عانى
تنظيم الدولة منذ سيطرته على الموصل عام 2014 من تصفية عدد كبير من قياداته، وبحسب ما أعلن مسبقا، فقد وضع التنظيم هيكلة قيادية لم يعلن عنها بشكل رسمي.
ووفق ما أعلن باحثون في الحركات الجهادية، فإن التنظيم عيّن أشخاصا جددا في المناصب الشاغرة، وجاءت الأسماء في مراكز قيادية حساسة، بعد تصفية أسماء كبيرة في التنظيم في الجارتين سوريا والعراق، تقدر بنحو 45 قياديا في التنظيم.
ويرى الخبير في الحركات الجهادية، حسن أبو هنية، أن المناصب الأهم في التنظيم التي تم شغلها منذ أشهر قليلة، لا يوجد اختلاف كبير بينها وبين القيادات القديمة التي تمت تصفيتها.
واعتبر أن
هيكلة القيادة التي أعلن عنها باحثون في شهر أيلول/ سبتمر الماضي، تمثل استمرارا للقيادة القديمة في تنظيم الدولة.
ولفت أبو هنية في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن التنظيم لديه "منظمة بيروقراطية متماسكة"، وتقليد كبير في التعيينات.
وبحسب التسريبات الأخيرة من التنظيم، فإن أبا محمد الشمالي -على سبيل المثال- كان مسؤولا عن دائرة أمن الحدود، قبل أن يعين مسؤولا إداريا وماليا ونائبا لأمير التنظيم في سوريا، وهو موضوع بالفعل على لائحة الإرهاب الأمريكية.
ويشير هذا إلى أن تنظيم الدولة قادر على تعبئة المراكز القيادية، ولم يؤثر شيء حتى الآن على هيكل التنظيم.
ويختار تنظيم الدولة قياداته وفقا لـ:
- التراتبية العسكرية
- الكفاءة
- التزكية
- الأقدمية
ويتوفر لدى التنظيم تشكيلة في القيادات، في المجلس العسكري والإعلامي والأمني وبقية المراكز الحساسة، وحتى في مجلس الشورى والحل والعقد، فإذا رحل شخص يتم تعيين شخص آخر مكانه، ولا يعاني التنظيم حتى الآن من صعوبة بالغة في شغل أبرز المناصب الهامة.
وقال أبو هنية، إن التنظيم لديه ما يسميه "ديوان الجند" في التقسيمات الإدارية والعسكرية، فيأتي أولا أمراء الولايات، ثم الأمراء العسكريون للولايات، ثم أمراء القواطع ومخارج السيطرات.
وأوضح أن اختيار القيادات العسكرية في التنظيم، إنما هو عملية تراتبية أشبه بالجيوش المعاصرة، تعتمد على الرتب في تعبئة أي منصب شاغر.
ولا يوجد يقين بهوية الشخصيات التي تم وضعها مكان القيادات القديمة للتنظيم التي تمت تصفيتها، إلا أن ما يعلن عنه حتى الآن يعود لتسريبات استخبارية، ورصد الباحثين المهتمين.
ووفقا للتسريبات، فإن التنظيم لم يختر حتى الآن أمير الشورى العام، وأمير الحدود، وعبر مناصرون للتنظيم في مواقع التواصل الاجتماعي عن توقعاتهم للقيادات التي ستعين في المناصب الشاغرة، ولكن التنظيم لم يعلن بعد بشكل رسمي عن أي تعيينات باستثناء "أبو حسن المهاجر"، ناطقا إعلاميا باسم التنظيم.
وآخر مرة أعلن فيها تنظيم الدولة بشكل رسمي تشكيلاته القيادية، كانت في عهد "أبو عمر البغدادي"، إذ أعلن ما سماها "التشكيلة الوزارية" في 2006، وأعلن في 2009 عن تشكيلة جديدة.
وبقية المناصب لم يعلن عنها بشكل رسمي، إلا أنه يمكن التوصل إليها من خلال ما ينشره التنظيم بعد تنفيذه عمليات وهجمات في فيديوهات مرئية أو تسجيلات صوتية، ومن خلال فيديوهاته الدعائية.
ويمكن رصد ذلك أيضا بعد مقتل قيادات بارزة في التنظيم، إذ يتم الإعلان عن المناصب التي كانت تشغلها، إلا أن تنظيم الدولة لا يعلن تشكيلة قياداته بشكل علني، بسبب تعرضه لحملة عسكرية وأمنية، ولكنه يكشف فقط المناصب الضرورية للإعلان.
أبرز جنسيات القيادة
وحول جنسيات القيادات، قال أبو هنية، إن المراكز الحيوية الحساسة للمجلس العسكري يشغلها عراقيون، أما في سوريا فهناك خلطة أكثر تعقيدا في القيادات، فهناك الكثير من المقاتلين من المهاجرين والأجانب.
وغالبا ما يكون الشرعيون في التنظيم من دول الخليج، منذ أيام الشرعي عبد الله الرشود وحتى تركي البنعلي وعمر القحطاني وعثمان آل نازح، كأبرز الشخصيات الشرعية.
وعادة ما يكون التونسيون بشكل أكبر في الشأن الأمني، وبالتالي فإن هناك تقليدا ما لدى التنظيم، بحسب أبو هنية.
وأشار إلى أن الإعلاميين يكونون في الغالب من أوروبا، لا سيما أن لديهم قدرة احترافية.
لكنه أوضح أنه ليس هناك شيء رسمي يمكن أن يثبت ذلك أو ينفيه، ولكن الهيكل التنظيمي الأساسي الصلب يكون عراقيا.
وأبرز الأسماء التي تم تنصيبها في هيكلة القيادة وفق ما اطلعت عليه "عربي21":
- أبو حسن المهاجر المتحدث الرسمي باسم تنظيم الدولة خلفا لـ"أبو محمد العدناني".
- أبو محمد الشمالي مسؤول إداري ومالي ونائب البغدادي في سوريا.. خلفا لـ"أبو عبدالقادر"، واسمه: شوكت حازم الفرحات المسؤول الإداري السابق، وخلفا لـ"أبو صلاح"، واسمه موفق مصطفى الكرموش مسؤول المالية السابق في التنظيم.
- عبد الرحمن العبيدي رئيس المجلس العسكري ونائب البغدادي في العراق.. خلفا لأبي عبد الرحمن البيلاوي، واسمه عدنان إسماعيل نجم.
- إياد الجميلي مسؤول أمني.. خلفا لـ"أبو علي"، ويعرف أيضا بـ"أبو لؤي"، اسمه عبد الواحد خضير أحمد.
- غولمرد خليموف مسؤول للكتائب الخاصة.
قيادات عسكرية تحتفظ بمراكزها:
- أبو محمد، واسمه بشار إسماعيل الحمداني، وهو مسؤول ملف السجناء.
- أبو هاجر العسافي، واسمه محمد حميد الدليمي، وهو مسؤول البريد في التنظيم.
- أبو قاسم: عبد الله أحمد المشهداني، ويعرف بوزير المقاتلين الأجانب والانتحاريين.
- وما زال أبو شيماء، واسمه فارس رياض النعيمي، مسؤول مخازن السلاح في التنظيم.
- أبو كفاح، واسمه خيري عبد حمود الطائي، وهو مسؤول التفخيخ.
- أبو سجى، واسمه عوف عبد الرحمن العفري، وهو مسؤول الشؤون الاجتماعية في التنظيم، ومسؤول عن أسر الشهداء والنساء.
أبرز المحافظين في تنظيم الدولة:
- أبو ميسرة، واسمه أحمد عبدالقادر الجزاع، وهو مسؤول التنظيم في بغداد.
- أبو فاطمة، واسمه أحمد محسن الجحيشي، وهو مسؤول
داعش في محافظات الفرات الأوسط.
- أبو فاطمة، نعمة عبد نايف الجبوري، وهو مسؤول التنظيم في محافظة كركوك.