هكذا وبخ أنصار السيسي ومعارضوه الجفري لخطابه عن الجيش
القاهرة - عربي21 - حسن محمود12-Feb-1704:22 PM
شارك
مؤيدون للسيسي قالوا إن تواجد حبيب الجفري في الندوة بديلا عن علماء الأزهر خطأ- يوتيوب
ردَّ عدد من أنصار رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ومعارضيه، على الخطاب الذي ألقاه، الداعية اليمني، علي حبيب الجفري، في حضرة السيسي، ضمن الندوة "التثقيفية" للقوات المسلحة، الخميس، بعنوان: "مجابهة الإرهاب: إرادة أمة"، بردود أفعال عنيفة، تفاوتت بين التوبيخ، والسخرية، والاندهاش، واتهامه بقلة الوعي التاريخي، والجهل السياسي، فضلا عن الكذب على الرسول، صلىالله عليه وسلم .
سلامة: "الجفري وصديقه ليسا البديل"
وفي مقاله، بجريدة "المصري اليوم"، الأحد، بعنوان: "هـل هـي الملهاة؟"، قال الرئيس السابق لتحرير صحيفة "الأهرام"، عبد الناصر سلامة، إنه توقف أمام معان عدة، وهو يرى "المدعو حبيب الجفري، بديلا لعلماء الأزهر في إحدى الندوات الرسمية، قد يكون بديلا لشيخ الأزهر ذاته، أو لوزير الأوقاف، في إشارة بالغة الدلالة على أن هناك شيئا ما خطأ"، بحسب وصفه.
ورأى سلامة أن "هناك خطأ في التفكير، كما في التخطيط، كما في الرؤية للمستقبل، ذلك أن شيخ الأزهر، أو حتى علماء الأزهر عموما، ليسوا ملكية خاصة مصرية، أو تمثيلا مصريا خالصا"، حسبما قال.
وفي انتقاد واضح للسيسي، أردف سلامة: "لا يجب أبدا التعامل مع الأزهر، كما برنامج "ما يطلبه المستمعون"، نريد أن نسمع هذه الفتوى، أو نريد أن نشاهد هذا التجديد، أيضا لا يمكن التعامل مع الأزهر بصيغة الأمر، أمرنا نحن بإصدار هذه الموعظة، أو اعتماد هذا العنوان لخطبة الجمعة".
وأردف: "هناك هيئة لكبار العلماء لا يجب أبدا تجاهلها، هناك مجمع للبحوث الإسلامية يجب الاستماع إليه، ما دون ذلك عبث ما بعده عبث، هو في حقيقته تهريج، كما هو الحال مع الجفري وصديقه الأزهري الموعود، أو مع ميزو أو مظهريكو أو جنديكو، وإلا لو كان الرأي العام يثق في هؤلاء، فلماذا تلجؤون للأزهر؟"، وفق تساؤله.
وفيما بدا أنه يقصد السيسي، وفق مراقبين، قال سلامة: "الأزهر ليس مسؤولا عما جرى للاقتصاد، ولا ما جرى للجنيه، ولا ما جرى من انقسام في المجتمع، الأزهر ليس مسؤولا عن هذا الغلاء الفاحش، ولا هذا الفقر المدقع، ولا هذه البطالة غير المسبوقة، أيضا الأزهر ليس مسؤولا عن ارتفاع معدلات الطلاق، ولا حتى ارتفاع نسب العنوسة".
وفي أقوى انتقاد من سلامة، الموالي السابق للسيسي، ملمحا لمشاركة الأزهر في الانقلاب العسكري، قال: "مشكلة الأزهر الحقيقية كانت هي أنه وافق منذ البداية على هذه التحولات التي شهدها المجتمع في السنوات الأخيرة، وها هو يسدد نتيجة مواقفه، وها هي الملهاة مستمرة"، حسبما قال.
ويُذكر أن غياب شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عن حضور الندوة، بينما حضرها الجفري، ملقيا كلمته في افتتاحها، قد أثار تساؤلات عدة، حول السبب وراء ذلك.
وكان "الطيب" أحد أبرز الداعمين للانقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013، بل شارك في مشهد البيان الذي ألقاه "السيسي"، حينما كان وزيرا للدفاع للإعلان عن "خارطة الطريق"، في مرحلة ما بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.
إلا أنه تصاعدت، أخيرا، حملات الهجوم الإعلامي من قبل أنصار السيسي عليه، وسط إشارات من قبل الأخير، تؤكد عدم الرضا عن أدائه.
ووفقا لقانون الأزهر، الذي تم إقراره في كانون الثاني/ يناير عام 2012، فإن شيخ الأزهر يكتسب حصانة في منصبه تجعله غير قابل للعزل، إضافة إلى أن تقاعده لن يكون قبل 9 سنوات حين يتعدى 80 عاما.
سلطان: "فأل الله ولا فألك"
وفي سياق متصل، تهكم رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان، على تصريحات الجفري. وقال، في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر": "علي الجفري في خطبة تزلف: أعيش في دولة، دُمرت بمشاركة من جيشها، الذي انقسم على نفسه.
وعلّق سلطان قائلا: "الجفري يعيش في الإمارات.. فأل الله، ولا فألك يا أخي".
صاحبة "اغمز بعينك يا سيسي": "ثلاثة "أحييه" يا جفري"
لكن أقوى سخرية من خطاب الجفري، جاءت من قبل الكاتبة الصحفية، "غادة شريف"، المعروفة بمقالها المتزلف للسيسي: "اغمز بعينك يا سيسي"، إذ تساءلت مستنكرة، عبر تدوينة بموقع "فيسبوك": "ايه لازمة إننا نجيب شيخ يمني، علشان يقول لنا: إحمدوا ربنا أنكم مش اليمن؟".
وتابعت تساؤلاتها: "هو فيه مؤامرة تتعمل على بلدك أكتر من أنها تتدمر تماما بالحرب، وتتقسم بلدين بسور عظيم زي ما حصل مع ألمانيا، أو إنهم يشلفطوك بقنبلة نووية، وبعد كده يمنعوك من أن يكون عندك جيش وطني زي ما حصل مع اليابان؟ هل فيه وطن ضاع أكتر من أوطان البلدين دول؟".
واستدركت: "لكن وقتها حكام البلدين دول كانوا عارفين كويس أن التعليم بيعمل ايه في وطن بيضيع، فعلشان كده سلّحوا بلادهم بالتعليم، وركزوا عليه، وشوف بقينا فين يا قلبي، وهمّ راحوا لفين (يا دَهوِووووووتيييييى)"، وفق تعبيرها.
وساخرة من وزير التعليم، الذي كلفه السيسي، أضافت غادة شريف: "مش إحنا رايحين نسلم التعليم لشارابيني، اللي ما يعرفش حتى يستهجى اسمه، ومطلع شارابينه ع العيال.. وبعد كده نجيب شيخ يمني، هو أصلا مقيم في مصر، من قبل بلاده ما تتبعتر، علشان يقول لنا: إحمدوا ربنا أنكم مش اليمن".
واختتمت تعليقها ساخرة: "أحييه، وكمان أحيييه، وإدينى واحدة ثالثة أحيييييييه (كلمة تعجب بلهجة أهل الإسكندرية).. ده أكيد دلوقت قادة ألمانيا واليابان بيضحكوا ع العك اللي بنعكه حاليا، وبيقولوا لشعوبهم: احمدوا ربنا أنكم مش مصر"، وفق رأيها.
"إظهار التحريف فيما قيل بجلسة التثقيف"
وفي سلسلة تدوينات، عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، اختار لها العنوان السابق، اتهم الروائي والمفكر يوسف زيدان، الحبيب الجفري، بتحريف وقائع تاريخية وسياسية عدة في كلمته، ومجاملة الجيش المصري بما ليس فيه، موجها حديثه للمصريين قائلا: "أنتم في غنى عن مدحكم بما ليس فيكم".
وفي البداية، قال زيدان: "الكلام اللطيف الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، عن مدح النبي لجيش مصر "خطأ"، فقد توفي النبي، ولم يكن لمصر جيش أصلا، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي، ومن قبله الجيش الروماني".
وتابع في تدوينة تالية: "الكلام المُجامل الذي قاله الحبيب الجفري، وإشارته إلى عظمة بيبرس، التي ظهرت في مصر، ولم تظهر في بلاده "خطأ"؛ لأن بيبرس الذي كان مملوكا من "أولاد الناس"، يعني لا يُعرف له أبٌ، جُلب إلى مصر طفلا، ولم يكن بمقدوره إظهار أي شيء في طفولته، والذي ظهر منه في مصر، لم يكن فيه عظمة بأي معنى، فقد شارك في موقعة عين جالوت للحفاظ على سلطة المماليك، وحُكمهم لمصر، وفور انتهاء الموقعة تآمر على صاحبه قطز، وقتله غدرا، وحكم البلاد بدلا منه، عملا بالقاعدة المملوكية الحقيرة: "الحُكم لمن غلب، ولو بالغدر".. فأين هذه العظمة الموهومة"، بحسب تساؤله.
ومضى زيدان في اتهاماته للجفري، فقال في تدوينة ثالثة: "سها الأخُ الفاضلُ الحبيب الجفري، فأخطأ، حين أراد تمجيد جيشنا بما هو في غنى عنه من المجاملات، فقال إن جيش جلال شاه الذي عجز عن صدّ المغول، كان عشرة أضعاف الجيش المصري، الذي انتصر على المغول.. والتاريخ لم يعرف شخصا اسمه جلال شاه، وإنما المقصود "جلال الدين منكبرتي".
وواصفا الجفري بأنه "لحرصه على مجاملة سامعيه، ومغازلة مشاعرهم، تحدث عن مآثر الجيش المصري، وانتصاره على المغول (التتار) في عين جالوت"، أكد زيدان أن الجفري ذكر الأوهام المشهورة التي صوابها أن الجيش الذي حارب في عين جالوت كان مملوكيا، وقواده غير مصريين، والذي انهزم في عين جالوت هو مؤخرة الجيش المغولي، وفي غياب قائده هولاكو خان"، حسبما ذكر.
واستطرد: "اختتم الأخُ الحبيبُ الجفريُّ تثقيفه للسامعين، ومعظمهم من العسكريين، ختاما مؤثرا ينكأ جراح القلوب، فقال مغازلا ما ملخّصه إن بلده اليمن، ضاعت مؤخرا، وتضيع اليوم، بسبب تعدُّد الولاءآت في جيشها. وجعل نجاة مصر من المصير اليمني، مرتبطة فقط بعدم تعدُّد ولاءات، وأهواء أفراد جيشها".
وعلق زيدان بالقول: "نحن نحمد الله، طبعا، على أن لجيشنا ولاء واحدا، ولكن، أكان ذلك حقا هو السبب في بلاء اليمن، ونجاة مصر؟".
وأجاب: "لا يا أخي الحبيب الجفري، فجيش ليبيا لم يكن متعدّد الولاءآت، وحالها اليوم لا يفترق كثيرا في بؤسه عن اليمن. البلاءُ جاء لليمن، ولغيرها من بلاد العرب؛ بسبب هجمة المجرمين الذين يسميهم الإعلام العاهر بالجماعات الإسلامية المسلحة، ولا يصرّح باسم الذين يسلحونها.. البلاءُ جاء بسبب استبداد حاكم حيوان اسمه "علي عبد الله طالح" تقاعس مثقفو اليمن عن معارضته".
واستطرد زيدان: "البلاءُ جاء لأن المملكة عالجت الطاغية الأخرق "طالح"، وأعادته إلى اليمن ليثير الفتن"، بحسب قوله.
وكان نشطاء أبدوا اندهاشهم أيضا، من استشهاد الجفري، بحديث الرسول: "تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي"، لاسيما ادعاءه، أن كل الشواهد تؤكد أن الجند الغربي هو نفسه الجندي المصري.
الخياط: "الجفري هز مشاعرنا"
وفي مقابل تلك الانتقادات أشاد فصيل من مؤيدي السيسي بمحاضرة الجفري.
وقال الكاتب عمرو الخياط، في مقاله بجريدة "أخبار اليوم" بعنوان: "رسائل الرئيس"، إن كلمات الجفري هزت المشاعر، وعبرت بدقة عن المستقبل المجهول الذي كان ينتظر مصر في حالة استمرار حكم الإخوان، بحسب زعمه.