نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الظهور المكثف لولدي الرئيس المخلوع حسني
مبارك، بعد مرور ست سنوات على الإطاحة به من الحكم.
وقد أثارت المناسبات التي ظهر فيها كل من جمال وعلاء مبارك للعلن؛ ضجة وانتقادات في أوساط الرأي العام في
مصر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الأخوين جمال وعلاء عادا إلى الساحة من خلال ولائم العشاء بصحبة الأصدقاء، والتحول لمشاهدة مباريات كرة القدم، أو الجولات العائلية لزيارة الأهرامات المصرية أو تراث مصر القديم.
وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور ست سنوات من اندلاع الثورة المصرية، بدا أن أفراد عائلة الرئيس المخلوع، وهم أحد رموز
الفساد الذي أجج المظاهرات ضد نظامه، قد نسوا ماضيهم الذي زج بهم في السجن وأصبحوا يتجولون بكل أريحية في القاهرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، سجل ظهور علني جديد للأخوين مبارك في مطعم "السيدة زينب" الصغير، الذي يقع في أحد أحياء الطبقة العاملة في القاهرة. وخلال هذه الزيارة التي فاجأت زوار المطعم، وافق علاء، الابن البكر لحسني مبارك بكل صدر رحب على التقاط صورة مع أحد المتواجدين في المكان. وبعد وقت وجيز، انتشرت هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، تلتها تعليقات متباينة.
وذكرت الصحيفة أن اسم علاء مبارك ظهر في وثائق بنما المسربة، التي تصنف من أكبر فضائح القرن. بالإضافة إلى ذلك، نسبت له برفقة أخيه جمال ووالده المخلوع؛ العديد من التهم المتعلقة بالفساد، وهو ما انتهى بهم في السجن، لفترة وجيزة.
وأوردت الصحيفة أنه بعد سنة ونصف من خروجهما من السجن، قرر نجلا الديكتاتور المصري وضع حد لحالة العزلة التي ميزت حياتهما منذ أن أطيح بوالدهما من الحكم.
وفي هذا الصدد، تواجد الإخوة مبارك يوم 8 كانون الثاني/ يناير؛ في ملعب القاهرة، لمشاهدة مباراة ودية بكرة القدم بين المنتخبين التونسي والمصري. كما التقطت عدسات الكاميرا قبل شهر من ذلك؛ زيارة لعلاء وجمال لمطعم في شبرا في القاهرة، دون أن يكونا مرفقين بحراسة شخصية.
كما التقطت صور أخرى لعلاء مبارك وهو يحتفل بفوز مصر أمام منتخب بوركينا فاسو خلال مباراة نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية لسنة 2017. وفي هذه المرة، تواجد علاء في حي مصر الجديدة، قرب القصر الرئاسي بالقاهرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة، ظهر كل من علاء وجمال في مواكب تأبين شخصيات مقربة من الأسرة. ومرة أخرى، عادت الصور لتنتشر على شبكة الإنترنت "كالنار في الهشيم".
وأوضحت الصحيفة أن منتقدي الأخوين مبارك لم ينسوا أنه في الوقت الذي يتمتع فيه رموز النظام السابق بالحرية، لا زال العديد من الشباب المصري الذين شاركوا في الاحتجاجات وراء قضبان السجون سيئة السمعة المنتشرة في بلاد الفراعنة.
وأوردت الصحيفة أن الصحفي المعارض، عمرو بدر، نشر منشورا عبر صفحته على "فيسبوك" كتب فيه أنه "في الوقت الراهن، تشهد ثورة 2011 نكسة من العيار الثقيل؛ نظرا لأنها سمحت للصوص والدكتاتوريين ورموز الفساد بأن يظهروا للعلن ويقولوا للشعب: ها نحن هنا، لا زلنا موجودين".
وبعض الأوساط المحلية، اعتبرت تحركات نجلي مبارك كمحاولة من عائلة الرئيس المخلوع للتحقق من درجة شعبيتهم ودراسة إمكانية استعادة سمعتهم.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للعديد من الأصوات الثائرة في مصر، فإن ردود فعل بعض المواطنين المصريين أمام رموز النظام الفاسد غير مفهومة، إذ تكون في بعض الأحيان مشحونة بالمشاعر الجياشة، في حين تمثل ردود الفعل إشارة إلى أن السكان قد نسوا ماضي أفراد عائلة مبارك الذي أدى للزج بهم وراء القضبان.