موجة من القلق والحذر والترقب ضربت
الأسواق العالمية، بسبب تواصل
غموض الوضع السياسي في القارة الأوروبية، وسط حملات انتخابية تشهدها المنطقة ترفع حرارة صفيح التقلبات والتغييرات السياسية.
وإلى جانب مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وارتفاع وتيرة التوقعات بخصوص قرارات البنك
المركزي الأمريكي حول أسعار الفائدة، يأتي سباق الانتخابات الرئاسية في فرنسا وهولند وألمانيا، وما يجتاحه من تصريحات مريبة للمرشحين، ليؤكد حالة الغموض في أوساط الأسواق العالمية.
ولعل مارين لوبان، المرشحة اليمينية في انتخابات الرئاسة الفرنسية، هي أبرز من يهدد الوضع السياسي في
الاتحاد الأوروبي، إذ تصفه بـ "اتحاد فاشل" "ومسؤول عن تقسيم الأمم"، إلى جانب تعهدها بإعادة التفاوض على شروط عضوية بلادها في الاتحاد بشكل كامل، وإجراء استفتاء على الخروج منه إذا ما أخفقت في إعادة التفاوض.
تصريحات لوبان تسببت في إحداث موجة عارمة من القلق حيال الوضع الاقتصادي الذي ينتظر منطقة اليورو التي تضم 19 دولة أوروبية، وسيؤثر مباشرة على الاقتصاد العالمي.
وتأمل لوبان التي ترى أن "نهاية الاتحاد الأوروبي حلت" أن تستفيد من الوضع السياسي العالمي الحالي لتنفيذ أفكارها، متشجعة بفوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جانبه شدد تقرير لوكالة "فيتش" الدولية للتصنيف الائتماني، صدر مؤخرا، على أن انخفاض مستوى التجارة العالمية، إضافة إلى حالة الغموض السياسي، يشكل ضغطا على فرص الاستثمار، وتوقع تراجع النمو الاقتصادي في منطقة اليورو في 2017 بنسبة تتراوح بين 1.6% إلى 1.4%.
ويرى مختصون أن منطقة اليورو ستكون محكومة في 2017 بـ 5 تحديات كبرى، تشمل تراجع الاستثمار بسبب عدم وضوح الرؤية، وعودة التضخم المالي لمستويات أعلى من المستهدف، ما سيتسبب في إضعاف القدرة الشرائية، إضافة إلى الأضرار المنتظرة جراء ارتفاع أسعار الفائدة، مع استمرار المخاوف بسبب أزمة المصارف الإيطالية، واستئناف المفاوضات حول الديون اليونانية.
هذا، وتجري الانتخابات الفرنسية في الثالث والعشرين من نيسان/أبريل المقبل.