اختتم المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج أعماله مساء اليوم الأحد في
اسطنبول وسط حضور أكثر من أربعة آلاف شخص من أكثر من خمسين دولة حول العالم ببيان ختامي أكد على أن اتفاقية أوسلو وما تبعها من التزامات ألحق ضررا فادحا على القضية
الفلسطينية.
وكان المؤتمر الشعبي الحاشد الذي عقد بحضور عدد كبير من الشخصيات الشعبية في مختلف أنحاء العالم، وسط إجراءات أمنية مشددة من الأمن التركي أثار انتقادات قيادات في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير التي رأت فيه محاولة لتجاوز
منظمة التحرير وتمثيلها للفلسطينيين الأمر الذي نفاه على الدوام المتحدثون والمسئولون في المؤتمر.
وإليكم نص البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج
اسطنبول 25و26 شباط/ فبراير 2017
من أجل تفعيل دور فلسطينيي الخارج في معادلة النضال الوطني الفلسطيني، والتأكيد على الأصوات المنادية بحق العودة إلى كامل أرض فلسطين التاريخية المغتصبة وما سبق ذلك وتبعه من آثار خطيرة ترتبت على اتفاقية أوسلو الكارثية في منأى عن رأي الشعب الفلسطيني، تنادت شرائح واسعة من الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه واتجاهاته وفعالياته لعقد مؤتمر شعبي جامع في مدينة اسطنبول في تركيا يومي 25 و26 شباط فبراير 2017 تحت شعار:
"مشروعنا الوطني طريق عودتنا"
وقد استعرض المؤتمر مآل التجربة التاريخية في فلسطين منذ العام 1917، والتي أثبتت أنّ قادة المشروع الصهيوني والحكومات الصهيونية المتعاقبة يخوضون حرب وجود لا حرب حدود ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة في وطنه، الأمر الذي يفسر لماذا أسقط قادة المشروع الصهيوني الحلول والتسويات كلها بما فيها حلّ الدولتين على الرغم من إهداره للحقوق الفلسطينية الثابتة في فلسطين، بل يطالبون اليوم باعتراف فلسطيني وعربي ودولي بيهودية كيانهم لشرعنة اغتصابهم لفلسطين من البحر إلى النهر، وتهجير الصامدين من أهلها إلى خارج حدودها، وقد وصل هذا الصراع إلى مستوى كارثي نتيجة سلسلة تنازلات متدرجة قدمتها القيادة المتنفذة لـ (م. ت. ف) إلى جانب أسباب عربية ودولية أخرى.
ويؤكد المؤتمر أنّ أولى خطوات الرد على هذه السياسة الإحلالية الإقتلاعية العنصرية التي تعيث بأرض فلسطين فساداً، لا يكون إلّا بتأكيد الحق الكامل غير المنقوص للشعب الفلسطيني في تحرير وطنه وإقامة دولته الفلسطينية على كامل ترابه وعاصمتها
القدس.
ويؤكد المؤتمر أُنُّ الانتفاضة الشبابية الثالثة منذ سبعة عشر شهراً تواصلًا مع الانتفاضتين الأولى والثانية، جاءت بمثابة دعوة لبدء مرحلة جديدة من الكفاح الفلسطيني لدحر الاحتلال وإزالة آثاره بما فيها الاستيطان بلا قيد أو شرط.
اقرأ أيضا بدء فعاليات مؤتمر فلسطينيي الخارج في إسطنبول (صور)
ومع الإخفاق الذريع الذي آلت إليه ما سُميت بمسيرة التسوية، واستشراء الاستيطان، وتنكر الاحتلال لحق العودة، والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والمطالبات المحمومة بالاعتراف بيهودية الكيان واستمرار التنازلات الفلسطينية والعربية والتواطؤ الدولي، الأمر الذي أصبحت فيه الحاجة أكثر إلحاحاً لتوحُّد الشعب الفلسطيني على قاعدة المقاومة والثوابت الوطنية التي أقرًّها الميثاق القومي لعام 1964 والوطني لعام 1968.
من هنا فإنّ انعقاد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج يُشّكل دعوة خالصة وصرخة عالية الصوت للعودة إلى الأصول والمنطلقات والثوابت والوحدة، واستعادة روح الثورة والتضحية، وتأكيد الوفاء للشهداء، وإعلاء الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، بل وحق أحرار العالم بتحريرها من العنصرية الصهيونية التي اقتلعت شعبنا لتُحلّ مكانه كيانًا معاديًا للحرية والعدالة والسلم والإخاء الإنساني.
• وفي ضوء ذلك فإنَ المؤتمر يسجل اعتزازه بتمسَك أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج بحق العودة إلى دياره في أرض فلسطين التاريخية، حقاً غير قابلٍ للنقض أو الاجتزاء أو التفويض أو المقايضة أو الالتفاف عليه، وهو حقٌ جماعي وفردي لا رجعة عنه، وغير قابل للتصرف.
• يؤكد المؤتمر أنّ اتفاقية أوسلو وما تبعها من تنازلات والتزامات وفساد وتنسيق أمنى مع الاحتلال ألحقت ضررًا فادحًا بمصالح الشعب الفلسطيني، ومسّت حقوقه الثابتة وقسّمته وسيعمل المؤتمر انطلاقًا من إدراكه لخطورة هذه الاتفاقية على إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من اتفاق أوسلو المشئوم وتوابعه وتداعياته وإعادة بناء وتفعيل مؤسساتها.
• يؤكد المؤتمر إن مهمة تطوير الدور الوطني لفلسطينيي الخارج ومشاركته في القرار السياسي الفلسطيني يجب أن يستند إلى إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي لكافة الفلسطينيين، وذلك عن طريق إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة لانتخاب مجلس وطني جديد يفرز لجنة تنفيذية تكون قادرة عن وضع برنامج وطني جامع بعد إعلان التخلص من اتفاقية أوسلو وتصفية تركتها الضارة بحقوق الشعب الفلسطيني
• يؤكد المؤتمر على حق شعبنا الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال النضال والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، ويعتبرها حقًاً مشروعاً للشعب الفلسطيني كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
• يُطالب المؤتمر الفصائل الفلسطينية بالوحدة على قاعدة الالتزام ببرنامج المقاومة والميثاق القومي عام 1964 والوطني الفلسطيني لعام 1968.
• يحيّي المؤتمر صمود أهلنا في القدس وانتفاضتهم الباسلة، وينبّه إلى خطورة الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويدعو الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى دعم صمود أهلنا في القدس بكل إمكاناتهم.
• يؤكد المؤتمر على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، ومنع ذوبانها في مجتمعات اللجوء والاغتراب، والعمل على تطوير الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك.
• يدعو المؤتمر الى إطلاق طاقات شبابنا وشاباتنا الفلسطينيين حيثما وجدوا وتمكينهم من النهوض بأدوارهم الطليعية في مسيرة النضال على طريق التحرير ويدعو إلى تشجيع كافة المبادرات الشبابية في المجالات المتعددة.
اقرأ أيضا فلسطيني: لدي 52 ولدا وحفيدا أهديهم جميعا للوطن (شاهد)
• يدعو المؤتمر إلى دعم صمود ونضال المرأة الفلسطينية في الداخل والخارج.
• يحيّي المؤتمر الهبّات المتتالية لأهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948، وصمودهم في وجه الاحتلال وسياساته، ودورهم المتميّز في التمسك بأرضهم والدفاع عن المقدسات.
• يؤكد المؤتمر دور الشعب الفلسطيني في الخارج في دعم صمود ومقاومة شعبنا وانتفاضته في الداخل ضد الاحتلال الصهيوني، وفي كسر الحصار الجائر عن شعبنا في غزة.
• يؤكد المؤتمر أنّ الشعب الفلسطيني جزء أصيل من الأمة العربية والإسلامية، ويعتبر حقوقه الثابتة ومصالحه المشروعة امتدادًا للمصالح القومية العربية والإسلامية، ويدعو إلى تعزيز الدور العربي والإسلامي والعالمي في الوصول إلى الحقوق الثابتة التي حُرم منها الشعب الفلسطيني منذ سبعين عاماً.
• يؤكد المؤتمر أن شعبنا الفلسطيني خارج فلسطين ليس طرفاً في التجاذبات الإقليمية في دول الطوق ويطالب المؤتمر بتحييد المخيمات الفلسطينية في المنطقة حيث وجدت عن دوائر الصراع فيها وسيوُلي المؤتمر عناية خاصةٌ بأفواج اللاجئين من شعبنا حول العالم.
• يُطالب المؤتمر الدول العربية الشقيقة كافة وجميع الدول التي تحتضن الفلسطينيين بضرورة توفير الحماية وسُبل العيش الكريم لأبناء شعبنا الفلسطيني المقيم في بلدانهم، ومنحه كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والإنسانية وحرية التنقل والسفر، والتي لا تنتقص من حقه في العودة، بل ستكون داعمًا له في القيام بدوره في استعادة حقوقه.
• قرر المؤتمر النأي بنفسه عن التدخل في المحاور العربية والدولية أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وللدول عامة ويعلن أنّ بوصلتهُ قضية فلسطين وشعبها في الداخل والخارج.
• يثمّن المؤتمر الدور المتميّز للحركات العالمية الداعمة للحق الفلسطيني، وجماعات الضغط السياسي، والمنظمات الحقوقية، والمشاركين في سفن كسر الحصار عن غزة، وحركات مقاطعة الاحتلال الصهيوني في العالم، والمطالبين بمحاكمته كمجرم حرب، ويدعوهم إلى تكثيف جهودهم في دعم الحقوق الفلسطينية، ويشيد بالمساهمة المتميزة لفلسطينيي الخارج في هذا الجهد.
• يؤكد المؤتمر تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا على أيّة ولاءات خاصة، وأنّ مظلّته ومنطلقه هي فلسطين الوطن والشعب.
• ناقش المؤتمر الواقع الفلسطيني من جوانبه كافة، ودور فلسطينيي الخارج في مواجهة المشروع الصهيوني، وقرر إطلاق مسارات ومبادرات ومشروعات جامعة تأسيساً على تراكم الجهود الوطنية لشعبنا في مراحل نضاله كافة، وخبرات أبنائه، وإمكاناتهم الهائلة والمهدورة. وبحث المؤتمر تفعيل دوره على المستويات الجماهيرية والإعلامية والسياسية والحقوقية والمدنية والاقتصادية كافة وتفعيل العمل النقابي الفلسطيني في كافة جوانبه، ويدعو المؤتمر رجال الأعمال الفلسطينيين في الخارج للمساهمة الفعالة في دعم وتعزيز هذه الفعاليات.
• يقرّر المؤتمر أنّه إطار شعبي جامع لتفعيل دور فلسطينيي الخارج في معادلة الصراع العربي الصهيوني، وفق رؤية وإستراتيجية واضحة، ويدعو إلى احترام الإرادة الشعبية، وعدم الانتقاص من دورها في مسار العمل الفلسطيني. كما يشدّد على أنّ أبوابه مفتوحة لأبناء الشعب الفلسطيني ومؤسساته ويوصي أن يكون مقره الرئيسي في بيروت - لبنان.
• إنّ المجتمعين في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وهم يختتمون أعمالهم يقفون إجلالًا لأرواح شهدائنا الأبرار، ويضرعون إلى الله أن يشفي جرحانا الأبطال، ويبعثون بتحية نضالية لأسرانا الصامدين في سجون الصهاينة، ويعاهدون أبناء شعبنا على المضي قدمًا على طريق تحرير فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر، إلى أن تُصبح الدولة الفلسطينية بحدود فلسطين التاريخية وبعاصمتها القدس حقيقة لا حلمًا.