "إدارة ترامب واضحة جدا في أنه مستعد لاستخدام القوة وتقديمها على الدبلوماسية والحشد الاستخباري، وبالتالي فإن واشنطن تريد أن تفرض الحلول كجانب إستراتيجي لا أن تعلق الملفات والأزمات".
ولفت إلى أن "هذا النوع من الضغط يخلق داخل إيران تغيرا في طبيعة الإستراتيجية الإيرانية بالتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يأمل فريق ترامب بأن يرجع التيار الاحترابي غير عقلاني لقيادة إيران بدلا من المحافظين، لجر إيران إلى الصدام".
وأضاف الراشد أن "إدارة ترامب تريد أن تحدث إيران خطأ، وبالتالي يكون لديه العذر في التدخل من حيث إسقاط النظام من الداخل، وبالتالي هو يشتغل على إستراتيجيتين، هما الضغط من الخارج وإستراتيجية التغيير من الداخل".
ورأى أن "إيران تعيش حالة أزمة كبيرة لأنها أصبحت مثقلة في الملفات التي تديرها في المنطقة وهذا كله يؤثر على ملفي الاقتصاد والاستقرار الداخلي لإيران"، مستبعدا أن "تحيل أمريكا ملف إيران إلى أطراف معينة في المنطقة".
وكان اللواء أحمد عسري المتحدث الرسمي باسم
التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، قد قال إنه "يجب على إيران أن تعود إلى حدودها، ويعني ذلك أن تكف طهران عن التدخل في دول مثل العراق وسوريا واليمن، وإذا قررت واشنطن الموقف ذاته، فهذا شيء عظيم".