نشر موقع شبكة "سي أن أن" الأمريكية تقريرا للكاتبتين مونيكا إينلي وفيونا سنكلير سكوت، تشيران فيه إلى أن مصممي
الأزياء وبيوت الأزياء العالمية يتساءلون عن سر انتشار
الزي المحتشم.
وتقول الكاتبتان إن "البحث عن كلمة الحشمة على (إنستغرام) يفتح خزنة من الأدلة، فساتين طويلة وفساتين بالعنق الطويل، وهناك نصف مليون شخص لديهم هاشتاغات تحت صورهم تحمل تعليق (محتشم)، وهناك العديد من التعليقات الأخرى، مثل (لباس محتشم، وحركة محتشمة، وأسلوب محتشم) وتستخدم بشكل واسع، وبنظرة عامة، فإنه يبدو أن اللباس المحتشم يشير إلى موجة مرتبطة بشكل عام بالنساء المسلمات، لكن نظرة فاحصة تشير إلى أن هذه موجة عامة تشمل
نساء من أديان أخرى وأحيانا لا علاقة لها بالدين".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن مراقبي خطوط الموضة، قولهم إن هذا تعبير عن موجة جديدة من الأنثوية، أو تقوية متعددة الجوانب، حيث تقول المتخصصة في مجال الموضة في بيسلرز في باريس إزا ديزون، إن "المرأة القوية لم تعد موضوعا لتعريف محدد، ولا تعيش ضمن معايير محددة"، وتضيف: "نحن نشاهد بداية لما نراه وسائل التقوية التي تسمح للمرأة بخلق تعريفاتها الخاصة بها".
ويشير الموقع إلى أن حركة الحشمة تبني زخمها منذ سنوات، حيث أصبح الحجاب رمزا معروفا، لافتا إلى أن شركة "دي كي أن واي" قامت في عام 2014 بالإعلان عن مجموعة من الأزياء المحتشمة، وقامت شركة "دولتشي كابانا" في عام 2016، بطرح تشكيلة من الأزياء المحجبة والعباءات، وقدمت شركة "أتش أند أم" في العام ذاته عارضة أزياء مسلمة تلبس الحجاب في فيلم فيديو للترويج للتشكيلات التي طرحتها.
وتلفت الكاتبتان إلى أن حليمة أدن في تشرين الثاني/ نوفمبر كانت أول متسابقة في مسابقة ملكة الجمال ترتدي الحجاب في تاريخ المسابقة، وذلك في منيسوتا في الولايات المتحدة، حيث تلقت أدن في الشهر الماضي دعوة من ميلان للمشاركة في عرض أزياء لكل من "ماكس مارا" و"ألبرتا فيرتي" وهي ترتدي الحجاب، حيث قابلها المصمم كاني ويست من أجل عرضه "ييزي" في نيويورك، مشيرتين إلى أن شركة "نايك" أعلنت عن أول تشكيلة "مناسبة للحجاب".
ويعلق التقرير قائلا إن الجدل الذي أثير حول لباس الممثلة البريطانية إيما واتسون على غلاف العدد الأخير من مجلة "فانيتي فير"، يشير إلى أن اختيارات المرأة لا تزال تثير النقاش، وتدعو للحرية في اختيار ما تريده، ومن هنا استجابت دور الأزياء لهذا الأمر.
وينقل الموقع عن مراسلة الأزياء في أوروبا إليزابيث بيتون، قولها لصحيفة "نيويورك تايمز": "قام العديد من أصحاب العلامات التجارية بطرح تشكيلات هذا الموسم، وبنظرة تحاول الاستجابة للجميع"، وأشارت إلى شركة "بالمين" التي لها معجبون كثر في الشرق الأوسط، وقدمت العديد من التصميمات ذات القبة الطويلة والفساتين الطويلة.
وتنوه الكاتبتان إلى أن هذا التحول يأتي في وقت بدأت فيه العلامات التجارية الفارهة بالاستجابة في تصميماتها للمرأة الملتزمة ومن أديان مختلفة، حيث تقول بيتون: "لم تعد تستطيع تجاهل جوقة الأصوات العالية حول العالم، التي تطالب باختيارات واسعة".
ويفيد التقرير بأن عارضة الأزياء الأمريكية جيجي حديد، ظهرت في هذا الأسبوع على غلاف النسخة العربية من "فوغ العربية" وهي ترتدي حجابا مزينا بألماس، ووضعت حديد صورة الغلاف على حسابها في "إنستغرام" مع تعليق يمدح المجلة، وقالت: "كوني نصف فلسطينية فإن هذا يعني أن العالم كله لي وأن أكون على غلاف العدد الأول من @voguearabia"، وأضافت: "آمل أن تظهر هذه المجلة صورة عن صناعة الأزياء ورغبتها بشمول وقبول الناس كلهم والعادات جميعها بشكل يشعر كل شخص أن لديه لحظات من الأزياء التي يمكن أن يعود إليها ويتعلم وينمو".
ويذكر الموقع أن الموجة الجديدة تعد دفعة لغزلان غونيز ومغامرتها الجديدة، حيث أعلنت في يوم المرأة العالمي عن "ذا موديست"، وقدمت نفسها في زي للمرأة الخارقة، حيث تريد غونيز أن تملأ فراغا في سوق الأزياء الراقي.
وبحسب موقع "ذا موديست"، فإنه سيحاول التوجه نحو السوق العالمية المتعددة الثقافات وللنساء كلهن من الأعمار كلها، وعملت غونيز (14 عاما) في القطاع المالي قبل أن تغير مجالها للتصدي لحاجات المرأة حولها، وتقول: "قد تكون المرأة مصرفية، لكنها تريد بدلة أو لباسا جميلا تلبسه من الصباح إلى المساء، ويكون لباسا غير فاضح"، وتضيف: "قد تكون أما تريد حضور حفل زفاف ابنتها، أو طالبة جامعية في دبي تحب الموضة، لكنها ترتدي اللباس المحتشم لأسباب ثقافية".
وتورد الكاتبتان أنه بسبب ما شاهدته غونيز من إحباط، فإنها قررت البحث عن فكرة وإطلاق "ذا موديست"، وقالت إن "النساء اللاتي نشأت بينهن عصريات ويتابعن الموضة لكنهن يلبسن بهذه الطريقة، أمي وبنات عمي كن يذهبن من محل إلى محل للعثور على قطعة لباس تناسبهن، فقلت لنفسي لا بد من حل".
ويختم "سي أن أن" تقريره بالإشارة إلى أنه بحسب دراسات "ذا موديست"، فإن إمكانيات سوق الزي المحتشم كبيرة، ويمكن أن تصل قيمتها بحلول عام 2019 إلى 484 مليون دولار أمريكي.