كشف حزب الدعوة بزعامة نائب الرئيس
العراقي نوري
المالكي، الاثنين، عن الجهة التي أطلقت الصواريخ على المنطقة الخضراء، فيما أصدر زعيم التيار
الصدري بيانا خاطب فيه أنصاره عن الأحداث التي رافقت
التظاهرات.
ودعا الحزب في بيان له إلى "ضرورة التحقيق العادل والشامل والسريع عن المجابهات المؤسفة التي حدثت بين القوات الأمنية وبعض المتظاهرين في بغداد والذين أطلقوا الصواريخ على مناطق متعددة من بغداد والجهات التي تنتمي لها"، في إشارة لبعض المتظاهرين.
وحذر من "مؤامرات خارجية أو داخلية تستهدف إشغال الشعب العراقي بالفتن والحيلولة دون تخليص العراق مما تبقى من عصابات تنظيم الدولة في القسم الأيمن من الموصل وفي الحويجة والقائم".
وأكد حزب المالكي دعمه لـ"العملية السياسية والتداول السلمي للسلطة في العراق ضمن الآليات الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر الذي يضمن الحرية للجميع في التعبير عن آرائهم بالتظاهرات السلمية واحترام القانون والتعليمات الصادرة من الجهات الحافظة للأمن".
وأردف البيان: "لا يحق لأي شخص أو فئة أو كيان أن يفرض آراءه أو متبنياته على الآخرين لأي سبب كان وتحت أي شعار كان"، داعيا البرلمان إلى "الإسراع بانتخاب الأعضاء الأمناء الجدد للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والذين ينبغي أن يتمتعوا بمميزات إدارة الانتخابات بكفاءة عالية وإخلاص ونزاهة ومن دون الخضوع إلى جهة معينة".
وأعرب حزب الدعوة عن دعمه لـ"رئيس الوزراء حيدر
العبادي في الاستمرار على مواقفه في عدم الانجرار وراء هذه الفتن، وتقديم المتهمين إلى العدالة، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وعدم السماح للمساس بالعملية السياسية في العراق، وتخليص العراق من الإرهاب ومسببيه وداعميه".
وكانت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد والتي تضم أهم مؤسسات الدولة تعرضت، السبت، لإطلاق صواريخ انطلاقا من الأحياء الشمالية من العاصمة. ولم تعرف حتى الآن الجهة التي أطلقت الصواريخ.
وتأتي الحادثة بعد ساعات من مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من مئتين في بغداد في صدامات اندلعت بين قوات الأمن وآلاف من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر كانوا يتظاهرون للمطالبة بإصلاحات.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة مساء السبت سقوط العديد من الصواريخ على المنطقة الخضراء "أطلقت من منطقتين منطقتي البلديات وشارع فلسطين شمالي بغداد.
الصدر يتبرأ
من جهته، اصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأحد، بيانا بشأن الأحداث التي شهدتها العاصمة بغداد أمس، وفيما وجه أنصاره بالتزام الهدوء حتى صدور الأوامر، طالب السياسيين "الذين يدعون الديمقراطية" بالكف عن تصريحاتهم "الاستفزازية".
وقال الصدر مخاطبا أنصاره: "علمناكم الحكمة والمنطق، وربيناكم على الخلق الرفيع، وأدبناكم على أن من صفعك على خدك الأيمن فقدم له الأيسر، لكن ما هكذا تورد الإبل، ليس بالشتائم والسلاح والتعدي على العلماء، لأنكم بذلكم تضيعون حقكم وتبعدوننا عن مناصرتكم".
وأضاف الصدر أن "بالأمس انتصر الدم على السيف وانتصر المظلوم على الظالم"، داعيا إلى "ترك المهاترات والتصعيد، فقد أمرتم بالسلم حتى النهاية".
وتابع "فإن أخطأت القوات الأمنية بتأدية واجبها فلا تخطئوا بتأدية واجبكم، فواجبكم الحفاظ على السلمية"، محذرا أنصاره بالقول "إياكم والعنف والشتم والسباب وتناقل الأخبار الكاذبة والارجاف والتحريض ضد العراقيين، ومن شتمكم اعفوا وتغاضوا عنه، فهذا ما أدبناكم وعلمناكم حتى نستمر بالمطالبة بحقوقكم".
وأضاف قائلا "أما إذا لجأتم إلى العنف كما لجأوا فأني سأبرأ من الطرفين ولن أساند أحدا على الإطلاق، فما ثورتنا الإصلاحية إلا من اجل العراق ولا نريد نهاية مظلمة لعراقنا ووطننا الحبيب وشعبه الأبي".
وأمر الصدر أتباعه "بالتزام الهدوء حتى صدور أوامر منا وأطلب من السياسيين الذين يدعون الديمقراطية ومناصرة الشعوب الكف عن تصريحاتهم الاستفزازية الوقحة حتى إكمال التحقيق وإثبات الطرف الخاطئ".
واستطرد قائلا: "فإن كان المخطئ بعض العناصر الأمنية فيجب على رئيس الوزراء والمختصين معاقبتهم وإذا كان أحد من الثوار والمندسين فيهم قد أخطأ واستعمل العنف، فلابد أن يعاقب لأنه قد عصى وأثم".
وتابع الصدر "سنبقى مطالبين بإزاحة مفوضية الانتخابات التي سيطرت عليها أحزاب الفساد والظلم وسنغير قانون الانتخابات من أجل عراقنا الحبيب وإنقاذه من الثلة الوضيعة التي تتلاعب بمقدرات الشعب".
يشار إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر، أمس السبت، بإجراء تحقيق كامل بشأن الإصابات التي وقعت بين صفوف الأجهزة الأمنية والمتظاهرين الذين طالبوا بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها في تظاهرة أمس بساحة التحرير.
جاء ذلك بعدما أعلن محافظ بغداد علي التميمي، أمس، عن مقتل أربعة متظاهرين وإصابة 320 آخرين خلال التظاهرة، فيما طالب العبادي بالتحقيق ومحاسبة من يثبت تورطه بالاعتداء على المتظاهرين.
وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت، أمس السبت، مقتل وإصابة ثمانية منتسبين في القوات الأمنية، مؤكدة في الوقت ذاته أنها عثرت على أسلحة وسكاكين لدى بعض المتظاهرين.