نشرت صحيفة "سووفوت" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن الأسبقية التي يتمتع بها فريق تشلسي في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، الشيء الذي جعله يتفوق بتسع نقاط عن أقرب المنافسين له. وفي الوقت الذي يبدو فيه البلوز في طريقه نحو الفوز باللقب، هناك سؤال يطرح نفسه: منذ متى كانت البطولات تحسم قبل 14 جولة من نهايتها؟
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إن هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن اللقب قد يفلت من بين أيدي لاعبي أنطونيو
كونتي. ولعل من أبرز تلك المؤشرات، الحماس الذي يتمتع به مدرب فريق أرسنال، الذي يتموقع بعيدا عن تشلسي بـ12 نقطة، أرسين فينغر.
ونقلت الصحيفة تصريحات فينغر، بعد الهزيمة التي لحقت بفريقه أمام أصحاب ملعب ستامفورد بريدج بنتيجة 3 مقابل 1،حيث أورد: "لم يحسم الأمر بعد، حتى لو اعتقد الجميع ذلك، أما أنا فلا أعتقد أن الأمر قد انتهى". وعلى الرغم من ذلك، اعترف مدرب "المدفعجية" أن تشلسي في موضع قوة، إلا أنه أرجع ذلك إلى غياب الفريق عن المنافسات القارية.
وأفادت الصحيفة أن المدرب أرسين فينغر قد اعتبر انتصار أرسنال على بايرن ميونيخ في الملحمة الأوروبية بمثابة أفضل هدية لفريقه ليستعيد الثقة بنفسه، ويسحق منافسيه على غرار ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتوتنهام. فضلا عن ذلك، أقر أرسين بأن فوزه على ليفربول سيمثل صدمة للبلوز.
وبحسب الصحيفة، فإن المؤشر الثاني الذي يعكس إمكانية خسارة تشلسي للقب يتمثل في الخطر الكامن وراء النجم الصاعد في فريق مانشستر سيتي، غابرييل خيسوس، الذي يمتلك خبرة لا يستهان بها في تحقيق الفوز في اللحظات الأخيرة. وفي العديد من المناسبات حقق سيتي الفارق، ولعل أفضل شاهد على ذلك هو اللقب الذي حاز عليه في سنة 2012 في الوقت الضائع بفضل سيرجيو أغويرو، وفي سنة 2014 عندما افتك اللقب من تشلسي، الذي حافظ على المرتبة الأولى من الجولة 25 إلى الجولة 32.
وبينت الصحيفة أنه وعلى الرغم من أنل اعبي جوارديولا قد تعثروا أمام الفرق الستة الكبرى، إلا أن المعجزة حسابيا غير مستحيلة، خاصة مع وجود لمسة ملائكية من قبل غابرييل خيسوس، الذي سمح لمانشستر سيتي بأن ينتصر في كل مباراة شارك فيها. علاوة على ذلك، يعد اللاعب البرازيلي صانع المعجزات نظرا لتمكنه من تسجيل ثنائيات ضد فرق أسفل الترتيب.
أما المؤشر الثالث الذي تحدثت عنه الصحيفة فهو احتمال أن يتعرض فريق تشلسي "للتدمير الذاتي". ففحين قد يتمكن الفريق من احتواء الخطر الخارجي، إلا أنه لن يجد ملجأ في حال تعرض لأزمة داخلية. والجدير بالذكر أن الإصابة التي تعرض لها اللاعب نغولو كانتي، وتراجع الروح المعنوية للاعب إيدين هازارد، فضلا عن الخيانة التي ارتكبها جون تيري مع زوجة زميله سيزار أزبيليكويتا، كلها مؤشرات تدل على أن الفريق قد ينهار في أي وقت.
وأضافت الصحيفة أن ما قد يزيد الطين بلة هو التصرفات التي لا يمكن التنبؤ بها للاعب دييغو كوستا، الذي تبددت أحلامه بالمغادرة النهائية إلى الصين، وقد تأكد ذلك إثر التصريح الصحفي لمدرب الفريق، الذي قال: "إن اللاعب سعيد جدا بالبقاء في النادي والمنافسة للفوز باللقب". وفي هذا إشارة إلى عودة العلاقات الجيدة بين اللاعب ومدربه، ولكن هذا لا يعني أنها لن تسوء فجأة.
وحذرت الصحيفة من الخطر الذي يحدق بتشلسي بسبب السلوك المتهور الذي يميز دييغو كوستا، خاصة أنه تشاجر في آذار/ مارس 2016، مع لاعب إيفرتون غاريث بيل، ثم شجاره الأخير يوم الأحد الماضي مع لاعب نادي بيرنلي جوي بارتون. وفي حال تكرر هذا السلوك قد يكلف ذلك الفريق الثمن غاليا ويحرمه من خدماته، نظرا لأن قائمة المعوضين له لا يوجد بها إلا ميشي باتشواي، الذي لعب 91 دقيقة فقط في البطولة ولم يسجل إلا هدفا واحدا.
أما المؤشر الرابع والأخير الذي ذكرته الصحيفة فهو النتائج غير المتوقعة التي عاشها العالم خلال موسم 2016-2017. فقد أكدت استطلاعات الرأي والإحصائيات فوز هيلاري كلينتون، وألان جوبيه، ومانويل فالس، وفرانسوا فيون، ونوفاك دجوكوفيتش... ولكنها جانبت الحقيقة عندما أراد منافسوهم إبطال كل التوقعات.
وقالت الصحيفة إن قلب تشلسي للتوقعات سيكون لصالح المدرب ماوريسيو بوكيتينو، الذي يشرف على نادي توتنهام صاحب المرتبة الثانية في الدوري الإنجليزي، حتى أن ماوريسيو قد أفصح في إحدى المناسبات أن "توتنهام يعتبر أول المستحقين الحقيقين للقب".
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن المرتبة الثانية التي يحتلها توتنهام، بفارق تسع نقاط عن صاحب المرتبة الأولى، بالإضافة إلى المباريات الثلاثة عشر التي سيخوضها والتي لن يصعب عليه تحقيق الفوز فيها، ستجعله أبرز المنافسين على اللقب. وبالتالي، على لاعبي تشلسي ألا يقعوا في فخ السنة الماضية عندما لعبوا في الدوري الممتاز بتساهل، في الوقت الذي لعب فيه الذئاب بكل طاقاتهم، فأفلت البلوز بين أيديهم اللقب ومنحوه لليستر سيتي.